بالصور: رغم قرار حظر تداولها.. الطيور الحية تملأ أسواق القاهرة
كاتب الموضوع
رسالة
احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
موضوع: بالصور: رغم قرار حظر تداولها.. الطيور الحية تملأ أسواق القاهرة السبت 10 يوليو 2010 - 14:22
بعد مرور أكثر من أسبوع على القرار الصادم بحظر بيع الطيور الحية والذي شرد أكثر من 200 ألف عامل يكسبون قوت يومهم من العمل في مجال الدواجن، وحملات التحذير والتهديد والوعيد بعقوبات قاسية على كل من يكسر الحظر من الباعة الجائلين أو أصحاب المحلات، ظل الحال على ما هو عليه، ولم يختلف في الأمر شيء الباعة يبيعون والزبائن يشترون الفرق الوحيد هو أن ارتفاع في أسعار الدواجن والطيور الحية عموماً. في أسواق القاهرة الشعبية افترش الباعة القادمين من الريف ومعهم طيورهم، وفتحت المحلات أبوابها أمام زبائنها، ضاربة بالقرار عرض الحائط، وكأن ليس هناك قرار من الأساس أو أن المسئولين أحسوا أنهم جانبهم الصواب في هذا القرار. في طريقي للمنزل صباح الجمعة صادفتني سيدة في العقد الرابع من عمرها تحمل على رأسها قفص به بعض الطيور الحية.. تذكرت على الفور قرار المنع.. دافع الفضول جعلني أتتبعها حتى وصلت ووصلت معها إلى سوق شعبي في منطقة أبي الهول بالهرم.. دخلت شارع على جانبيه افترش الباعة بضاعتهم، وفي منتصف الشارع جلست وأخذت تطعم طيورها بعض حبات الذرة منتظرة زبائنها الذين يأتونها في مثل هذا اليوم من كل أسبوع، يشترون كل ما معها من فراخ "بلدي" وبط وحمام. إضافة على بعض والزبد البلدي والجبن البلدي "القَريش". السيدة بدت واثقة من نفسها وكأنها لا تعرف شيئاً عن قرار منع تداول الطيور الحية بسبب انفلوانزا الطيور، أو أنها لا تعلم أو لم تسمع عن انفلوانزا الطيور من الأساس، فهي تلامس الطيور وتمضغ حبات القمح وتضعها في فم الحمام دون أي خوف من الإصابة بالفيرس. اقتربت منها..استأذنتها الجلوس بجوارها.. ثم سألتها عن قرار المنع وما أن كانت سمعت به.. المفاجأة أنها تعلم كل شيء عن القرار لكنها لا تعبأ به وكل ما يهمها هو بيع طيورها والرجوع قبل العصر إلى قريتها لكي تعاود الكَرة مرة أخرى في اليوم التالي، لكن في مكان آخر. رغم أن السيدة تعرف كل شيء عن قرار المنع وانفلوانزا الطيور إلا أنها لا تعتقد في هذا المرض وتعتبره إشاعة لا أساس لها من الصحة وتقول "انا اتولدت لقيت امي وابويا شغالين في الفراخ وعمري ما سمعت عن حاجة زي كده". سألتها عن ما إذا كان الزبائن قد تأثروا بانفلوانزا الطيور وقرار المنع، نفت بشدة وقالت "الزباين بتوعي هما هما.. بيجوني هنا كل أسبوع وياخدو طلباتهم وعمرهم ما شككوا في طيوري". وأشارت أنهم لا يشترون إلا الفراخ الحية، ولا يثقون في اللحوم المجمدة. السيدة هذه وغيرها من باعة الطيور الحية يعلمون أنهم يخالفون القانون في الوقت الحالي وربما يطاولهم العقاب وتصادر طيورهم، إلا أنه يصرون على مواصلة البيع. يقول (س . ش) صاحب محل طيور "ده أكل عيشنا.. منعرفش شغل غيره.. هانأكل عيالنا منين.. جربنا الفراخ المجمدة بس الزباين بتحب تاكل طيور صاحية ومذبوحة أمامها". سألته عن كيفية وصول الفراخ إليه والكمائن على جميع الطرق تقبض كل من تضبطه يسير بطيور حية وتصادرها، قال "التجار بيتصرفوا وبيهربولنا الفراخ.. وربنا بيسترها أصله ميرضهوش اللي بيحصل فينا ده". ومن جانب آخر شهدت أسعار سوق الطيور الحية ارتفاعا ملحوظاً منذ التطبيق الفعلي لقرار الحظر وزاد سعر الكيلو جنيهان أو ثلاثة جنيهات. وقال ( س . ش) "كيلو الفراخ بقى ب 14 جنيه بعد ما كان ب 11 و12 جنيه الاسبوع الماضي". وأرجع الباعة هذا الارتفاع إلى كثرة الطلب على الطيور وقلة الطلب المعروض من الطيور نتيجة قرار المنع. صادفت وانا واقف أما محل الفراخ سيدة "زبونة" سألتها لماذا لا تشتري الفراخ المجمدة أو المذبوحة في المجزر الآلي فأجابت أنها لا تشتري طيورا لم تذبح أمام أعينيها، ولا تعرف مصدرها. القرار جاء مجحف وظالم وسبب صدمة كبيرة للمستهلكين وأصحاب المحلات والعاملين فيها الذين اعترضوا على القرار وتسألوا عن المصير المجهول الذي ينتظرهم وأسرهم بعد غلق المحلات؟
بالصور: رغم قرار حظر تداولها.. الطيور الحية تملأ أسواق القاهرة