عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
موضوع: حقيقة رفض سيناريو "منتخب مصر" الأربعاء 19 مايو 2010 - 10:26
د. سيد خطاب رئيس الرقابة علي المصنفات: اتهامي بإفساد الذوق العام كلام باطل وغير منطقي هذه حقيقة رفض سيناريو »منتخب مصر« افتعال أزمات مع الرقابة أكبر دعاية للأفلام في الآونة الأخيرة شهدت الرقابة عدة صدامات رغم محاولات الرقيب السابق السيطرة عليها والانتصار للإبداع، ولكن فجأة تم تعيين الدكتور سيد خطاب رئيسا للرقابة خلفا للناقد علي أبوشادي واستبشر الكثير خيرا بسيد خطاب رئيس الرقابة الجديد لأنه فنان مثقف ومستنير لذاستكون مرحلته أفضل من سابقه الذي كان متزمتا بشدة ويفرض عددا كبيرا من الخطوط الحمراء وأبدي الكثير من الفنانين تفاؤلا كبيرا بالرقابة التي تطورت ووصلت الي درجة عالية من التحرر في عهد سيد خطاب الممثل والمخرج والمدرس في المعهد العالي للفنون المسرحية والذي أكد أن المرحلة القادمة ستشهد درجة أكبر من الحرية مشيرا الي أنه في الأساس مبدع ولا يوجد فنان ضد الإبداع بشرط أن تكون حرية ملتزمة ومسئولة لأن الرقابة في النهاية مؤسسة ثقافية معنية بحماية حق المبدع ورفض الحرية المطلقة، وفي هذا الحوار نلقي الضوء علي عدة تساؤلات أثيرت أخيرا حول الرقابة. الأزمة بين المبدعين والرقابة وجع مستمر لماذا ؟ - هناك من يروج لسلعته علي حساب الرقابة ويتحجج بأن الرقابة هي السبب في فشل فيلمه فالرقيب ليس ضد المبدع والإبداع. هناك اعتقاد في أن هناك جهات مختلفة تحدد للرقابة طريقها؟ - الرقابة حماية للمبدع الحقيقي ولابد أن يتمسك بها ولا أحد يتدخل في قرار الرقيب ولا توجد مؤسسة قادرة علي تغيير قراره وفكرة اللهو الخفي الذي يتدخل في عملي سواء جهات أمنية أو دينية وهم. يري الكثير أن الرقابة لابد من إلغائها.. تعليقك؟ - إذا حدث ذلك ستكون هناك فوضي شديدة في المجتمع وستزداد مقاضاة المبدعين داخل ساحات المحاكم فالرقابة تعتبر سدا منيعا للمبدع الحقيقي. هناك شكوي دائمة من أن الرقابة تتساهل مع نجوم وتتشدد مع آخرين.. مع تعليقك؟ - قيل هذا كثيرا ولكن لا تجمعني علاقات شخصية مع أحد فالرقيب يتعامل مع الجميع وفق معايير العلاقات المهنية فقط. هناك تصريحات نارية أطلقها المؤلف عباس أبوالحسن بعد رفض فيلمه »منتخب مصر«.. ما تعليقك؟ - لا يهمني هذه التصريحات إطلاقا وأسباب رفض سيناريو »منتخب مصر« أنه يتعرض لأسماء اللاعبين الحقيقيين في وقائع فساد مختلفة ومن ثم يسيء الي فئة من فئات المجتمع خاصة أن السيناريو حدد أسماء لاعبين بشخصهم وذلك يمكن أن يتسبب في مقاضاة من يجلس علي كرسي الرقابة من قبل اللاعبين. كيف تري اتهام الرقيب بأنه السبب الأول في تدهور الذوق العام واقتصار السينما علي الموضوعات التافهة؟ - بالتأكيد كلام ضد الواقع والحقيقة فأنا استلمت مهامي منذ ستة شهور ولا أعتقد أن هذه المدة القصيرة من العمل الرقابي يمكن أن تفسد الذوق العام فالرقيب تأتي له الأعمال الفنية وليس هو صانعها. إذن من المسئول عن تدهور الذوق العام في مصر؟ - مسئول عنه المجتمع ككل وليس الرقيب، فالذوق العام تشكله أجهزة الإعلام والمدرسة وسلوك الناس في الشارع واختيارات المبدعين كذلك الرقابة المجتمعية سبب أساسي في تدهور الذوق العام من عدمه بالإضافة الي الرقيب الذاتي داخل المبدع نفسه. كانت هناك أقوال تفيد بأن الرقابة ستضيف للإبداع؟ - الرقابة عملت علي وجود مرحلة ثالثة قبل مرحلة الرفض وهي مرحلة المناقشة التي ساهمت في خروج أفلام كانت مرفوضة منذ سنوات وبعد أن تمت المناقشة مع مبدعيها وقاموا بالتعديلات اللازمة تمت إجازتها مثل فيلم »صوت وصورة« وفيلم »صابر« لحسام شلش. وهل مبدأ المناقشة سيطبق مع كل الأعمال الفنية؟ - أولا لابد أن تتم المناقشة في وجود المبدع ومرونته في تقديم شكل جديد وتعديلات للسيناريو وأن يتمتع المبدع بمساحة أفق، وإيمانه الكامل بأن وجهة نظره قابلة للمناقشة ولكن من يؤمن بأن إبداعه هو الحقيقة المطلقة فهو لا يستحق مناقشته. تردد أخيرا أن الرقابة جهة قتل للإبداع.. ما قولك؟ هذا اتهام غير منطقي فالرقابة ليس من حقها التدخل في أفكار المبدعين أو حتي مناقشة أفكارهم، ولكن تناقش الرقابة التقنيات، فأهداف الرقابة عدم إظهار الشكل المشوه وتشويه الفن المصري وخير دليل علي ذلك إشادة الحاضرين أثناء العرض الخاص لفيلم »تلك الأيام« بدور الرقابة وهذا يدل علي حسن معاملة الرقابة للمبدع والإبداع وإظهار أفضل صورة للفن المصري. متي يصل السيناريو الي لجنة التظلمات؟ - في البداية وصول العمل الي هذه اللجنة هو في حد ذاته مرحلة في صالح المبدع فبعد أنيتم رفض الأعمال المشكك فيها أو التي لم تصل الي قناعة تامة من حق المؤلف أن يتقدم الي لجنة التظلمات ويعرض السيناريو كما هو حيث في هذه الحالة يتظلم المبدع من قرار الرقابة. وما دور هذه اللجنة؟ - لجنة التظلمات جزء من تشكيل وتكوين الرقابة ويتم اللجوء اليها لأنها ذات صبغة قضائية ينص عليها القانون ولذلك قرارها إلزامي للرقابة في حالة إجازة العمل أو رفضه وبذلك تؤكد قرار الرقابة. وإذا تم رفض العمل من التظلمات؟ - العمل الذي يتم رفضه من لجنة التظلمات لا يجوز النظر فيه مرة أخري ويحق له اللجوء للقضاء. هناك اتهام موجه للرقابة منذ توليك بعدم المرونة؟ - بالعكس فالرقابة حاليا تتهم بالتفريط في إتاحة الأعمال الفنية والسماح بعرضها علي الساحة وبالرغم من ذلك فلن نرضي جميع الأطراف فالرقابة تعتبر المنطقة الفاصلة بين المبدع والجمهور فهي ليست جهة اعتراضية ولكنها قانونية والكل يريد الرقابة علي هواه. وجهة نظرك الشخصية هل تتدخل في العملية الرقابية؟ - يوجد في القانون المرونة التي تتيح للرقيب مساحة كبيرة من الحركة وعلي الرقيب مراعاة العلاقة الحساسة بين نسيج المجتمع وتوجهات المبدعين والحرص علي استمرار حرية الإبداع مع الحفاظ علي قيم وآداب الذوق العام لهذا المجتمع فالرقابة مكان للحوار وليست مكانا للهجوم. هل دور الرقابة ينحصر في منع أو إتاحة الأعمال الفنية؟ - في البداية نحن تحكمنا قوانين ولوائح نلتزم بها ونقف في مساحة وسط بين المجتمع والإبداع فالرقابة معنية بالحفاظ علي حرية الإبداع والحفاظ علي نسيج المجتمع بالإضافة الي أن الرقابة تلعب أدوارا متعددة منها قراءة المسلسلات خاصة في حالة الاحتياج لتصاريح تصوير في الشارع أو الخارج كذلك مراقبة الألبومات والأفلام المزيفة ومتابعة تنفيذ الأعمال التي منحت تراخيص لتصويرها والتواجد بالمطارات والموانئ لمتابعة كل المواد والأعمال التي تدخل مصر. هل الرقابة مجرد هيئة لحفظ السيناريوهات المصرية وكأنها مستندات إدارية؟ - علي مدار الأعوام السابقة كانت الرقابة مجرد مكتب لحفظ الأوراق وأنا أسعي حاليا لعكس ذلك فالرقابة مسئوليتها الأولي التفاوض بالنيابة عن المبدع لأن الرقابة لديها القدرة الأفضل علي ذلك ونحن نلجأ لجهات سيادية لعرض السيناريوهات عليها للاستشارة إذا دعت الضرورة لأنهم أصحاب التخصص خاصة إذا كان المبدع يناقش قضايا حساسة كالتي تخص الأمن القومي خاصة بشأن المخابرات حيث يوجد قانون خاص للقوات المسلحة 14 لسنة 67 الخاص بمنع نشر أي خبر يخص القوات المسلحة دون الرجوع اليها والحصول علي إذن كتابي منها وهو ما يطبق أيضا وبقوة مع الصحافة أو قضايا عقائدية كالتي تخص الدين سواء الإسلام أو المسيحية وأنا لست رجل دين أو سيناريو يتعلق بالتاريخ وضرورة أن يحدث له استشارة علمية أشبه بمراجعات تاريخية. < الانفلات الأخلاقي الذي تشهده دور العرض الآن هل الرقابة لها دور في ذلك؟ - ليس لدينا الخيار في اختيار ما يقدم علي الساحة فكل الأعمال الفنية تخضع لظروف الإنتاج ونوعيته وحسب توجهات المبدع الفكرية وإنني مع الحرية الملتزمة التي تتمسك بعلاقات المبدع مع المجتمع وعاداته وتقاليده. < وما أسباب وجود الفن القبيح علي الساحة حاليا؟ - عندما يتخلي المبدع عن الحلم ويفقد قدرته علي أن يحلم بوطن نظيف وجميل فيفتش داخل نفسه ويكشف عن سلبيات المجتمع ويظهر أسوأ ما فيها فيفرز هذه النوعية من الأفلام الرديئة، ولذلك فعلي المبدعين أن يعيدوا النظر في الموضوعات التي يقدمونها والتقنيات التي يستخدمونها لكي تصبح السينما المصرية مرة أخري أداة مصر الأساسية كقوة في المنطقة تمكنها من الوصول الي المنطقة العربية عبر وسائل البث الحديثة وأن يكون المبدع رافضا للواقع بهدف بناء واقع بديل ويضيف للتراث الإنساني قيمه الجمالية وهي في النهاية رغبة أيضا في التغيير ولكن بطريقة مختلفة. < يتردد في الفترة الأخيرة أن الرقابة أصبحت مكانا للشهرة وهناك بعض السيناريوهات التي قدمت وتردد أن الرقابة رفضتها ولا نجد ردا واضحا علي ذلك؟ - هناك مايسمي بالترويج الإعلامي المزيف ولكن بعد الآن لن تصبح الرقابة مكانا لرمي الاتهامات أو قذف الحجارة عليها ومهاجمتها. < وما الحل من خلال رؤيتك لرقابة الفضائيات؟ - لابد من وجود هيئة عامة تجمع اختصاصات وصلاحيات الرقابة علي المصنفاتال فنية ممثلة في كل أجهزة الدولة وجمع اختصاصات الرقابة والملكية الفكرية بمكان واحد حتي تتوحد الصورة العامة والقوانين الرقابية.