الست زي السوستة طول مانت حاطط رجلك عليها مريحاك .. تشيل رجلك تنط في وشك" هذا المثل السيء وغيره من الأمثال الشعبية والأقوال المأثورة والفتاوي تتمعن فى إهانه المرأة التى كرمها الله وكفل لها كل الحقوق الشرعية والقانونية.
ورغم ان المرأة حصلت في جميع الشرائع السماوية أو حتي الحضارية القديمة على مكانة خاصة ، مازلنا ونحن في الألفية الثالثة ، نتداول هذه الأمور ، ونسمع ونشاهد فتاوي دينية تحط من شأنها ، يعتمد خلالها البعض على أحاديث موضوعة لم ينزل الله بها من سلطان ، أما المجتمع فنجده يتداول بعض الأمثال الشعبية والمقولات المأثورة عن بعض الفلاسفة والكتاب تزيد من تحقيرها.
نسمع بين الحين والآخر فتاوي غريبة منها ( السيدة التى تجلس مع كلب ذكر حرام ، فتوي إرضاع الكبير ، كي ملابس النساء حرام ، إذا خرجت المرأة من بيتها أقبلت شيطاناً وأدبرت شيطاناً هذا هو شرع الله ومن يخالف شرع الله فلتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ، حتى ولو كانت لزيارة أبيها المريض ) .. إلخ
المرأة كرمها الإسلام ولكن هناك من يحاولون أهانتها ، وباسم الدين يلفقون ما ليس له أساس من الصحة ، وتحدثت الداعية الإسلامية د. ملك زرار عن هذا الأمر خلال أحد برامج قناة المحور مشيرة إلى أن هذا الأمر لم يظهر فى عصرنا الحالي فقط ، ولكن المثير للدهشة هو أن هناك بعض الجامعات بالدول العربية تفرض على الأساتذة تدريس بعض الكتب تحتوي على مغالطات تثير العجب ، على سبيل المثال : إذا تزوجت المرأة الفقيرة برجل ميسور الحال وثري ، ليس لها الحق فى أن تأكل إلا كما كانت تأكل فى بيت أبيها ، وليس للزوج حق في أن يطعمها من اللحم وغيره ، ويتعاملون مع المرأة بدراسات وأبحاث وكأن فعلاً هذه المرأة لا ترقي إلى صفة الآدمية .
وترجع د. ملك زرار هذه الأفكار الدخيلة التى نسبها البعض إلى الدين بغير علم إلى أنها نقلت عن قانون الرومان ، هذا التأثير "الروماني ، جستنياني ، بابلي كرداني " فسرت من خلالها بعض الأحكام الشرعية وفقاً لهذه المفاهيم ، وإلى الآن مازالت المرأة تحرم من الميراث ويطلع من يقول لها فى الفضائيات : " عليكِ ألا تدخلي فى مخاصمة مع أهلك .. لأن ذلك قطع رحم " ويطلب منها التنازل عن هذا الحق !
وتشير د.ملك إلى أن النظرة للمرأة اقتصرت على أن تكون متعة فقط ، وبعض الرجال يرون أن الزواج هو تملك المتعة والاستمتاع بها ، وتري أن كل الأفكار الغريبة التى تنسب إلى الإسلام والمسلمين يحتاج إلى تمحيص جيد بالكتب الفقهية ، مع تنظيف للعقول وما تحمل من أفكار تهين كيان المرأة التى كرمها الله وجعل لها خصوصية فاقت كل المواثيق التى تنادي بها جمعيات حقوق الإنسان .وتضيف د. ملك : يقولون على الله ما لم يأتي به لا نص فى القرآن الكريم ولا فى السنة النبوية المشرفة ، ولكن الغريب أن نجد أن هناك فتوي تقول أن "المرأة العاملة تعطي لزوجها ثلث مرتبها " من قال ذلك ، مال المرأة من عملها حق لها كاملاً ، وليس للرجل أي حق ولو عود أراك فى مالها ، بل أن لها كل الحق فى ماله ، ولكن من الممكن أن تساعد الزوجة زوجها إذا كان معسر بغير سبب من جانبه "كشرب الخمر والمخدرات .. وغيرها" لأن المعاشرة بين الأزواج تكون بالمعروف ، وفى هذا الوقت يكون تبرع من الزوجة مثل زينب امرأة عبد الله بن مسعود ، عندما كان لا يعمل بسبب ضائقة مالية فكانت تصرف عليه هو وابنه .. فقالت لهم : انتم منعتموني الصدقة ، قال لها والله لا أخذ منك شيئا إلا أن تسألي رسول الله ، فذهبت فقال لها : إنها صدقة على زوجك وهي أعلي أنواع الصدقات.
[b]ولكن فى هذا الزمن أصبح فرض على المرأة بعد أن كان الأمر مشاركة وتطوع منها ، وبذلك لم يفقد الرجل قوامته فقط ، بل اختلت تماماً حتى أصبح الرجل يبحث عن وجوده فلا يجده ، ولا شك أن هذا ليس بحكم مطلق على كل الرجال ، ولكننا نري شباب اليوم يسألون قبل الزواج عن العروسة ( ماذا تعمل ؟ ابنة من ؟ من عمها وخالها؟ )وكله من أجل المصلحة .
وتتعجب د.زرار قائلة : اليوم عندما يموت الأب ، الأخوة الذكور يستولون على حق البنات ، ومازال إلى الآن يسود قانون بين البشر فى كل الطبقات " النسوان لا ترث أرضاً " وإذا طالبت المرأة بحقها تلفق لها التهم وتصبح منبوذة بين أهل قريتها .. وتقول د. ملك فى النهاية : الآن نحن سعداء بجمعيات المرأة ، ونطالب بأن تكون قاضية وغيرها وفى الحقيقة لا أحد يقوم بأي شئ حقيقي يذكر ، ولم ينزل هؤلاء إلى واقع المرأة الحقيقي.ومن ناحية أخري لا يرحم المجتمع المرأة ، ويحاصرها ببعض المقولات الفاشلة التى تعتمد على مختلف الشعوب باختلاف ثقافاتها ، ويجد الرجال متعة فى تداولها فيما بينهم ، كنوع من "فش الغل" ولا شك أنها تحمل نفس المفاهيم السيئة ، ولا يقتصر الأمر على الأمثال الشعبية المعروفة بل اشترك الكتاب والفلاسفة فى إدخال هذه الثقافة .
[b]- "شاهد فيلسوف امرأة شنقت نفسها في شجرة فقال: يا ليت كل الأشجار تحمل مثل هذه الثمار".
- أمثال يونانية : "لم تنه المرأة عن شئ قط إلا فعلته"، "عار النساء باق.. لأن يدير الرجل مملكة أيسر عليه من أن يدير امرأة" ، "استشر زوجتك دائما ثم نفذ ما تراه أنت".
- أمثال لاتينية : "لا تثق بالمرأة حتى وإن ماتت" ، "عندما تفكر المرأة بعقلها فإنها تفكر في الأذى"،"احسن طريقة لتجعل امرأة تغير رأيها هو أن توافق عليه"
- الشيطان أستاذ الرجل وتلميذ الرجل
- تعلمت المرأة من الحية الرقص والغدر وطولة اللسان)
الكاتب أنيس منصور : "يجب ان نعترف بأنه لولا المراة لحطم الرجال بعضهم بعضا، فهي كالقش الذي نضعه بين الأطباق الصيني"، "زوجتي كالكمسري عندما أراها أضع يدي في جيبي" ، "امرأة وراء كل عظيم .. كأرض منخفضة وراء كل جبل " ، "إذا وجدت امرأة تتحدث عن زوجها وتصفه بالجمال والكمال فاعلم أنها أرملة..فالمرأة لا تحب الفاكهة إلا بعد أن تجف " ، "المرأة ليس لها مبدأ..فهي إما فوق المبادئ أو تحت المبادئ" ، "مكتوب على قبرها: هنا ترقد زوجتي هي في سلام وأنا أيضا "
تنفيث رجالي
يرفض د. عبد الرؤوف الضبع أستاذ علم الاجتماع – بجامعة سوهاج كل ما يذكر عن المرأة فى التراث الشعبي أو على لسان الفلاسفة لأنه يعتمد على مبدأ قوة الرجل وتميزه ، ويقول : إذا عقدنا مقارنة بين ما قيل عن الرجل وما يقال فى المرأة لوجدنا أن هناك فارق كبير ، وسنري أن القدر الأكبر من الاستهزاء ينصب على حواء ، وهذا يرجع إلى حياء المرأة التى لا تلجأ إلى استخدام هذه اللغة ، بل نجدها تستخدم بعض الأمثال التى تخدم مصلحة الرجل مثل "الراجل لا يعيبه إلا جيبه ، وظل راجل ولا ظل حيطة و..غيرها" ولكن هل يعني ذلك أن كل الرجال مكتملين؟
يضيف د. الضبع : "الثقافة لدي معظم الشعوب تنتصر للرجل ، لذا نجد أن المرأة في الثقافة الهندية القديمة تحرق نفسها بعد موت زوجها ، أما المرأة اليابانية ففرض عليها تجلس تحت أرجل زوجها لتدلكها ، ولكن الحقيقة هو أن المرأة لها تقويم وطبيعة ومصادر قوة تتفوق فيها على الرجل أحياناً وتملك أكثر ما يملكه الرجل ، [b]وإذا تساءلنا أين الأمثال التي تنقص من حق الرجل ، وهل هناك كاتبة أو فيلسوفه أطلقت على نفسها لقب "عدوة الرجل" كما هو الحال فى الكتاب الرجال وما أكثرهم ، وماذا لو تصورنا أن العالم خال من النساء بدون صدر الأم وحنان الأخت والنصف الحلو "الزوجة".
ويؤكد د. الضبع : أن الرجل لا يستطيع أن يتصرف إذا غابت المرأة من حياته ، لأنها فى الحقيقة هي المالكة والفاعلة والمسيطرة ، ولكن قد ترجع أسباب شيوع هذه الأقوال كنوع من أنواع التنفيث ، لا يستطيعون ذكرها أو البوح بها أمام زوجاتهم ، ولكن يكتفي أن أن يتبادل بها الزوج أحاديثه مع أصدقائه ، أو قد يشير إليها باستحياء على لسان أحد أقاربه .
وفى النهاية يلخص د. عبد الرؤوف الضبع العلاقة بين الرجل والمرأة بأنها علاقة تكاملية وليست صراع "القط والفار" كما هو الحال لدي الأسر التى تعاني من التفكك بسبب ضعف وتشوه فى بناء شخصياتها ، ومن المفترض أن يكون لكل من الزوجة والزوج دوراً يؤديه على أكمل وجه ، فكيف تنشأ أسرة جديدة على مقولة "اذبح لها القطة" الأمر الذي يبتعد عن مفهوم الزواج الذي يلخص الإحساس بالأمن والأمان ، كيف ننصح الزوج بأن تقوم العلاقة بينه وبين زوجته على على الرعب ، وأن تكون علاقته فاسدة بعيدة تماماً عن الأخلاق ، إذا اعتمدنا على هذا التراث من الأمثال غير الأخلاقية سيتحول الزواج إلى منطق حيواني وليس إنساني بالمرة. [/b][/b][/b]