احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: ظهور حالات الشواذ في صعيد مصر فقر أم مرض الإثنين 21 يونيو 2010 - 23:55 | |
| تتميز الشعوب بعاداتها وتقاليدها المختلفة، التي تندرج من الشمولية الى الخصوصية، فالعالم كله يحمل عادات مشتركة غرائز وصفات (سمات مشتركة) تتعمق في الخصوصية لتصبح كل قارة لها ملامح واضحة بل كل دولة، وتزداد عمقا لتحمل الدولة الواحدة بين شرقها وغربها شمالها وجنوبها مختلف العادات والتقاليد حتى في الملبس، والمأكل والمشرب، ولتشعر بعدها بالتباعد الشديد حتى بين قبائل وعائلات القرية الواحدة، وجنوب مصر يحمل الكثير من السمات التي توارثتها الأجيال أبا عن جد متمسكة بتلك الموروثات حتى مع كون بعضها خاطئة، ولكن بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة، ودخلنا عصر العولمة. هل طرأ على المجتمع المتمثل في القيم والمبادىء والعادات والتقاليد والترابط نوع من المتغيرات، أو الظواهر متأثرا بالأنفتاح لنجدها دخيلة على ذلك الكيان المتماسك (فيروس يدمر أو يغير في الشكل والمضون) (تاثيرات العولمة السلبية)؟ أما أنها متغيرات سطحية لا تؤثر في كونه مجتمع عريق متماسك؟ ومن الملموس فعلا أن مجتمعات جنوب مصر قد تغيرت في شكلها الظاهري، وربما في مضمونها لكنها تحت وطأة صراع النفس ما بين مؤيد ورافض، فموروثاتها راسخة بداخلها لا تستطيع التخلص منها، أما الأمور الخارجية تقع ما بين شد وجذب وفي هذا المقال نرصد بالتحليل بعض المتغيرات وعلى رأسها الأنحراف الأخلاقي وعلى وجه الدقة (الممارسات الشاذة). حيث ظهر مؤخرا ومن خلال شبكة الأنترنت تحديد مواقع وأماكن للشواذ في بعض المدن السياحية بصعيد مصر، وعلى وجه الخصوص مدينة الأقصر، حيث تشير هذه المعلومات الى تحديد أسماء بعض المقاهي (الغرز - الديسكوهات - الشوارع - الفنادق). وقد تحدثت مع أحد الأطباء في هذا الأمر فأخبرني أن الشذوذ الجنسي، أنواع منها ما هو مرضي مثل حالات زيادة هرمونات للطرف الآخر فتظهر علامات الأنوثة لدى بعض الرجال، أو العكس بالنسبة للنساء، وهي حالات لا تحتاج الى التهكم والسخرية بقدر ما تحتاج للعلاج كأي حالة مرضية تحتاج الى علاج دائما، أما النوع الآخر فيتسبب في خلقة الفراغ الداخلي والوحدة والملل واللامبالاة، التي تدعو الى خوض التجربة والمغامرة، وكثيرا ما تنشا بين تجمعات الجنس الواحد كالمؤسسات الإصلاحية مثل السجون. أما بالنسبة للشذوذ داخل المجتمع الجنوبي أو مصر بوجه عام لا يمثل ظاهرة على وجه الأطلاق بالرغم من إنتشاره في بعض المدن السياحية إلا أنها محصورة في قلة من الطبقات الفقيرة غير المثقفة، ولمهن بعينها، كبعض سائقي الحنطور، وبعض الفئات من الشباب العاملين بمجال الحقل السياحي، إرضاء لبعض السائحين الأجانب مستبعدا وجود تلك الممارسات داخل طبقة المثقفين سواء المصريين أو الأجانب، مستدركا قلة ضئيلة منهم ولكنها حريصة على أخفاء حقيقة أمرهم أما عن كون الإختلاط والأنفتاح هو أحد الأسباب الأساسية والرئيسية في وجود تلك الحالات؟ لم يكن الأختلاط حديثا على مجتمعاتنا، فطبيعة المكانة الآثرية والسياحية، جعلت إختلاطنا بالمجتمعات الاخرى منذ مئات السنين، لكن الأختلاط قديما كان له شكل يختلف عن الآن حيث كان يتمثل في تبادل الثقافات والأفكار والتجارب ولكي تكتمل الصورة تحدثت مع مرشد سياحي أضاف لي مجموعة من المعلومات أكد فيها وجود نوعية من الشواذ يقابلهم ويصادفهم الشخص أثناء عمله، ويتابع تحركاتهم مباشرة ويلاحظ دائما أنهم مجال للسخرية من باقي المجموعة المصاحبة، ويستعجب من أنه يتعرف كل منهم على الآخر، ولأول مرة بسهولة فهل لهم رائحة مميزة، أو طريقة سلام متفق عليه فيما بينهم إضافة الى الأغنيات والرقصات الخاصة والتي شاهدها من زوجين منهم أثناء نزهة نيلية في ظل طقوس خاصة تبدأ بإطفاء الأنوار وخلق جو مناسب، لكن أفعالهم كانت مثار سخرية وأمتعاض من باقي أفراد المجموعة السياحية، كما ذكر لي أن بعضهم له طقوس خاصة في حفلات الزواج التي تعتمد على إتفاق 'الوليفات'. وقد أبدى دهشته من ما يحدث للكثير من الشباب بالمدن السياحية، بعدما أصبح شغلهم الشاغل هو جمع المال بأي طريقة أو وسيلة حتى ولو كان ذلك على حساب كبريائهم وبتصرفات تمس مجتمعهم، حيث تتراوح أعمار هؤلاء الشباب ما بين الـ14 الى 25 سنة فقط وقد وصل الأمر الى سفر وهجرة بعضهم للخارج مع مريديهم من الشواذ الذين أستغلوا حاجتهم الى المال، فقد ذكر لي المرشد أيضا أنه يعرف الكثير من الذين كونوا ثروات وأصبحوا من أصحاب الأملاك فقد حدثنا عن شاب كان يعمل بأحد الفنادق وهو جامعي تعرف على أحد الأجانب من نزلاء الفندق وكانت البداية علاقة عمل وبدعوة منه سافر معه لمدة عام ليعود بعدها، وقد تغير تماما فملابسه غريبة ومشيته أغرب، وقد كان هذا الشاب يقوم بأستضافة السائح في منزله بصفة منتظمة مرتين في العام بحجة أنهما صارا صديقين حميمين، وقبل مرور العامين كان هذا الشاب يمتلك عدد من البازارات والمحلات التجارية، ولكن أفتضح أمره عندما أنقطعت علاقته بذلك الأجنبي، وبدا الشاب نفسه في أستدراج بعض الصبية، وإغرائهم بالمال مقابل ممارسة الشذوذ معهم، ومن الغريب أنه في كثير من الأحيان تعلم الأسرة علم اليقين بما يحدث ولا يتخذ رب الأسرة أي قرار لوقف ذلك بل يشجعه والأغرب تشجيع الزوجات لأزواجهن على أرتكاب هذه الجرائم، وخصوصا في بعض المناطق السياحية بحثا عن الثراء الفاحش دون النظر الى أي إعتبارات آخرى. | |
|