بعد أن احتفل الاخوة المسيحيون بعيد الميلاد المجيد - ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام، رسول المحبة والسلام - يحتفل العالم بأسره من اقصى شرقه الى آخر بقعة في غربه بقدوم السنة الميلادية الجديدة، جعلها الله سنة خير وحب وسلام، تعودنا ان ينشط المنجمون مع اطلالة كل سنة جديدة، فيتنافسون في اطلاق نبوءاتهم في شتى الامور، ويأتي على رأس قائمة المنجمين الفرنسي نوسترا داموس الذي تنبأ بالحرب العراقية - الايرانية وما تبعها من تداعيات، كما شملت نبوءاته احداث الحادي عشر من سبتمبر.. واغتيال الرئيس الاميركي جون كيندي وغير ذلك من نبوءات دونها نوستراداموس في كتابه!
أما أبرز النبوءات على الاطلاق فهي ما يتعلق بنهاية العالم، حيث تنبأت مجموعة بريطانية يطلق عليها "شهود الله" بأن نهاية العالم ستكون في عام 2008، اثر حرب عالمية مدمرة، أما عام 2000 فقد كان له نصيب الأسد من نبوءات النهاية، حيث اعلنت اكثر من جهة ان عام 2000 سيشهد نهاية العالم بفعل الشهب الكونية أو اشعة جاما المكثفة!
أشهر تلك النبوءات هو ما جاء في تقويم المايا The maya Calendar .. الذي حدد تاريخ نهاية العالم ليكون في الثاني والعشرين أو الثالث والعشرين من شهر ديسمبر لعام 2012 للميلاد!
تقول نبوءة حضارة المايا إن العالم يمر بعدة دورات، وكل دورة يطلق عليها شمس، وانه في نهاية كل شمس يمر العالم بحقبة دمار تنهار فيها امبراطوريات ويولد معها انسان جديد!
كما دونت المايا في تقويمها ان العالم قد مر بأربع شموس وان حقبة الشمس الخامسة قد بدأت في عام 3112 قبل الميلاد، وستنتهي في الثالث والعشرين من ديسمبر عام 2012! يطلق المايا على الشمس الخامسة اوصافا مثل انتصار المادية، وتحول المادة، في اشارة الى سمات هذه الحقبة، التي يرى المايا ان البشر قد حادوا اثناءها عن الالتصاق بالطبيعة ووقعوا في حالة نسيان جمعي جردهم من مشاعر كثيرة!
وسواء انتهى العالم في عام 2012 أو لا، فإن واقع البشرية اليوم يؤكد ما جاء في نبوءات المايا، وهي الحضارة التي سادت في منطقة حوض المسيسيبي قبل الميلاد، واشتركت مع الحضارة الفرعونية في العديد من السمات العمرانية والثقافية، فلم يحدث في تاريخ البشرية ان وصل الانسان الى هذه الدرجة من الانفصال عن الطبيعة، والانحطاط فكريا واخلاقيا!
استند المايا في رسم نبوءاتهم الى حركة النجوم والكواكب، واستعانوا بأرقام وطلاسم معقدة، وأصبح تقييمهم ورزنامتهم اليوم تحت مجهر العديد من العلماء المهتمين بالفلك وعلوم الكون، بل وأصبحت دور النشر اليوم تتنافس في اصداراتها لكتب تتحدث عن تقويم المايا وتنبؤاتهم الفلكية والحسابية، ويطرح بعضها حلولا للنجاة من كارثة ستنهي البشرية على كوكب الارض في يوم الثالث والعشرين من عام 2012! لكن في المقابل، هناك من يشكك في مثل هذه النبوءات، على اعتبار ان التاريخ يزخر بمثلها، ومما اثبتت الايام عدم صحتها!
فليحفظ الله كوكبنا.. ولتغفر لنا الطبيعة ما اقترفناه من جرائم وانتظرو انا امنتظرين احمدشعلان