حاصرت الجماهير التركية الغاضبة مبنى السفارة الإسرائيلية بالعاصمة أنقرة، وقنصليتها في إسطنبول منذ الدقائق الأولى لشيوع خبر الاعتداء العسكري المسلح على أسطول الحرية الإغاثي الذي كان متجها لقطاع غزة.
وحاول المئات من الغاضبين اقتحام مبنى القنصلية الإسرائيلية في إسطنبول فجر اليوم وتخطى العشرات منهم سور القنصلية وقذفوا المبنى بالحجارة.
وبذلت قوات الأمن جهودا في إقناع الجمهور بالبقاء خارج مبنى القنصلية وتكرر الأمر نفسه مع الجمهور المحتشد أمام السفارة في أنقرة.
وقطع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان زيارته الرسمية لتشيلي للعودة لتركيا ليلحق بمائدة الطوارئ التى يترأسها الرئيس عبد الله غل لمناقشة مسألة المجزرة الإسرائيلية في قافلة الحرية.
|
المتظاهرون رفعوا الأعلام الفلسطينية (الجزيرة)
|
احتجاج رسمي
يأتي هذا في وقت شجبت الخارجية التركية بشدة عملية الاقتحام المسلحة للقافلة الإنسانية وطلبت إيضاحا عاجلا من إسرائيل.
وأفادت معلومات الخارجية التركية بأن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو المتجه للولايات المتحدة سيلتقي المسؤولين الأميركيين لبحث الاعتداء الإسرائيلي على السفن التركية المشاركة بالقافلة الإنسانية.
واستنكر السفير التركي المتقاعد إينال باطو في حديث للجزيرة نت التصرف الإسرائيلي تجاه القافلة الإنسانية، معتبرا ما قامت به من هجوم مسلح عملا مخالفا للقوانين الدولية.
وطالب باطو الرئيس الأميركي باراك أوباما باتخاذ القرار المناسب لوقف التطرف الإسرائيلي، مؤكدا في الوقت نفسه على عدم قانونية الحصار الإسرائيلي للشعب الفلسطيني بقطاع غزة.
من جانبه وصف سفير تركيا السابق بواشنطن نزهت قاندمير عمل إسرائيل تجاه القافلة الإنسانية بقرصنة "بكل معنى الكلمة".
|
إحدى السفن التركية المشاركة في القافلة الإنسانية (الأوروبية)
|
احتجاج النخب
على مستوى النخب اعتبر الكاتب عبد الرحمن ديليباك ما قامت به تل أبيب قرصنة وعملا إرهابياً، وطالب -من أمام القنصلية الإسرائيلية بإسطنبول- الجامعة العربية بعقد اجتماع طارئ لمناقشة الاعتداء الإسرائيلي، وحثها على ردود عملية من قبيل فك الحصار المفروض على غزة.
من جهته طالب رئيس جمعية أوزجور در (الحرية) رضوان قايا التركية مصر بفتح فوري لمعبر رفح وبصفة دائمة كرد على العدوان الإسرائيلي.
كما قررت أحزاب العدالة والتنمية والسعادة والاتحاد الكبير القيام بمظاهرات اليوم احتجاجا على المجزرة الإسرائيلية ضد القافلة الإنسانية وخطفها وقتل ما لا يقل عن 16 شخصا من أفرادها وجرح أكثر من خمسين آخرين.
يشار إلى أن القافلة الإنسانية يشارك فيها عشرات النشطاء في العمل الإنساني، الكثير منهم يحمل الجنسية التركية، بالإضافة لعشرات الصحفييين.
والقافلة محملة بمساعدات إنسانية متنوعة، على متنها حوالى سبعمائة شخص ينتمون لخمسين دولة مختلفة.