بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين.
فاسمع يَرحَمُك الله بسمْعَ قلبك.وأزِلْ عن العقلِ وَهْمَ فِكرِك وتأمّلْ اجَتمْاعَ المحبين فرحا ً بنبيهم.
فانّ هذا العمل المتواضِع هو بمناسبة مولد الهادي عليه السلام وَفرَحا ً بفضْلِ الله تعالى على هذه الأمة.الذي أسّس لها شرْعاً ودوله.
قل بفضل الله وبرحمته هو خير مما يجمعونولا يُنكرُ فضلَ بُروزِ أفضل خلقِ الله إلا.....
ولِم َلا تُخلّد ذكرى ميلاده وعند الشارع مُسوّغ ٌيستوعبُها، وقد جاءت الآية عامة في التذكير. مطلقة واسعة لكلّ خير يخدم ُالعلم والوعظ والإرشاد.
وذكرهم بأيام الله.وأيام ُالله هي أيام نعمه وأيام نقمه. وفي العصر الحاضر تتلوّنُ أساليب ُالدعوة مع العلم بوجود شيء ٍمن الإغضاء على بعضها.أما إذا وصَلَ الأمر إلى مولد الهادي فلصاحب الإغضاء شان ٌآخر.
ولقد خلّد الله تعالى ذكرى إنزال القرآن في الليلة المباركة ذات ِالقدر .
إنا أنزلناه في ليلة مباركه إنا أنزلناه في ليلة القدر وإنزاله كان في تلك الليلة جُملةً واحدة ًإلى السماء الدنيا،ولِعظم ِالحادثة، ما زالت الملائكة تتنزل في كل عام وفي نفس الليلة التي نزل فيها القرآن وفي ذلك تخليد ٌلذكراها وفتح ٌ لباب الثواب والأجور العظيمه لمَن يُحيي
هذه الليلة .أمّا لفظ ُالإحياء فقد ورَد صريحا صحيحا ًعلى لسان المصطفى
بان من أحيا ليلة القدر غفر له ما تقدم من ذنبه.
إن سرْدَ القصص له بالغ ُالأثر في النفوس وتربيتها. لذا كان لكتاب الله الحظ الوافر من هذا النمط الرائع في الدعوة والتذكير.
(وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين )...
إن قصة المولد أمرٌ مكتوب في كتب السيرة وتعليم ُذلك ولفت ُالانتباه إليه هو من آكد الواجبات . وذلك من اجل شَحن النفوس بِِمَزيد الحب والتعلق للإقتداء والإتباع. وأمّا أن يكون ذلك في تاريخه ويومه فهو ابلغ.
إن لجمال فن الإلقاء وروعة الصوت الحسن والإنشاد الملتزم والعبارة ألمؤثره. والأداء الصادق والمعلومة الصحيحة والصحبة الصالحة والاجتماع الهادف، بالغُ الأثر في تهذيب النفوس وتعليمها ضمن درس من دروس العلم في قالب من الابتكار والتجديد فان هذا العمل ليس فيه شيء من البدعة، وإنما هو عين ُالإبداع في أساليب التعليم فجزى الله أصحاب َالبصيرة كلَّ خير. كما لا يخفى فانّ تأثيرَ صاحبِ الحال الصادق في ألفِ رجُل انفع ُمن وعظ ألف رجل في رجل .
أما من استعصى عليه الأمر فليس عُشّك فأدْرُج.
إن التحدثَ بالنعم واجب ٌلا يقيد في زما ن.وذلك من مطلق قوله تعالى.
وأما بنعمة ربك فحدث وأن الثناء على مَنْ أحسنَ واجبٌ وحق من حقوق صاحبه فكيف بِمَنْ هوا لنعمة العظمى .
إن ذكر فضائل المصطفى
وسيرته بأي فصل منها مع حسن الثناء عليه بكثرة الصلاة والتسليم عليه- مع الأخذ بعين الاعتبار فضائل ذلك كما ورد في الصحيح- هو من آكد السنن فقد جاء في الصحيحين إن المهاجرين قالوا يا رسول الله ذهب الأنصار بالأجر كله. فقال
:لا ..ما دَعوْتم الله لهم وأثنيتُم عليهم......... ومن أحقُّ من رسول الله
بالثناء.
ويقول
: من أحسن إليكم فكافئوه فان لم تستطيعوا فادعوا له.
وعن أبي نضره قال :كان المسلمون يرون أن من شكر النعم التحدث به.اللهم اجعلنا شاكرين لنعمتك. مثنين بها عليك. قابليها وأتمها علينا ........آمين....
أيها الأخوة الأحباب إن يوم ميلاده
يوم يتيه على الزمان صباحه ومساءه بمحمد وضاء
وان في كل ُسنّةٍ تُحْْيا ميلادٌ لفجر الإسلام من جديد. وما الإحياء والاحتفاء بذكرى مولده إلا تذكيٌر لكل النفوس ِبسننِِ المصطفى. فأما أهل الغفلة فهي لهم تذكير، وأما أهل الحب فهي لهم فرحٌ بنبيهم
وسرور. وشهرُ ربيع الأول موسم يجب أن تُكثفُ فيه الجهودُ لِمعرفة المزيدِ المزيد من مزايا سيدنا محمد
والتي لم ولن تكن لمخلوق ٍقط.
ومعرفة سيدنا محمد
في شتّى مراحل حياته تخلقُ في المسلم حرارة التصديق، وانفعال العقل بالإقتداء وازدياد مادّة الحب في القلب ونماء الإيمان وعلو مقامه في روح المؤمن.
ومحبة النبي
فريضة من أعظم الفرائض وينبغي علينا أن نعمق هذا الحب وذلك حتى تقوى صِلتنا به والتي هي عينُ صلتنا بسنته وشرعه. أما طريق ذلك والسبيل إليه فهو:
*ملازمة العلم به
مع كثرة الصلاة عليه*
إن الصلاة عليه خيرُ فاتحة لكل أمرٍ في بدءٍ ومختتم إن الصلاة على النبي
هي إقتداءٌ بالله تعالى وإتباعٌ لأمره جل وعلا وكذلك الملائكة الكرام عليهم السلام قال تعالى:
إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليم و كذلك فهي السبيلُ إلى نيل ِصلاة الله علينا عشر مرات. روى الإمام ُمسلم انه
قال:
( من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا)..
وهي السبيل إلى نيل سلام رسول الله
علينا. والسلام منه دعاء مُستجاب لا شك فيه فهو القائل: (ما منكم من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي فأرد عليه السلام)
أيها الأحباب إن المسلم إذا شَعرَ من نفسه ضَعْفَ الصّلة بينه وبين سيدنا محمد
فعليه أن يُعالج قلبه.
ولعل الاجتماع في مثل هذه الذكريات والمشاركة فيها من أعظم الأمور في بعثِ روح العواطف الصادقة وإثارة شُعلة الحب والانتماء حتى تظل َّدائماً مُتقدة في القلوب.
وأخيرا: إن آثار محبة النبي
يجبُ أن تظهر مَعالمُها على مُحبيه حتى يكونوا أهلاً لنيل محبة الله تعالى ومحبته
وشفاعته وَيِرِدوا عليه حوضَه الشريف حيث يقول جل وعلا:
قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ومن تمام فضل الله علينا أن كان هذا المختار من صفة المختارصلى الله عليه وسلم هو من كلام المختار صلى الله عليهوسلم ومع الدعاء لنا:"ربنا لا تآخذنا إن نسينا ماهر أبو يحيى...
المختار من صفةمختار
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله الذي أبْرَزَ لنا من مَكنون عِلمِه الرَّحمةِ المُهداه.
سيدنا محمدا ًرسولَ الله، الذي أظْهرَه للبَشرية هادياً إلى طريقِه القويمِ الذي ارْتضاه ، والذي بعثه كاملا مُكمَّلا في جميع مراحلِ حياته وفي سلوكه ومعامَلاته . دليلا للخلائق ومُرشدا إلى الله .وجعله حجَّته على الناس بَشيرا ونذيرا إلى يومِ نلقاه .
واشهد أن لا اله إلا الله الملك الحق المبين ، الذي أزاح ظلمات الباطل بضياء انوار الدين، وأوضح طرق الحق للحائرين .
واشهدُ أن سيدَنا محمدا الصادقِ الوعد الأمين..مُبشِّر المؤمنين ومُنْذِر الكافرين ، وشفيعِ المُذنبين . سيّدِ الخلق أجمعين . محمدٍ عبدِك الذي خصَّصْته بالسِّيادة على الإطلاق ورسولِك الذي بَعثتَه بأحْسنِ الشَّمائل وأوْضَحِ الدلائل لِيُتَمِّمَ مَكارمَ الأخلاق.مِنّةُ الله على المؤمنين ، وَأوْلى بالناس مِن بقيِّةِ النبيين . حفِظَه الله وعصَمه بِقولِ إنا كفيناك المستهزئين .اللهم صلِّ عليه صلاةً لا يعُدُّها قلَمٌ ولا يحُدُّها لسان، ولا يصِفُها ولا يعرِفُها ملَكٌ ولا إنسان .
وعلى تفَنُّنِ واصِفيه يَفْنى الزَّمان وفيه ما لمْ يوصَفِ المنزل عليه:-
لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم.
صلى الله عليه صلاة وسلاما دائِميْن مُتلازِمَين ما شَهِدَت الكائناتُ
بِلا اله إلا الله.
صلى الله عليه وسلم ،الذي صَنَعَتْ أخْلاقَه المُحمدية أيادي الإحْسان . فانْقلبَت تُربَتُه الطينيِّة إلى جوْهَرَةِ إنْسان.
اللهم صل عليه صلاةً تسَودُ كافّة الصلوات كَسِيادتِه على كافَّة المخلوقات صلاةً يشْمَلُنا نورُها من جميعِ الجهات في جميع الأوقات تُلازمُ جميعَ الذرّات في الحياة وبعد المَمات .
وبعْدُ فاسْمَعْ أيها الأخُ المُحِبُّ لِحضْرَة سيدِنا المُصْطَفى سيرَتَه ومَمْشاه وكيفَ أنَّ الله تعالى قد شَمِلَه بِلُطِفِه وحَنانِه وحفَّه بِأنواعِ المَكارمِ من مُبتَداهُ إلى مُنتَهاه.
فقد كان
نَبيا مكتوباً من قَبلِ ظُهورِ ادمَ عليه السّلام في صورتِه التي خلقَه الله عليْها وانْشاه .
ففي صحيح سيدنا الإمام مسلم رحمه الله : أنَّ الله كتبَ مَقاديرَ الخلقِ قبل أن يخلقَ السمواتِ والأر ض بِخمسينَ ألفِ سنه ومِن جُملة ما كتبَ في الذّكر أنَّ مُحمدا خاتم النبيين .
وكذلك عند سيدنا الإمام احمد رحمه الله أن رسول الله
قال:
إني عند الله لَخاتَمُ النبيين وانَّ ادمَ لَمُنْجَدِلٌ في طينته .
وفي صحيحِ سيدنا الإمامِ البخاري أنَّ سيدَنا مَيْسَرةَ العَيْني قال يا رسول الله :متى كنْتَ نبياً .فقال
:ـ ( كنتُ نبِيا وادمُ بين الرّوحِ والجسد ).
صاحبُ لواءِ الحمد. والشفاعةِ العُظمى والتي يَحيدُ عنْها أُولوا العَزم من المرسلين. حيثُ يقول: بِيَدي لواءُ الحمد آدمُ فمَن دونَه تحتَ لوائي صلوا عليه وسلموا تسليما
أخْرجَه الله تعالى من شجرةٍ أصلُها أصيل وفرعُها طويل.
وجَذرُها نبيل. غارِسُها الرَّبُّ الجليل . وخادمُها جبريلُ ورعاها بالدعاء الخليل. ومُلقِّح ثمارَها إسماعيل. بِمَكة غُرِسَت.
وبِطَيْبَة بَسقَت .وبتُهامَة نبتَت. تحلّى من اسم أبيه بالعبودية. وتجلى الله عليه من اسم أمه بالأمن والأمان. وكانت حليمة إشارةً لِسجايا حِلمِه الذي ارْضعَه الله إياه . وتلطَّف به عبدُ المطلب وأبو طالب إشارةً لِتًَحصيله كلَّ مَطلبٍ يتمَنّاه. وفي بني سعدٍ نشَأ لِيَدُلَّ على أنّ السَّعْدَ حظُّه ومَرْباه.
فهو
خيرُ الناس نسَبا. الذي نالَ من الحسَب أعلاه.
وتنقَّل نورُ المصطفى
في أصلاب الطاهرين وأرحامِ الطاهرات فمَدحَه جلَّ وعلا بقوله:"وتقلبك في الساجدين"فيقول : لم أزَلْ اُنقَّل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات حتى أخْرجَني من بيْن أبَويْ لم يلتِقِيا على سِفاحٍ قَط .فطهَّر الله نسَبَه الشريف من سِفاحِ الجاهلية إلى أنْ اظهَرَ الله تعالى هذا النور مَحفوظاً طاهراً إلى عبد المطلب وابنه عبدِ الله .
ولِتَمامِ شرفِه
: فهو من سُلالة آباءٍ كِرام، فهو النبي العربي الابطُحي نُخبة بني هاشمٍ المختار .المُنتخَبِ من خيرِ بُطون العرب وأشرَفها في الحَسب واعْرَفِها في النَّسب .وأنضرِها عودا وأطيَبِِِها أصْلا .واعزِّها نفرا وأفصَحِها لسانا وأوضَحِها بيانا وأرْجَحِها ميزانا وأكرَمِها مَعْشَرا من قِبَلِ أمِّه وأبيه .
له النسبُ العالي فليْس كَمِثْلِه حَسيبٌ نسيبٌ مُحسنٌ مُتكرِّمُ هذا هو رسولُ الله لا تتَشعَّب شُعبتان إلا كان في اطهَرِهِما وخيرهِما مُحيّاه.المصطفى من بني هاشم.صفوةِ قريش.صفوة كِنانة.صفوة بني إسماعيل صفوة سيدِنا إبراهيمَ عليهما السلام.
وبُعِثَ
في خير القرون من قُرون بني ادم على مرِّ الزمانفقد روى البخاري رحمه الله أن رسول الله
قال:( بُعثْتُ من خير قرون بني ادم قَرْنا فَقرن حتى كنتُ من القرن الذي كنت ....
وروى الإمام مسلم رحمه الله أن رسول الله
قال:إن الله اصطفى كنانة واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريشٍ بني هاشم.وعند الإمام الترمذي أن رسول الله
قال:
( إن الله خلق الخلق فجعلني في خير فرقهم وخير الفريقين.ثم تخير القبائل فجعلني في خير القبيلة.ثم تخير البيوت فجَعلني في خيْر بيوتهم.فأنا خيرٌ نفْسا وخيرٌ بيتا).
هذا رسولُ الله
خاتمُ النبيين ودعوةُ سيدنا إبراهيم وبِشارةُ سيدنا عيسى عليه السلام.
فقد اخرج الإمام احمد رحمه الله أن رسول الله
قال: ( إني عند الله لَخاتمُ النبيين وان آدم لمُنْجدل في طينته. وسَأُخْبِرُكم عن ذلك:إني دَعوةُ أبي إبراهيم وبشارةاخي عيسى ورُؤيا أمي التي رأت.وكذلك أمهات النبيين يَريْن.وإن أم رسول الله رأت حين وضَعْته نوراً أضاءت له قصورَ الشام ).
فأما دعوةُ سيدنا إبراهيم ففي قوله تعالى:-
"ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك أنت العزيز الحكيم".
وأمّا بِِشارَة ُأخيه عيسى فَفي قولِه تعالى:-
وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد فلما جاءهم بالبيات قالوا هذا سحر مبين .
وفي صحيح الإمامِ البخاري رحمه الله في صِفة رَسولِنا
:
يا أيها النبيُّ إنا أرسَلْناك شاهِداً ومُبشِّرا ونذيرا وحِرْزا للاميين أنت عبدي ورسولي سَمَّيتُك المُتوكل ليس بِفظٍّ ولا غليظ ولا سخّاب في الأسواق ولا يدفعُ السيئةَ بالسيئة ولكن يعفوا ويغفر ولن يقبِضَه الله حتى يقيمَ به المِلَّة العوجاء بان يقولوا: لا اله إلا الله .فَيفتحُ الله بها أعْيُنا عُمْيا وآذاناً صُما وقلوباً غُلفا. صلوا عليه وسلموا تسليما .........
سيِّدِ العوالِم الذي ختَم الله به النبيين، وأرْسلَه للخلق كافة أجْمعين . بَعثَه بالهُدى لِيتممَ مكارم الأخلاق. فرَفَع الله به أقواما وخفضَ آخرين ،الذي أدبه ربه فأحسنَ تأديبَه، واختارَ له قرآنَه العظيم، الذي تكلَّم به سبحانه في علمِه القديم. جوامِع َالكلم أعطاه .فواتحَه وخواتِمَه. لأنه أكْرمُ ولدِ ادمَ على الله. كتب الله اسمَه مع اسمِه ورفع ذكرَه مع ذكرِه. فقال تعالى:
ورفعنا لك دكرك وجعل ذكرَه في أم الكتاب أصْلا أصيلا من أصول الدين واليقين.
مدحَه في الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وخاطَبه بقوله :
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين وأعْطاهُ ما لم يُعْط أحَداً من المرسلين فاقَ النبيينَ في خَلقٍ وفي خُلقٍ ولم يُدانوهُ في عِلم ٍولا كَرم ِواخذَ عليهم العهدَ بالإيمانِ ونُصْرته في كل وقتٍ وحين ،حيثُ آدمُ مُنْجدلٌ في طينتِه لا تنطِقُ شفَتاه . ولو أدْركَه الأنبياءُ ما وَسِعَهُم إلا أن يكونوا أتْباعا لِهُداه .فهو إمامُهم بِنَصِّ كتابِه الكريم :
وإذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آ تيتكم من كتاب وحكمه ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم اصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين . مقاليدَ الدنيا ومفاتيحَ خَزائنِ الأرضِ أعْطاه. وجُعِلَت له الأرضُ مسجداً وطهورا. وأُحِلَّت له الغَنائم . ونُصِرَ بالرُُّعبِ مسيرةَ شَهر.
غُفِرَ له ما تَقدّم من ذنْبه وما تأخَّر. فهو خيْرُ ما اصطَفى الله.
سلّمَت الأحجارُ عليه.وسَعَتِ الاشْجارُاليه. وسَبّحت في كفِّه الحَصاه.
حنَّ إليه الجِذْعُ واشتكى إليه البعير ونبعَت من بين أصابِعه المِياه . صاحِب ُالوجه الجميل والكوثر والسلسبيل.صاحبُ العلم والجيشِ المنصور. مَنْ عَصاه فقد عَصى الله.
وهو صلى الله عليه وسلم الرحمة التامة العامَّةالشاملة. الشافع المُشَفَّعُ لجميع خلقِ الله. وهو أوَّلُ من تنشق عنه الأرضُ ويُكسى من حُللِ الجنَّة. ثم يقومُ عن يمين العرش حتى يَتمَيز حقيقةً بأنَّه سيدُ الخلقِ رسولُ الله.
أكثرُ النبيين تابعاً إذا أُحْصوا . وأوَّلُهم خُروجا إذا بُعِثوا، وسابِقُهُم إذا وَرَدوا. وخَطيبُهم إذا وفَدوا، ومُبشِّرُهُم إذا يئِسوا، وإمامُهم إذا سَجَدوا. وأقرَبُهم إذا اجْتمَعوا. وأوَّلهُم شفاعةً إذا شَفَعوا.
هذا سيدُ الأولين والآخرين، أكمَلُ رُسُلِ الله وأفضَلُ خلْقِ الله، المَنْصوصُ على رسالته إلى العالَمين. الا نسُ والجن والملائكةُ والسابقين واللاحقين. صاحبُ اللواءِ المَعقود، والحوْضِ ِالمَورود والمقام المَحمود. يحتاجُ إلى جاهِه الأنبياء ُوالمُرْسَلون. اصْطفاه الله تعالى بالمَحبة و الخِلة. والقُرْب ِالمنزَّه عن ِالإحاطَة والجِهة والمَنزِلة. وبِالمِعْراج والصلاة بالأنبياء الكِرام حَباه.
فالحمدُ لله الذي فتحَ أقفالَ هذا العالم بمفتاحِ ِسيِّد ِالسّادات.
وسبحان مَن فضَّل بعض َالنبيين على بعض ورَفعَ بعضَهم على بعض درجات فأعْطى آدمَ الصفوة. وإبراهيم الخِلَّة. وموسى تِسْعَ آياتٍ بينات وبعثَ عيسى بِإبْراء الأكمَه والأبرص وإحياءالأموات .واتخذ محمدا حبياً وشفيعاً ورفَعه بالمِعراج إلى السَّبع السَّموات. وجعل الصلاة عليه يتيمَةَ عِقد الأعمال الصالحات .
صلوا عليه وسلموا تسليما.......
واعْلَمْ أنَّ مِن تَمامِ الإيمان به. الإيمانُ بان الله تعالى لم يَجْعل خلق بدَنهِ الشريف وذاتهِ الكامِلة على وجْهٍ لم يظْهَر قبله ولا يظهْرُ بعدَه خلْقَ ادَميّ مِثله.
فهوَ الذي تمَّ مَعْناه وصورَتُه ثمَّ اصْطَفاهُ حبيباً بارئُ النَّسم مُنزَّهٌ عَن شريكٍ في مَحاسنِه فَجوْهَرُ الحُسْنِ فيه غيرُ مُنقَسِم
فكان
كملُ الناس خَلقا وخُلقا . مربوعُ القامة ابيضُ اللون مشْرَبًّا بِحُمْره أزْهَر. واسعُ العينين أكحلُها، أهدبُ الأشفارِ قد زُجِّج َحاجباه. مُفلَّجُ الأسنان واسعُ الفَم حَسنُه.واسعُ الجبهةِ هِلاليه سَهْل ُالخدين. بعيدُ ما بين المنكِبين. سَبْطُ الكفين. قليل لحم العقِب. كَثُّ اللحية. عظيم الرأس يضْرِبُ شعرُه إلى شَحْمةِ أذنَيْه بين كتفيه خاتمُ النبوة. قد عمَّه النورُ وعَلاه. عرَقُهلؤلؤ أطيبُ من النفحات المِسكيه .يتكَفَّأُ في مشْيه يُصافِحُ بيدِه الشَّريفة انعَم ُمِنَ الحرير يضَعُها على رأس الصَّبي فيُعرَفُ برائِحتِه الزكيه. يتلألأ وجهُه الشريف أبهى من القمر. إذا رأيتَه قلت الشمسُ طالعه. .يقول ناعته لم أر قبله ولا بعده مثله .
إذا ضحِك مثلَ سَنا البرْق تَلألأ عن حَبِّ الغمام .حَسنُ الصوت يبلُغُ صوتُه حيثُ لا يبلُغُ صوتُ غيره. إذا غضِب أشتدَّ كأنه مُنْذرُ جيش .
وإذا سُرَّ اسْتنارَ كأنَّ وجهُه المِرآة. يتكلَّم بكلامٍ بيِّنٍ فَصْلٍ فيه تَرْتيل، يحفَظُه كلُّ مَن سَمعَه.يُحدِّثُ حديثاً لوعدَّه العادُّ لأحْصاه.
فِراشُه مِن اُدُمٍ حشْوُه ليف. أكثرُ طعامِه التمرُ والماءُ وخُبزُه الشعير.وقد راوَدتْهُ الجبال ُالشُّمُّ مِن ذَهبٍ عن نفسِه فأراها أيّما شَمَم يأكلُ كما يأكل العبدُ ويجلسُ كمايجلسُ العبدُ مع كمالِ الادبِ ومُنتَهاه.
وكان
يخصِفُ نعلَه ويرقِّع ثوبَه ويحلِبُ شاتَه ويسيرُ في خِدمَة أهلهِ وصَحْبه، يُحِبُّ الفقراءَ ويُواكلُ المساكين ويجلس معهم يعودُ مَرضاهم ويُشيِّع جنائزَهُم يسمعُ مِن عالِمِهم ويعلِّمُ جاهلَهُم. يقبلُ عذْرَ المُعتذِر، يعصِبُ على بطْنِه الحَجر. وقد أوتي مفاتيحَ خزائنِ الأرض،يقل اللغو ويبدأ بالسلام ويتألَّف أهل الشرف ويكرِم أهل الفضْل
ويمزَح ولا يقول إلا حَقا يحبه الله تعالى ويرضاه.
واعلموا يرْحَمنا وإياكُم الله. أن النبوة هي سِفارةٌ بين الله وعباده تبعَث على مصالح الخلق وطاعة الخالق. وكان
اخصُّ وأفضل الخلق بها . وأكملُهم بشروطها. فخصَّه العظيم بالخُلق العظيم. وخاطبه في كلامه القديم
وانك لعلى خلق عظيم.
فكان
أورعَ الناس واعبدَهم. واعفَّ الناس وأزهدَهُم. واعلمَ الناس واحلمَهم. وأكرم َالناس وأجودَهُم .رؤوفاً رحيما صاحبُ الشفقة والإحسان لسائر الخلق. وفي الآخرة لامته في أعالي الجنان .
فلا يرْضى لامته إلا الجَنة والرّضْوان .وكان
غايَة العلْم والمَعرفة والكشفِ والدين والحلْم ونهاية الصبر والشكر والرضا.وتحَقَّقَ بالرجاء والخوف والزهد والورع. وتحلَّى بالتواضع والعفو والجود والشجاعة والمروءة والعفة والعدل. وكان على ذِروةٍ من الصمت والتأني والوقار والنظافة والظرافة وحسنِ المُعاشرة والرأفة بأهله والجماعة والصحبة.على أتم التوبة والإنابة والأوبة. والكرَم والوُد في الله. خصه الله تعالى باعتدال صورته وكمال خُلقه. فهو صاحب ُالسكينة ِالباعثة ِعلى الهيبة والتعظيم ِ ،الداعية ِإلى التقديم والتسليم. صاحب ُالطلاقة والبشاشة الموجبة للإخلاص والمحبة ِالباعثة على المصافاة. فكان أحب َّإلى أصحابه من الآباء والأبناء وشرب المياه . صاحب ُالقبول الحسن . جذب العقول فمالت إليه. واستولت هيئته على القلوب فأذعنت بالطاعة بين يديه.واستحكمت صحبته في النفوس فانقادت لمتابعته وموافقته ومصابرته. صاحب ُالعقل الراجح والفَهم الصحيح والفِراسَة ِالصادقة. فلمْ يُسْتغفل في مَكيدة ولم يَسْتعْجزْ في شِدّه. يثبُت في الشدائد وهوَ مطلوب .ويصْبرُ على البأساء وهو مكروب.صاحب ُالحلم والوقار فلا طيش يهُزّه ولاخََرَقَ يسْتفزُّه. وكان
احلم َفي النّفار واسْلَم َفي الخِصام. ساكن ُالنفس لا يستكين لعَظيمَة.
ولا يَزْداد ُإلااشتدادا ًوصَبْرا.هذا وقد أوتي
من الحكمة البالغة والعلوم الجمّة الباهرة بلا درس ٍولا كتاب فلا حُجة لأهل الشك والارتياب.
وكان
صاحبُ الجواب الواضح والحُجة الظاهرة، محفوظ اللسان. سهلُ البيان. لم يحتجْ شرْعُه إلى شَرْع ِغيره.حيث ُأمرَ الشاهدَ بتبليغ الغائب ليعُمّ بإنذاره . جاهدَ الأعداء وقد أحاطوا بِه مَع قلّة العدد. فزادَ الله به مَن قَلّ. وعَزّ بِِِه مَنْ ذلّ. صاحب ُالسخاء والجود ِحتى جاد بكل موجود وآثر بكل مرْغوب.
فصَلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه صلا ة تكون لجنابِه الشريف فخرا. ولنا في الآخرة وديعة وذخرا. كلما ذكره الذاكرون برا وبحرا.وغفل عن ذكره الغافلون أمراً ونهيا. فقد صح عنه
أنه قال:-
( من صلى علي مرة صلى الله عليه بها عشرا).
فأكثروا عليه من الصلاة والسلام......
وتزوّج عبد ُالله من آمِنه وهي يومئذ ٍأفضل ُامرأة ٍفي قريش نسبا وموْضِعا. وحملت ْبرسول الله
فانتقل إليها النور ُالمكنون. وهي ذات العقل الباهر والفخر المصون فخصها الله تعالى القريب المجيب بهذا السيّد المصطفى الحبيب.
روى الخطيب ُالبغدادي الحافظ ُمُحدّث الشام والعراق المُتقن الضابط العالم بصحيح الحديث وسقيمة قال: " لمّا أراد َالله ُخلق َمحمدٍ
في تلك الليله .أمر رضوان خازن الجنان. أن يفتح الفردوس. ونادى منادٍ في السماوات: ألا إن النور المخزون المكنون الذي يكون منه النّبي الهادي في هذه الليلة يستقر في بطن آمنة، الذي يتم فيه خلقه ويخرج إلى الناس بشيراً ونذيرا. وفي عام ولادته
حَمى الله بيته المُحرّم حيث ُجاء الفيل ُلأ برَهة الأشرم يريد ُهدمه ولكن الله سلّم .فقام َعبد المطلب يدعو الله تعالى ويستنصرُه مُخاطبا ًالذات العلية:
لاهم ّإن المرء َيمنعُ رَحْلَه فامنعْ رحالك
وانصُر ْعلى آل الصليبِ وعابديه اليوم َألك
لا يغلبنّ صليبُهم ومحالهُم ابدآ مُحالك
جرّوا جميعَ بلائهم والفيل ُكي يَسْبوا عيالك عمَدوا حِماك بكيدهِم جَهلا وما رقبوا جَلالك
فأرسل الله الطيرَ الأبابيل مع كل ّطائرٍ ثلاثة ًمن الأحجار كأمثال العَدس لا تُصيبُ أحداً إلا أهلكته وانزل الله تعالى وَحْيا ًإلى نبيه الكريم،اناسا ًله. وتثبيتا ًلامّته قرْآناً في سورة الفيل.
ولقد كان من لطف الله تعالى ومِنته قبل مولده
أنْ حفظ َله بئرَ زمزم من الزوال. وذلك برؤيا أراها الله تعالى لجده في المنام. بأمارات دلت عليه. وذلك لأنها ستكون من شعائر دينه فكانت زمزم من بشائر نبوته .
وكذلك حفظ الله تعالى نبيه
في صُلب أبيه . فقد كان جده ناذرا بذبح احد أولاده. فكانت القرعة على أبنه عبد الله. ولكن الله حفظه لما يحويه في صلبه من نور المصطفى. فكان
ابن الذبيحين إسماعيل عليه السلام وأبيه عبد الله .
ولما أراد الله إبراز عبده ورسوله إلى هذا الوجود. وإظهار نوره لكل موجود. رحمة بعباده ليهديهم إلى شريعة التوحيد.
أغلقت أبواب الجحيم وفتحت أبواب الجنان. وتجلى بالرحمة والرضوان ذو الجلال والإكرام . وتلألأت الكائنات بالأنوار. وتنكّست على رؤوسها الأصنام. وانصدع إيوان كسرى ومال إلى الانهدام. وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام وغاضت بحيرة ساوة. وبشّرت الجنّ بإهلال زمنه. ولهج بخبره كل حبرٍ خبير وفي حلا حسنه تاه . ولم تجد أمه
في حمله وحماً ولا نصبا ولا ثقلا ولا هُزالاً ولا مسّها آلام، ورَأتِ النورَ من ارض الشآم والقصور الشم من بُصْرى تُشام .
أما ليلة مولده
فهي ليلة عظيمة مباركة على المؤمنين. ظاهرة الأنوار جليلة المقدار ، تعلق بحبها أهل البصائر والأبصار. فقد ولد
ليلة الاثنين في الثاني عشر من ربيع الأول. فقال
إشارة تشريفية لهذا اليوم العظيم عندما سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: ذلك يوم ولدت فيه. وأنزلت علي فيه النبوه. فشرفت ليلة المولد على سائر الليالي لأنها أعطيت له
بعد مولده.
فَعمّت النّعمة ُالعظمى بمولده سائرَ المخلوقات. فانه رحمة ُالله للعالمين حيثُ أفاض َالله من بركاته التي منَحَه إياها على كل الموجودات . ورَوَى الإمام ُالذهبي في سيرته إن السيدة آمنه قالت:إن ّلابني هذا لَشَأنا إني حمَلت ُبه فلم أجدْ حمْلا قط ّاخف َّمنه. ولا أعظم َبركه .اني رأيت نورا كأنه شهاب خرج مني حين وضعته أضاءت له أعناق الإبل ببصرى. ثم وضعته فما وقع كما يقع الصبيان . ووضع
واضعا يديه على الأرض رافعاً رأسَه الىالسماء . الصلاة والسلام عليك يا رسول الله...
صلى الله عليك وعلى آلك وصحبك وسلم
الصلاة والسلام عليك.. يا محمد ُيا احمد.
الصلاة والسلام عليك يا حامد ُ يا محمود...
الصلاة والسلام عليك يا حاشر ُيا عاقب..
الصلاة والسلام عليك يا طاهرُ يا طيب
الصلاة والسلام عليك يا مدثر ُيا مزمل ...
لصلاة والسلام عليك يا رسولَ الملاحم.
الصلاة والسلام عليك يا نبي َّالرحمه..
الصلاة والسلام عليك يا حبيبُ رب العالمين.
الصلاة والسلام عليك يا سيد َالمرسلين الصلاة والسلام عليك يا إمام َالمتقين..
الصلاة والسلام عليك.يا قائد َالغر المحجلين .
الصلاة والسلام عليك يا صاحب َالشفا عه.
الصلاة والسلام عليك يا صاحب َاللواء المعقود...
الصلاة والسلام عليك.يا صاحب الحوض المورود.
الصلاة والسلام عليك يا صاحب َالمقام المحمود .
الصلاة والسلام عليك.يا سيد َالكونين.......
الصلاة والسلام عليك يا نورَ عين ِالعين .
الصلاة والسلام عليك.يا عين َالنعيم..
الصلاة والسلام عليك.يا رسول الله.صلى الله عليك وعلى آلك وسلم.
الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين اللهم اهدنا بهديه .وخلقنا بأخلاقه. وأدبنا بآدابه .
اللهم ارفع لوائه. واعزّ أوليائه وأكرم أحبائه . واحفظْ أمته .
ولا تجعل فينا شقيا ولا محروما .اللهم انصر حزبه . واعل قدر من نصره . واخذلْ من خذله . اللهم يا مولانا ادم محبته في قلوبنا وفهمنا ما لم ندركه من طريقته .واستعملنا للقيام بشريعته .اللهم صلي على سيدنا محمد صلاة ترقى بنا إلى القرب منه ونرقى بها حتى لا يغيب عنا طرفة عين لنكون من أنصاره وحزبه المفلحين. اللهم صلي على سيدنا محمد صلاة تكون شافعا لتقصيرنا معه وجابرا لإخلالنا بالأدب له .اللهم اجعلنا ممن صلى عليه فاهتدى بنور الصلاة عليه .واجعلنا يا مولانا ممن سلم عليه فنال بها درجة القرب منه والولاء له .اللهم اجعلنا من محبيه . واجعلنا من ناصريه .
واجعلنا فداءا لسنته وطريقته وشريعته ونهجه ومنهاجه.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
خاتمه
بلا افتراق
فالحمد لله الذي خلق كل شيء فأحسن خلقه وترتيبه وأدب نبيه فأحسن تأديبه فخلَّقَه بأرْفَع الأخلاق وأعلاها وجعل نورها من نور كتابه القديم الكريم كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: كان خلقه القرآن.اللهم أهّلنا للعمل بكتابك وتلاوته آناء الليل وأطراف النهار لنفوز بسعادة الدنيا والآخرة واصرف عنا الإعراض عنه حتى لا نخزى .ولما أراد الله سبحانه وتعالى إظهار نبوته وتبليغ رسالته كان لا يمر بحجر ولا شجر إلا وسلم عليه وكذلك سخر الله له جميع العوالم التي خلقها لتكون من جملة الآيات على صدق رسالته
قال تعالى:
وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون .ورفع الله قدر نبيه فلا يذكر إلا ذكر معه وجعله في عقد الإيمان فقال تعالى :
ومن لم يؤمن بالله ورسوله فانا اعتدنا للكافرين سعيرا فهو
شرط ٌفي صحة الإيمان والعبادات .روى الإمام البخاري انه
قال:لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه .
هذا وان من علامات محبته التخلق بأخلاقه وإتباع ِهديه فلا مقام اشرف من متابعة الحبيب عليه الصلاة والسلام .