احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: تاريخ التصوف الاسلامى الأربعاء 23 يونيو 2010 - 0:34 | |
|
من حكايات المجاهدات والرياضاتروي عن الشيوخ السادات من المجاهدات الشديدات العديدات والحكايات الشهيرات التي حكاها العلماء والثقات ورويت بالأسانيد الصحيحات في كثير من المصنفات ما يخرج عن الحصر ، نذكر منه قطرة من بحر . تلك هي صورة من صور مجاهدات الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره ورياضاته في الطريق إلى الله تعالى . حكي عن الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس سره في مناقبه أنه قال : مكثت خمساً وعشرين سنة متجرداً سائحاً في بوادي العراق وخرائبه . وأربعين سنة أصلي الصبح بوضوء العشاء . وخمس عشر سنة أصلي العشاء ثم أستفتح القرآن وأنا واقف على رجل واحدة ويدي في وتد مضروب في حائط خوف النوم حتى انتهي إلى آخر القرآن عند السحر . وكنت أمكث من الثلاثة أيام إلى الأربعين يوماً ولا أجد ما أقتات به . وكان النوم يأتيني في صورة فأصيح عليه فيذهب . وتأتيني الدنيا وزخارفها وشهواتها في صور حسان وقباح فأصيح عليها فتفر هاربة . وأقمت في البرج المسمى الآن ببرج العجمي إحدى عشرة سنة وبطول إقامتي فيه سمي برج العجمي . وكنت عاهدت الله سبحانه فيه أن لا آكل حتى ألقم ، ولا أشرب حتى أسقى . فبقيت فيه أربعين يوماً لا آكل شيئاً ، فبعد الأربعين ، جاء رجل ومعه خبز وطعام ، فوضعه بين يدي ومضى وتركني ، فكادت نفسي تقع على الطعام من شدة الجوع ، فقلت : والله لا حلت عما عاهدت ربي تبارك وتعالى . فسمعت صارخاً من باطني ينادي : الجوع ، فلم ارتع له . فاجتازني الشيخ أبو سعيد فسمع الصارخ فدخل علي وقال : ما هذا يا عبد القادر ؟ قلت : قلق النفس ، وأما الروح فساكنة إلى مولاها عز وجل . قال : تعال إلي . ومضى وتركني على حالي ، فقلت في نفسي : ما أخرج من هذا إلا بأمر . فجاءني أبو العباس الخضر عليه السلام وقال : قم وانطلق إلى أبي سعيد . فجئته وإذا هو واقف على باب داره ينتظرني وقال لي : يا عبد القادر ألم يكفك قولي لك تعال إلي حتى أمرك الخضر بما أمرتك به ؟ ثم أدخلني داره ، فوجدت طعاماً مهيئاً ، فجلس يلقمني حتى شبعت ، ثم ألبسني الخرقة بيده ، ولازمت الاشتغال عليه . وكنت قبل ذلك في سياحاتي ، فأتاني شخص ما رأيته قبل . فقال لي : هل لك في الصحبة ؟ قلت : نعم . قال : بشرط ألا تخالفني . قلت : نعم . قال : اجلس هنا حتى آتيك . وغاب عني سنة ، ثم عاد الي وأنا في مكاني ، فجلس عندي ساعة ، ثم قام وقال : لا تبرح من مكانك حتى أعود إليك . وغاب عني سنة أخرى ، ثم جاء وأنا في مكاني ، فجلس عندي ساعة ثم قام وقال : لا تبرح من مكانك حتى أعود إليك . فغاب عني سنة أخرى ، ثم عاد ومعه خبز ولبن ، فقال لي : أنا الخضر ، وقد أمرت أن آكل معك فأكلنا ، ثم قال : قم فادخل بغداد ، فدخلنا جميعاً . فقيل للشيخ : من أين كنت تقتات في تلك السنين الثلاث ؟ قال : من المنبوذات .
| |
|