[img]
https://alomah.yoo7.com/[/img]إياك أن تتعامل مع ما يحدث فى امتحانات الثانوية العامة على أنه حادث متكرر وأمر عادى، إياك أن تتعامل مع كل هذا البكاء ومع كل حالات الانهيار على أنها دلع طلبة فاشلين ولم يركزوا كويس..
الآباء والأمهات والجدات والأخوات الذين تحتضن منازلهم طالباً أو أكثر فى الثانوية العامة ليسوا فى حاجة لهذا التحذير، لأنهم على يقين من أن دموع أبنائهم ليست مجرد تمثيلية للخلاص من حساب وقت النتيجة بقدر ما هى بكاء على وقت ومجهود وأحلام ضاعت بسبب منظومة تعليمية فاشلة وضعوا على رأسها مؤخراً رجلاً حولها إلى منظومة تعليمية فاشلة وغريبة الأطوار.
أرجوك لا تسقط فى ذلك الفخ الذى حاولت وزارة التربية والتعليم أن تلقى فيه شكاوى أولياء الأمور عبر إقناعهم بأن الأسئلة التى يشكو منها الطلاب موجودة فى المنهج أو أنها أسئلة فهم وليست أسئلة حفظ.. هذه الحجة "الخايبة" يقولها السيد الوزير أحمد زكى بدر "باشا" – ولقب باشا هنا ليس على سبيل السخرية لا سمح الله، ولكنها واجبة لرجل كان من المفترض أن يحمل على كتفه نسراً أو يكون أمين شرطة اسم الله -.. المهم هذه الحجة الخايبة يقولها الدكتور بدر وكأنها يفتخر بأن الوزارة فى عهده أصبحت تسأل أسئلة فهم وذكاء وليست أسئلة حفظ وصم دون أن يسأل نفسه ومن علم هؤلاء التلاميذ أن التعليم حفظ وصم وتعبئة معلومات بلا معنى.
الدكتور بدر منذ جاء للوزارة وهو يدخل كل الأفلام فى منتصفها.. ذهب وكأنه عنترة بن شداد وحاسب عمال النظافة قبل أن يسأل نفسه عن حال هؤلاء العمال ومرتباتهم، وبالمثل تصرف مع امتحانات الثانوية العامة ومنح الطلاب أسئلة ملتوية وحويطة وصعبة دون أن يسأل إن كانت المدارس تعلم الطلاب والتلاميذ بهذه الطريقة أم لا، بل دون أن يسأل نفسه إن كانت مدارسه مؤهلة لتعليم الطلاب والتلاميذ بتلك الطريقة أم لا.
الدكتور أحمد زكى بدر الذى يريد أن يختار الصحفيين الذين يتابعون أخبار التعليم على مزاجه، جاء ليكمل دور أبيه وزير الداخلية الراحل زكى بدر مع اختلاف بسيط أن الأب كان يعتقل ويسجن ويعذب دون أن يسأل المواطنين، بينما الابن يعذب الطلاب والتلاميذ ومن خلفهم آباءهم بالأسئلة.
بعد كل هذا البكاء وبعد كل هذه التصرفات البوليسية التى أدخلها الوزير على وزارة التربية والتعليم لا أعرف هل نصمت وخلاص على اعتبار أننا لا نعرف قواعد محددة يتم على أساسها اختيار الوزراء فى مصر؟ هل نصمت وخلاص على اعتبار أننا نعلم جيداً أن أغلب الوزراء، بل كلهم جاءوا إلى مناصبهم بختم الولاء والروتين وشهادة جهاز أمن الدولة لا بشهادات الكفاءة والقدرة على التطوير؟
على العموم إن كان الصمت، قد أصبح شعاراً لتلك المرحلة، فهو فى حالة الدكتور أحمد زكى بدر رئيس لابد أن يكون آخر الخيارات، فلا صمت مع رجل يدير مستقبل مصر وحاضرها وعقولها على طريقة أمناء الشرطة.. فليعرف هو ذلك ولتعرفوا أنتم وكل من له صلة بالتعليم أن واجب كشف هذا الرجل وملاحقته بأخطائه واجب وطنى لا يقل عن الصمود على الجبهة وقت الحروب.