[img]
[/img][img]
[/img][img]
[/img]قالت لي امرأة: "إننا في موقف صعب للغاية" ثم انهمر الدمع من عينيها.
نحن وسط مظاهرة سياسية في تلك المدينة الواقعة شمال اسرائيل للاحتجاج على الحرب في غزة. المتظاهرون من حولنا أخذوا يرددون شعارات وهم يلوحون بالرايات.
معظمهم من عرب اسرائيل وبينهم السيدة الباكية التي تقف إلى جواري.
استطردت قائلة: "إننا جميعا مواطنون اسرائيليون لكننا فلسطينيون. عاطفيا نحن جزء من شعب غزة".
وبدأت مجددا في البكاء ثم وجدت من الصعب عليها كثيرا جدا التكيف مع الحياة خلال الاسبوعين الأخيرين.
وقالت: "في الشارع أو في مركز التسوق يؤيد الناس قتل الأطفال، ونحن نعيش هنا مع هؤلاء الناس".
الذين تعيش بينهم اسرائيليون بالطبع، من الأغلبية اليهودية في اسرائيل.
يشكل العرب في اسرائيل نحو 20 في المائة من السكان، من الذين ينتمون لعائلات كانت تعيش هنا قبل تأسيس دولة اسرائيل ولكن من الذين قبلوا الحصول على الجنسية الاسرائيلية بعد ذلك.
لقد بدأت العلاقات بين الطرفين في التوتر الشديد بعد أن بدأت أعداد القتلى في غزة ترتفع.
متظاهر آخر قال لي: إنهم يتحدثون عن التعايش.. ولكن كيف يمكننا التعايش بينما يقول الناس إنه يتعين على الجيش الاسرائيلي الاستمرار في الحرب بغض النظر عن سقوط قتلى.
ويصل الشاب الذي يرتدي الكوفية الفلسطينية إلى حد تأييد عدو اسرائيل أي حماس. وهو يقول: حماس تناضل من اجل الشعب الفلسطيني. أنا لا أؤيد كل ما تفعله حماس لكنني أؤيد النضال.
مخاطر تهدد الأمن؟
على الرغم من العنف المتبادل بين اليهود والفلسطينيين في هذه الدولة لم يلجأ للقتال ضد الدولة من عرب اسرائيل إلا عددا محدودا للغاية.
يميل عرب اسرائيل عادة إلى العمل في اطار القانون، للنضال من أجل انتزاع الحقوق ولتحسين حياتهم.
إلا أن المحافظين في صفوف الاسرائيليين يحذرون من عرب اسرائيل ويعتبرونهم "طابورا خامسا" يهدد أمن الدولة.
يتهم داني أيالون، من حزب "بتينيو الاسرائيلي" البعض من عرب اسرائيل بافتقاد الولاء لدولة اسرائيل.
ويقول: "اسرائيل دولة صغيرة مكونة من 6 ملايين يهودي ومحاطة بـ 250 مليون عربي، وإذا انضم عرب اسرائيل إلى الفلسطينيين على الجانب الآخر سنجد أنفسنا نواجه مشكلة".
وقد وقف حزب بتينيو الاسرائيلي أخيرا وراء الخطوة الأخيرة القاضية بحظر ترشيح عدد من عرب اسرائيل انفسهم لعضوية الكنيست بدعوى أنهم لا يتمتعون بالولاء للدولة.
ولايزال يتعين على المحكمة العليا في إسرائيل حسم هذه المسألة.
في الوقت نفسه قالت الشرطة الاسرائيلية إنها اقتادت عددا من العرب الذين لم يرتكبوا أي جرم إلى مراكز الشرطة بغرض تحذيرهم بضرورة الالتزام بالقانون.
أحد هؤلاء الناس هو أمير ماخول الذي تم التحقيق معه من طرف ضابط اسرائيلي كبير الاسبوع الماضي بعد أن قام بتنظيم عدد من المظاهرات المناهضة للحرب في غزة.
وهو يقول: "إنهم لا يمكنهم أن يقولوا لي ماذا يتعين علي أن افعل فأنا لست مهاجرا.. إنني لم آت إلى اسرائيل بل إن اسرائيل هي التي أتت إلي".
احمد شعلان