أكد الدكتور محمد هلال مدير مستشفى الساحل التعليمى ورئيس وحدة زراعة الكبد أن مستشفى الساحل قد تم اختياره لإجراء عمليات زراعة الكبد به، بدلا من المستشفيات الأخرى، حيث صدر قرار فى عام 2006 لاختيار المستشفى لإجراء زراعة الكبد به، وكانت أول حالة زراعة كبد فى عام 2007 والسبب فى ذلك يرجع إلى تحديث البنية الأساسية فيها خلال العشر سنوات الماضية، حيث يوجد بها أربع غرف عمليات على أعلى مستوى بالإضافة إلى أحدث أجهزة التخدير وأجهزة التنفس الصناعى وكلها مطابقة للمواصفات القياسية العالمية، كما أن المستشفى به غرفتان رعاية مركزة للعزل فى الفترة الأولى من بعد العملية، حيث إن المتلقى يجلس فى غرفة العزل بعد العملية لمدة أسبوع أو عشرة أيام والمتبرع يظل فى الغرفة الأخرى لمدة 48 ساعة، وهناك جناح كامل للرعاية المركزة به 35 سريرا منها ثلاثة أسرة لزراعة الكبد تم تجهيزها على أعلى مستوى، كما أن المستشفى لديه غرفة للتعقيم المركزى على أحدث المستويات، كما أن المستشفى لديه جهاز للتخلص من النفايات الخطرة.
ولكى يتم زراعة الكبد فى أى مستشفى لابد أن تمتلك المستشفى فريقا طبيا متكاملا وأجهزة حديثة لنجاح تلك العمليات فيه.
ويشير هلال إلى أنه تم تدريب فريق تمريض كبير يصل لأكثر من 40 ممرضة فى زراعة الكبد والرعاية المركزة ويتم الاستعانة بالكثير من الممرضات.
وأوضح أن 20 % من المصابين بفيروس" سى" على مدار 20 سنة من المرض معرضين للإصابة بسرطان الكبد لذلك لابد من متابعة المريض والذى يعانى من تليف كبدى فى مرحلة متقدمة لابد من عمل سونار وعمل تحاليل دلالات أورام مرة كل ثلاثة أشهر.
وأشار إلى أن عملية زراعة الكبد بمستشفى الساحل تتكلف حوالى 250 ألف جنيه يتم تمويل 50 ألف قرار على نفقة الدولة ولو أنه يخضع للتأمين فالتأمين يقوم بدفع 75 ألف جنية له وتقوم جمعية أصدقاء مرضى الكبد بتمويل باقى مصروفات العملية وهى 75 ألف جنيه أخرى.
واعترف هلال بحدوث حالات وفيات بعد العملية لبعض المرضى الذين يقومون بالزراعة ولكن بنسب منخفضة عن النسب العالمية الموجودة، حيث إن النسب العالمية تحدد نسبة وفيات تصل إلى 20% بعد السنة الأولى و23% بعد السنة الثانية و27% بعد السنة الثالثة، ولكن مستشفى الساحل أجرت حتى الآن 46 زراعة كبد لم يتوف منهم سوى 7 حالات فقط.
ويقول إن نسبة النجاح تعدت الـ84% وهى نسبة عالية جدا، ولكن لم يحدث أى حالة وفاة لأى متبرع، كما أن المتبرع لا يحدث له أى مضاعفات بعد الجراحة، حيث يعود كبده إلى الحجم الطبيعى بعد ثلاثة أو ستة أشهر وهناك أحد المرضى ويدعى عصام خليل، حيث قام بزراعة الكبد من عامين والمتبرعة كانت زوجته وأنجب طفلا سمى عبد الله عمره الآن ثلاثة أشهر وهذا معناه أن كبد المرض والمتبرعة سليم.
وأكد أن المريض إذا أصيب بفيروس سى مرة أخرى فإنه لا يحدث له تليف إلا بعد 20 سنة، ولكن بالمتابعة والعلاج لا يصل إلى مرحلة التليف مرة أخرى.
ونوه إلى أن مستشفى الساحل من المستشفيات القليلة التى تمتلك غرف عناية مركزة فى الاستقبال والطوارئ، حيث تجرى المستشفى فى المعدل حوالى 35 عملية جراحية تتنوع ما بين عمليات صغرى وكبرى ومتوسطة.
وأشار إلى أن زراعة الكبد أفادت مستشفى الساحل حيث إن هناك الكثير من الأموال التى تتدفق من استعمال معامل التحاليل والأشعة وبنك الدم، وأصبح العاملون بالمستشفى مدربين على أعلى مستوى حيث إن التمريض الذى يعمل فى مجال زراعة الكبد كلهم من مستشفى الساحل