متي يقول محيي الدين الحقيقة؟

منذ أن غيَّر وزير الاستثمار خطابه لينفي عن نفسه أنه وزير البيع، أصبح يردد أرقاماً وأقوالاً ليس عليها دليل في ظل فقر المعلومات المتعمد والحصار المضروب علي البيانات إلا في حدود ما يجود به الوزير من أرقام يرددها وينقلها عنه صحفيوه ومرافقو رحلاته وأعضاء أمانة سياساته ويظلون يكررونها في الصحف والفضائيات حتي ليخال المرء أنها حقيقية.. ولعل العبارة الأشهر في هذا المجال هو ما يردده وزير الاستثمار دائماً من أنه لم يبع إلا 7 شركات.. وآخر تصريحاته في هذا الشأن هو ما قاله منذ حوالي أسبوع في حديثه للأستاذ «مكرم محمد أحمد» في صحيفة «الأهرام» يوم 22/5/2010 حيث قال بالنص: (يبدو أنني سوف أستعين بالمثل الشعبي الذي يقول «الصيت ولا الغني» لأنه رغم هذا الوصف الذائع بأننا أكثر حكومات مصر ليبرالية، فإننا في حقيقة الأمر لم نبع أكثر من سبع شركات، ثلاث منها ذهبت إلي وزارة الدفاع ورابعة ذهبت إلي جهة سيادية أخري).. وإذا بُح صوتنا لنفي هذا الكلام العجيب فلن نعلق عليه مرة أخري مكتفين بالجدول المرفق الذي يحتوي علي عينة من 14 شركة «وليس 7» تم بيعها في عهد السيد الوزير «في ضوء المساحة المتاحة للمقال، أكتفي بهذه العينة فقط وهي ضعف الرقم الذي يكرره الوزير»، راجين من سيادته أو سيادتها ـ أي الوزارة ـ تحديد السبع شركات إياها علي أن يدلنا علي من الذي باع الشركات الأخري؟ هل باعت نفسها بنفسها مثلاً؟