اشتعلت الأجواء الإسرائيلية اللبنانية بما ينذر بحرب جديدة، بعد أن ساد
الهدوء الحذر بين الطرفين منذ العام 2006، وشهد اليوم الثلاثاء اشتباكات
مسلحة بين الجيش اللبنانى وجيش الاحتلال الإسرائيلى راح ضحيتها حتى الآن
ضابط إسرائيلى و3 جنود لبنانيين وصحفى لبنانى، وسط توقعات بزيادة الضحايا،
واستخدمت إسرائيل فى هجومها الأسلحة الرشاشة والقذائف المدفعية فى منطقة
بلدة العديسة الحدودية فى جنوب لبنان، إثر تعرض البلدة لسقوط قذيفة مدفعية
إسرائيلية، قام الجيش اللبنانى بالرد عليها على الفور. وسط انتقادات للصمت
العربى والدولى تجاه الأزمة.
وسارعت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الـ" يونيفيل" فى لبنان
لدعوة الجيش اللبنانى والإسرائيلى إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس"، بعد
أن تبادل جنود الجانبين إطلاق النيران عند الحدود، حيث قال أندريا تينينتى
المتحدث باسم قوات اليونيفيل: "أولوية مهمة القوات حاليا هى إعادة الهدوء
للمنطقة وسانتى بونفانتى نائب قائد القوات على اتصال بقيادة القوات المسلحة
اللبنانية وقوات الدفاع الإسرائيلية، لحث الجانبين على ممارسة أقصى درجات
ضبط النفس".
وقال مسئول أمنى لبنانى لوكالة فرانس برس من منطقة الاشتباكات، إن
"الإسرائيليين أطلقوا أربع قذائف سقطت قرب موقع للجيش اللبنانى فى قرية
العديسة، فيما رد الجيش على مصادر النيران"، مضيفا أن جنديا ومدنيا
لبنانيين أصيبا جراء القصف الإسرائيلى، ونفى ناطق باسم الشرطة الإسرائيلية
الأنباء التى تحدثت عن إطلاق صاروخين من لبنان على شمال إسرائيل اليوم
الثلاثاء.
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلى تعرض جنوده على الحدود مع لبنان لإطلاق نار،
فى المقابل أفادت مصادر أمنية لبنانية حصول تبادل لإطلاق النار والقذائف
بين جنود لبنانيين وإسرائيليين عند الحدود بين البلدين، ما أدى إلى سقوط
جريحين لبنانيين أحدهما مدنى والآخر عسكرى.
وبدأت ردود الفعل اللبنانية تنتقد التصعيد الإسرائيلى، حيث شدد عضو كتلة
"التحرير والتنمية" النائب قاسم هاشم على أنَّ "العدوان الإسرائيلى الجديد
هو عدوان على كل لبنان وعلى كل اللبنانيين"، مشيراً إلى أنَّ "هذا العدوان
يؤكد من جديد أنَّ لبنان فى دائرة الاستهداف الإسرائيلى".
وأكد هاشم أن الأمور رهن بالاتصالات التى تجرى على أعلى المستويات، إذ لا
يمكن أن يسكت لبنان على هذا العدوان، إذا ما استمر لا بد من الرد عليه، ولا
تعويل على المجتمع الدولى الذى دائماً ما يغض الطرف عن الاعتداءات
الإسرائيلية، مشدداً على أنَّ "الموقف الوطنى الواحد الموحد يمكنه مواجهة
العدوانية الإسرائيلية وغطرستها".
وأضاف هاشم" "إسرائيل لا يمكن أن تستجيب للقرارات الدولية، إذ لا يمكن
ردعها إلا من خلال القوة المتمثلة بمعادلة الجيش، الشعب والمقاومة، الوحيدة
الكفيلة بوضع حد للأطماع الإسرائيلية، وحماية الثروات الوطنية"، موجهاً
التحية للجيش اللبنانى على ما قام به، لافتاً إلى أنَّ "هذا الجيش قام
بواجبه الوطنى من خلال تصديه للعدوان الإسرائيلى اليوم ".
أضاف أن "إسرائيل لم تلتزم أبداً بالقرار 1701، وهى اليوم تجاوزت هذا
القرار بعدوانها الجديد"، مشيراً إلى أنَّ "قوات الطوارئ الدولية بدأت
اتصالاتها، بالإضافة إلى أنَّ الاتصالات تجرى على أعلى المستويات، وقد تابع
رئيس لبنان ميشال سليمان العدوان الإسرائيلى لحظة بلحظة".
وقال هاشم: "من الطبيعى ألا يروق لإسرائيل استقرار لبنان، وأن يكون له هذا
الحضور الفاعل عربياً، إقليميا ودولياً، فربما تكون الزيارة التاريخية
للعاهل السعودى الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السورى بشار الأسد
بالإضافة إلى زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى إلى الجنوب، قد
أثارت إسرائيل واستفزتها لتقوم بما قامت به اليوم".
ويأتى هذا فى الوقت الذى تتجه فيه أنظار اللبنانيين اليوم الثلاثاء إلى
الضاحية الجنوبية لمتابعة خطاب الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله،
والذى يلقيه فى الثامنة والنصف مساء اليوم ليتحدث فى ذكرى انتصار المقاومة
فى حرب يوليو 2006 ، وذلك للمرة الرابعة خلال الأسبوعين الأخيرين.
وعلى الرغم أنه كان متوقعا أن تحتل قضية اغتيال الحريرى و ما تسرب من
المحكمة الدولية الخطاب، إلا أن الأحداث تحولت ليتوقع الخبراء أن يأتى
الخطاب لتحديد قرار حزب الله ما إذا كان سيرد على الهجوم الإسرائيلى وجر
لبنان لحرب جديدة، أم يلتزم بضبط النفس والالتزام بالقرارات الدولية.