ليس هناك من يجادل في الفترة الحالية أن الساحر الأرجنتيني الفتي ليونيل ميسي هو الأفضل بين لاعبي الكرة في كل بقاع المعمورة في وقتنا هذا ... ولكن هناك سؤالاً شغل بال الصحفيين والمتابعين والمحللين والمشجعين وهذا السؤال هو: من الأفضل ميسي أم مدربه ومعلمه دييغو أرماندو مارادونا الذي طالما تمت مقارنته سابقاً مع البرازيلي بيليه؟
الجواب حتى الآن واضح وهو كالتالي: لا زال مارادونا هو الأفضل حتى الآن، أما ميسي فينقصه شيء واحد ليصبح الأفضل وهو أمر مهم للغاية ...
هذا الأمر هو الفوز بالمونديال ... إحراز لقب بطولة العالم، هو من جعل بيليه ملكاً للكرة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي على الرغم من وجود لاعبين لا يقلون أهمية عن الجوهرة السوداء أمثال الأرجنتيني - الإسباني دي ستيفانو والمجري بوشكاش والبرتغالي أوزيبيو والإنكليزي تشارلتون والسوفييتي ستريلتسوف ... وهو من جعل القيصر الألماني فرانتس بيكنباور ملكاً للسبعينيات على الرغم من وجود مواطنه غيرد مولر والجناح الهولندي الطائر يوهان كرويف وغيرهم ... والفوز باللقب الكروي الأغلى هو من كرس مارادونا ملكاً لثمانينات القرن الماضي على الرغم من وجود أسماء لامعة جداً أمثال زيكو وسقراط من البرازيل وبلاتيني من فرنسا ولينيكر من إنكلترا ... وفي فترة التسعينات برز الفرنسي زين الدين زيدان الذي كان أفضل لاعب في تلك الفترة وحتى عام ألفين وستة، وسبب تميز زيدان عن الآخرين هو دوره الفعال في فوز فرنسا بالمونديال للمرة الأولى في تاريخها عام ثمانية وتسعين ليتميز زيدان عن أسماء لامعة كثيرة أمثال الإيطالي روبيرتو باجيو والهولندي ماركو فان باستن والإنكليزي ديفيد بيكهام والبرتغالي لويس فيغو والإسباني راؤول والأرجنتيني باتيستوتا وغيرهم ...
ومن هذا نستنتج أن تألق ميسي مع برشلونة لا يكفي ليصبح ملك الكرة على مر العصور لأننا ندرك جميعاً أن اللعب ضمن صفوف المنتخبات أصعب بكثير من اللعب على مستوى الأندية وخاصة في كأس العالم. بطولة كأس العالم المقبلة في جنوب أفريقيا ستكون هدفاً صعباً أمام ميسي وفرصة ليثبت أنه الأفضل ولكنها لن تكون الأخيرة أمام العبقري الأرجنتيني لأنه يبلغ من العمر 23 عاماً فقط ومازال الدرب أمامه طويلاً إن أراد القدر ذلك ...