وزير الخارجية الجزائرى الأسبق الأخضر الإبراهيمى
"ماقالته جريدة النهار الجزائرية تجن ضد مصر وعمرو موسى" كان هذا هو رد المبعوث السابق للأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الجزائرى الأسبق الأخضر الإبراهيمى على ما نشرته الجريدة حول قيام مصر عام 1991 بالتعاون مع الأمريكيين بالتجسس على البرنامج النووى الجزائرى.
ويأتى هذا كأول تكذيب من شخصية جزائرية لها ثقلها السياسى لما روجت له الصحيفة، واستمر الإبراهيمى فى هجومه على جريدة النهار الجزائرية، لافتا إلى أن هناك من يتلاعب بعلاقات مصر والجزائر، قائلا "لا أعتقد أن ماقالته صحيفة جزائرية واحدة يمثل رأى المواطن الجزائرى"، واصفا المزاعم السابقة بأنها "تجن" ضد مصر وموسى".
وأكد الإبراهيمى والذى كان يتولى وزير خارجية الجزائر فى الفتره مابين 1991 و1993 أن علاقة موسى بالجزائر على أفضل حال، قائلا "نحن نعرف عمرو موسى منذ أن كان وزيرا لخارجية مصر وأمينا للجامعة العربية والعلاقة الشخصية لموسى مع الجزائر كانت هايلة ولاتزال".
ورفض الإبراهيمى التعليق على وجود دوائر تريد الوقيعة بين مصر والجزائر، قائلا أنا بعيد عن هذه القضية، ولكن من المؤسف جدا أن التاريخ الطويل بين مصر والجزائر يتعرض للتلاعب من قبل أية جهة".
وكان الإبراهيمى قد التقى اليوم السبت الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بمقر الجامعة خلال زيارته للقاهرة والتى بدأها منذ أيام لمصر، ولم تكن الزيارة لموسى رسمية وإنما بصفة ودية، وتعكس مدى العلاقة الودية بين موسى والإبراهيمى.
وكانت صحيفة "النهار" الجزائرية قد ادعت فى عددها الثلاثاء الماضى أن مصر تتجسس مع أمريكا على برنامجها النووى ونشرت ما أطلقت عليه "وثيقة سرية للمخابرات الأمريكية"، تكشف "كيف أن الحكومة المصرية، ممثلة فى وزير خارجيتها فى بداية التسعينات، تواطأت مع الولايات المتحدة الأمريكية، فى التجسس على المفاعل النووى الجزائرى، فى منطقة 'عين وسارة' بالجنوب الجزائرى".
وقالت الصحيفة إن الوثيقة المزعومة تتناول ما دار خلال اجتماع عُقد فى مايو1991، بين وزير الخارجية المصرى آنذاك، ومساعد وزير الخارجية الأمريكى، ريتشارد آلن كلارك، والذى كان مكلفاً بالشئون السياسية والعسكرية، ولكن الصحيفة ذكرت أن مسربى الوثيقة تعمدوا حجب اسم وزير الخارجية المصرى.
ووجهت الصحيفة اتهامات لا أساس لها لوزير الخارجية المصرى آنذاك والذى أشارت إلى أنه كان أحد اثنين لا ثالث لهما، إما عمرو موسى، الذى تولى منصبه فى 16 من ذات الشهر، أو سلفه عصمت عبد المجيد، الذى شغل أيضاً منصب أمين عام جامعة الدول العربية.
وأدان موسى تقرير الصحيفة الجزائرية، وقال إن هذه تعتبر آراء مسمومة يجب إدانتها، وتهدف إلى إحداث الوقيعة بين الجزائر ومصر، وفيه الكثير من اللبس، وقال "إذا كانت هناك أية جهات تود مرة ثانية الوقيعة بين مصر والجزائر، فيجب أن نقطع يد هذه الجهات، ولا يمكن أن يكون هناك وزير خارجية مصرى، سواء أنا أو من قبلى أو من بعدى، ضالعاً فى أى حركة تمس بأى دولة عربية، وهذا تقليد صارم وموقف واضح".