في الوقت الذي تحتجز فيه قوات الأمن المصرية ساجيا شخوري- أحد الإسرائيليين الذين تسللوا للحدود البرية لسيناء منذ أيام- كشفت وسائل الإعلام العبرية قيام القاهرة باعتقال متسلل إسرائيلي آخر ـ قبل حوالي الأسبوع ـ بعد دخوله المياه الإقليمية المصرية سباحة من مدينة إيلات الحدودية الإسرائيلية، مضيفة أن هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها اعتقاله من قبل مصر خلال الأسابيع الأخيرة. وتعددت حوادث التسلل الإسرائيلي خلال الفترة الأخيرة حيث ألقت الشرطة المصرية القبض في مارس الماضي علي يوثام فيلدمان ـ المحرر بالقناة العاشرة الإسرائيلية ـ خلال محاولته اختراق الحدود المصرية من سيناء والتسلل للحدود الإسرائيلية، وهو الأمر الذي برره فيلدمان بإجراء تحقيق عن ظاهرة اللاجئين الأفارقة وتسللهم لبلاده، وقامت القاهرة بعد ذلك بالإفراج عنه.
وقالت صحيفة «هاآرتس» العبرية أمس إن المتسلل الجديد ـ لم تكشف عن اسمه ـ هو رجل في الأربعين من عمره، قام بعبور الحدود البحرية سباحة، وقامت القوات المصرية باعتقاله بعد دخوله المياه الإقليمية المصرية ، موضحة أنه من سكان مدينة إيلات الحدودية مع سيناء، واصفة إياه بأنه «مختل عقلياً» لافتة إلي أن الأخير قام منذ أسابيع قليلة بعبور الحدود لمصر ثم عاد لإسرائيل.
في السياق نفسه كشف موقع «والا» الإخباري الإسرائيلي أن تل أبيب تقوم الآن بجهود لإطلاق سراح المتسلل الجديد، موضحة أنه بدأ سباحته للحدود المصرية منذ أسبوع، مؤكدة أن هذه هي المرة الثانية خلال الأسابيع الأخيرة التي يقوم فيها نفس الشخص بالتسلل لحدود مصر ويعتقل هناك. من ناحية أخري أشارت القناة السابعة الإسرائيلية إلي أن عائلة ساجيا شخوري تنوي الذهاب لنفس المكان الذي تم اعتقاله به علي الحدود ، والتظاهر للإفراج عنه، موضحة في تقرير لها أن عائلة المتسلل الإسرائيلي تري في اعتقاله «أمراً زائداً عن الحد».
بينما نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن بعض مواطني قاديش برنيع التي يقيم بها ساجيا قولهم: إنه في حال إذا لم يعد ساجيا لبلاده فسنقوم باتخاذ خطوات لتحريره ، مثل التظاهر أمام الحدود المصرية.
ونقلت نفس الصحيفة عن شموئيل ريفمان ـ رئيس بلدية النقب ـ إعرابه عن أمله في عودة ساجيا لبلاده خلال الأيام القادمة، موضحا أنه إذا لم يعد ساجيا لإسرائيل فلابد من ممارسة مزيد من الضغوط وإشراك عناصر سياسية أخري لإطلاق سراحه من مصر.
من جانبه، أكد إيلي شاكيد- السفير الإسرائيلي الأسبق بمصر- أن العادة المتبعة في حالة اعتقال أي إسرائيلي بسيناء هي أن يتم نقله إلي منطقة الطور الموجودة بوسط الجزء الغربي من شبه الجزيرة المصرية بالقرب من قناة السويس وهناك يمر بعدد من الإجراءات القضائية ويبقي وقتاً قصيراً هناك ثم تدخل السفارة الإسرائيلية بالقاهرة إلي الصورة.
وأوضح «شاكيد» في تصريحات لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية أمس أن استمرار الإجراءات القضائية التي يمر بها المعتقل تتوقف علي ما إذا كان الأخير قام بجريمة ما أملا. مشيراً إلي أنه في حال عدم قيامه بجريمة ما يتم تحريره خلال أسبوع إلي أسبوعين، وبشكل عام المصريون لا يرغبون في إثارة ضجة إعلامية حول مثل هذه الموضوعات.