عيادات المراهقين.. محاولة لتوفير معلومة مباشرة وصريحة لـ25 مليون شاب وفتاة

واحدة من اخطر الفترات التي يمر بها كل شاب وفتاة وخاصة في مجتمعنا الشرقي الذي يحيط ملامح هذه المرحلة بغموض شديد ومئات المحاذير، ما يصعب معها الحصول على معلومة مباشرة وصريحة بخصوص ملامح المرحلة وطبيعتها والتغيرات التي تطرأ على الشباب خلالها.
وأثبتت الدراسات أن الشباب في فترة المراهقة عادة ما يحصلون على المعلومات الخاصة بأعراض وتغيرات تلك المرحلة من الآباء والأمهات والذين عادة ما تكون المعلومات لديهم غير كافية أو غير صحيحة، وتشير الدراسات إلى أن المصدر الآخر للمعلومات لدى المراهقين هم الأصدقاء ثم المدرسين فالمجلات والإنترنت .
ويرى المتخصصون أن الحل الأمثل لتجاوز نقص المعلومات لدى الآباء والأمهات والمدرسين والأصدقاء هو اللجوء لعيادات المراهقين والتي تقدم المعلومات الصريحة والصحيحة من قبل أطباء متخصصين لشريحة المراهقين والتي يصل عددها في مصر حوالي 25 مليون شخص بأسعار رمزية لا تتعدى عشرة جنيهات.
فمن جانبه يؤكد الدكتور ممدوح وهبه استشاري أمراض النساء والتوليد ورئيس الجمعية المصرية لصحة الأسرة أنه من أجل صحة سليمة لهذه الفئة " المراهقين" بدأ التعاون بين قطاع السكان بوزارة الصحة مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وتم إنشاء 16 مركزاً لصحة الشباب بالتعاون مع الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية والجمعية المصرية لصحة الأسرة.
ويضيف الدكتور ممدوح وهبه:" أهم خدمة يمكن أن تقدمها هي تقديم المعلومة المفقودة عن الصحة الإنجابية والصحة الجنسية للشباب والتي غالباً ما يحصلون عليها من جهات ليست لديها معلومات كافية مثل الصديق والمجلات غير المتخصصة والانترنت وآخر ما يلجأ إليه الشباب في هذه الناحية الأم والأب ويحجب الخجل بينهم الكلام بصراحة ووضوح.. فتقدم المعلومة بإيجاز واختصار شديد.. الأمر الذي يجعل هؤلاء الشباب في حيرة دائماً من أمرهم ويظل السؤال الشهير الذي يسأله الأبناء في كل الأجيال كيف جئنا للحياة؟!.
ويشير وهبه إلى الكثير من الشباب المقبل علي الزواج يعتقد أن هذا الفحص قد يمنعهم من الزواج أو يكتشف أحد الطرفين مرض الآخر فينفصل عنه ولهذا يفضلون أن يخوضوا التجربة بدون علم ومعلومة معتقدين أنه ربما يكون المجهول أفضل!!.. ولهذا أنشأنا هذه العيادات وهي بمثابة عيادات صديقة للشباب يذهب إليها للحصول علي المعلومات دون إحراج ليبقي السر في "بير" عن طريق فريق كبير من الأطباء الشباب من الجنسين وهذه العيادات أو المراكز تابعه للهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية والمنتشرة في محافظات القاهرة والمنوفية والقليوبية والبحيرة وسوهاج وأسوان.

ويشدد الدكتور ممدوح وهبه أن الكشف الطبي في هذه العيادات بسعر رمزي عشرة جنيهات حيث يقوم طبيب متخصص بالكشف وإذا احتاج الأمر يمكن إجراء الفحوصات اللازمة من أشعة وموجات صوتية وتحاليل طبية حسب ما تحتاج إليه كل حالة، موضحا أنه يوجد خط ساخن منذ سنوات لتقديم المشورة بالتليفون قبل الذهاب إليها إذا كانت هناك أسئلة يجب أن يعرفها المراهق دون الذهاب للعيادات وهي تبدأ عملها يومياً من العاشرة صباحاً وحتى العاشرة مساء .
ويرى الدكتور خالد منتصر استشاري الأمراض التناسلية أن الثقافة الجنسية لا تعني الإباحية علي الإطلاق ولكنها تعني الحماية وهي ليست كتاباً في منهج الوزارة، وإنما يشارك فيها كل التخصصات فهي ليست حكراً علي مدرس العلوم في مادة الأحياء فقط ولكنها يمكن أن تكون في مادة اللغة العربية في قصيدة غزل وفي التربية الدينية أو المواد الاجتماعية، أو قد تأتي بتلميحات وتصرفات وسلوكيات خاطئة لمدرس الحضانة عندما يفصل الفتيات عن الذكور.. فهو بذلك يقدم ثقافة جنسية خاطئة.
ويضيف منتصر: السؤال الذي يطرح نفسه دائماً هو كيف يمكن تدريس مادة التربية الدينية عندما تشرح كلمة المحيض والأرحام و"الجماع"، وغير ذلك من الكلمات التي جاءت بالقرآن الكريم مشيرا إلى أن هذه المعلومات تدخل في صلب الثقافة الجنسية وعدم تدريسها بحجة الحفاظ علي الأخلاق جريمة لأن تدريسها هو أساس الحفاظ علي الأخلاق وليس لإهدارها فهي ليست دوراً تلعبه المدرسة فقط ولكنها دور مهم لكل مؤسسات الدولة ولابد أن يكون للجمعيات الأهلية والمراكز الصحية دور هي الأخرى.
ويؤكد الدكتور خالد منتصر على ضرورة أن يلعب الفن الراقي دوراً في توعية الشباب بالمفاهيم الصحيحة وعدم ترويج المفاهيم الشائعة التي غالبا ما تكون خاطئة.