عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
موضوع: BBC: بشار الأسد يحكم قبضته على سوريا الأحد 18 يوليو 2010 - 12:42
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC تقريرا حول مرور 10 سنوات على تولى الرئيس بشار الأسد الحكم فى سوريا، وقال جيم ميور مراسل الهيئة ببيروت إن بداية عهد الأسد "اتسمت بما وصفه البعض بالهدوء والتأنى انعكاسا لما ألمح إليه فى خطاب تنصيبه ببداية عهد جديد من الانفتاح والإصلاح".
مشيرا إلى أن خطاب بشار دفع الجبهات المعارضة إلى الموافقة على عقد حلقات نقاش واجتماعات فى تطور، حتى أطلق البعض على تلك الفترة "ربيع دمشق"، ولكن لم يدم الوضع طويلا حتى عاد الوضع لما كان عليه "فقد تم منع انعقاد الاجتماعات وتم اعتقال المعارضين والزج بهم فى السجون لعدة سنوات".
وقال ميور "ظن الكثيرون أن الزعيم الجديد سيكون "أسيرا" للحرس القديم الذى أحاط بوالده حافظ الأسد ولكن بشار أطاح بهذا الحرس وجاء بحرسه الجديد وبينهم شقيقه الأصغر ماهر الأسد وزوجة شقيقه آصف شوكت اللذان توليا مناصب قيادية فى السلطة".
كما وصف ميور أعمال العنف التى قامت بها جماعة الإخوان المسلمين، بـ"أكبر خطر هدد سلطة حافظ الأسد الذى كان يحكم باسم حزب البعث تحت سيطرة الطائفة العلوية التى ينتمى إليها الأسد وقمعت السلطة التمرد دون رحمة فى ثمانينات القرن الماضى".
وأضاف ميور أن المعارضة فشلت فى الظهور على الساحة، على الرغم من وقوع حالات الانشقاق والعداء بين كبار الشخصيات فى السلطة عام 2005 كان أبرزها انشقاق عبد الحليم الخادم الذى كان واحدا من الشخصيات المقربة للرئيس حافظ الأسد بل وذراعه اليمنى على مدار عقود حتى وصل به الأمر أن تولى منصب نائب الرئيس.
وأضاف أن محاولات الولايات المتحدة لممارسة ضغوطها على سوريا فى أعقاب الغزو الأمريكى للعراق، تحولت إلى أصابع اتهام توجهت إلى النظام السورى بمسئوليته عن حادث الاغتيال وهو ما نفته سوريا التى استجابت للقرار الدولى فى وقت لاحق وسحبت قواتها بعد ضغوط المجتمع الدولى.
وأشار أن الظروف الراهنة فى منطقة الشرق الأوسط دفعت بشار الأسد إلى أن يبذل جهداً كبيرا للحفاظ على علاقات سوريا الاستراتيجية مع إيران وحليفها حزب الله فى لبنان من ناحية، ومحاولة تحسين العلاقات مع واشنطن والغرب من ناحية أخرى.
كما ازدهرت أيضا علاقة سورية مع جارتها تركيا التى قامت بدور الوسيط لإحياء محادثات السلام بين سوريا وإسرائيل.
ويرى ميور أن المستقبل يحمل كثيرا من التحديات لبشار الأسد سواء على الصعيد الداخلى أو الخارجى، فالمنطقة قد تشهد حربا محتملة بسبب البرنامج النووى الإيرانى الذى يقول عنه الغرب إنه لأغراض عسكرية، كما تواجه سوريا ذاتها اتهامات بتسليح حزب الله اللبنانى بصواريخ سكود وهو ما نفته دمشق.
وداخليا هناك العوامل الاجتماعية والاقتصادية، وعلى الرغم من خطوات الإصلاح الاقتصادى التى حدثت فى سوريا فى عام 2005 لتحرير مناخ الاستثمار والأعمال إلا أن معدلات الفقر والبطالة شهدت ارتفاعا ملحوظا نتيجة لسيطرة الفساد على مناخ الاقتصاد.
وتزامنا مع الاحتفال بالعام العاشر لبشار الأسد فى الحكم أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرا بعنوان "العقد الضائع".
وذكر التقرير أن "الأجهزة الأمنية فى سوريا تقوم باحتجاز المواطنين بدون أوامر ضبط أو أوامر قضائية وتعذبهم"، وأضاف التقرير أن "الرقابة فى سوريا مشددة على المواقع الاجتماعية على شبكة الإنترنت مثل فيس بوك ويوتيوب والمدونات".
بالرغم من هذا كله فإن بشار الأسد ما يزال يحكم قبضته على السلطة فى سوريا بل وزادت ثقته عما كانت عليه فى أى وقت مضى وبخاصة مع دخوله العقد الثانى فى الحكم.