ما يحدث الآن من انتهاكات حقوق الإنسان وتعذيب المواطنين والقبض علي المتظاهرين الذين وقفوا أمام وزارة الداخلية احتجاجاً علي تعذيب الشاب السكندري «خالد سعيد» حتي الموت وإبعادهم خارج المناطق السكنية وتزوير انتخابات مجلس التزوير «الشوري سابقاً».. وقيام عدد من المسئولين بتقديم بلاغات ضد الصحفيين وإحالتهم إلي المحاكم باستخدام مواد مهجورة في قانون العقوبات من أجل حبسهم في ظل وجود قوانين وتشريعات مازالت تقضي بحبس الصحفيين والكتاب كل هذا وغيره.. يجعل الناس يسألون أين المجلس القومي لحقوق الإنسان، ذلك المجلس الذي تلك القضايا من صميم اختصاصاته وأعماله؟!
.. ففي مجال تزوير انتخابات الشوري لم نسمع للمجلس حساً أو صوتاً.. رغم أنه هو الذي يمنح تصاريح الرقابة للمنظمات الحقوقية.. وقد أصدرت تلك المنظمات تقارير وبيانات تؤكد أن الانتخابات كانت مزورة.. وبشكل فاضح وفج.. لكن المجلس القومي لحقوق الإنسان لم يصدر أي شيء حتي الآن.. وكأن الأمر لا يعنيه.. لقد وصل الأمر أن أحد أعضائه في تشكيله الجديد حصل علي مقعد في الشوري بالتزوير!!
ولعل القضية الأهم التي من اختصاص المجلس القومي لحقوق الإنسان هي قضية تعذيب الشاب السكندري «خالد سعيد» علي يد مخبرين بقسم «سيدي جابر» حتي الموت.. وقد أكدت شهادة شهود العيان ذلك.
لكن السادة في مجلس حقوق الإنسان لم ينطقوا في هذا الأمر رغم أنهم أرسلوا لجنة تقصي حقائق حول تلك القضية المهمة، التي من اختصاص المجلس، لكنهم لم يعلنوا أي شيء في هذه القضية، وآثروا الصمت المريب.. ولعلهم لا يريدون إغضاب السادة لواءات الداخلية.. ويعملون لهم ألف حساب.. ومش مهم أمر حقوق الإنسان.. ولا تعذيب المواطنين علي يد جلادين جدد.
كان الناس قد بدأوا في إعادة ثقتهم في هذا المجلس بعد تقريره الخاص بسجل حقوق الإنسان، والذي تم عرضه علي المجلس الدولي لحقوق الإنسان، والذي تم فيه توجيه انتقادات حادة للنظام وحكومته للسجل الأسود في مجال حقوق الإنسان.. وعدد الانتهاكات التي كان علي رأسها التعذيب في أقسام الشرطة وأماكن الاحتجاز .. والإصرار علي مد العمل بقانون الطوارئ «وهو ما حدث بعد ذلك» والاعتقال المتكرر للمعتلقين السياسيين الذين لم يفرج عنهم حتي الآن رغم فتوي الدكتور فتحي سرور بالإفراج عنهم فوراً مع بدء ما يسمونه الضمانات الجديدة في تطبيق الطوارئ.
لكن يبدو أن السادة الجدد الذين تم تعيينهم مؤخراً وعلي رأسهم شيخ القضاة السابق «مقبل شاكر» لا يهمهم من أمر حقوق الإنسان شيئاً رغم أنهم أعضاء في المجلس القومي لحقوق الإنسان.. فعلي المجلس السلام!