اهم الانباء
عدد الرسائل : 1544 تاريخ التسجيل : 01/08/2009
| موضوع: نون جمال مبارك الجمعة 6 أغسطس 2010 - 13:22 | |
| هذه الغابة الكثيفة من الشعارات واللافتات التى تملأ سماء السياسة المصرية ليست فعلا شعبيا ــ مع الأسف ــ ولا تعكس اهتماما جماهيريا بمستقبل النظام السياسى فى مصر، بقدر ما هى مجرد بالونات اختبار يطيرها هذا الطرف أو ذاك لقياس ردود الأفعال حوله.
ومن ثم فإنه مهما أقسم جمال مبارك، ومهما نفت قيادات الحزب الوطنى، صلته وصلتها بتلك النتوءات العشوائية تحت مسميات مختلفة من الائتلافات الشعبية أو حركات التأييد لترشيح مبارك الابن، فلن يصدقهم أحد.
والواضح أن الجماعة فى الحزب الوطنى يعتمدون أسلوبا جديدا فى تبادل الرسائل غير المباشرة بين الحرس الحديدى القديم من جهة، وطلائع الفكر الجديد من جهة أخرى.
ورغم أن آلية المفاوضات المباشرة هى السلعة الرائجة التى يتحمس لها النظام المصرى هذه الأيام فيما يخص الصراع العربى ــ الإسرائيلى، فإن المعتمد داخليا هو منهج المفاوضات غير المباشرة، والرسائل مجهولة المصدر، والإشارات الغامضة بقصد اختبار النوايا وقياس ردود الفعل. وعليه فإننا بصدد حلقة معادة ومكررة من مسلسل التوريث وفقا لسيناريو فقير الكلمات لكنه ملىء بالتلميحات والإيماءات يشبه كثيرا فنون البانتوميم، حيث يجرى الدفع بأشخاص أو مجموعات تمارس نوعا من الألعاب النارية، لتلقى بعض المفرقعات الصغيرة محدثة دوائر من الجدل والاشتباك، بينما الأطراف الأساسية تلتزم الصمت.
ومنذ ظهور ما يسمى بـ«الائتلاف الشعبى لدعم جمال مبارك» أو ما يدعى «حملة عاوزينك» ومبارك الابن صامت، لا هو يعلن رفضه لهذه الصيغ المضحكة من القياسات، ولا يؤيدها، وفى مقابل ذلك ينشط معسكر أبى قير من الوزراء والقيادات الفاعلة داخل الحزب الوطنى فى توجيه رسائل مضادة تدور كلها فى إطار أن الحزب لم يقرر بعد إعلان اسم مرشحه للرئاسة، وأن الرئيس مبارك يتمتع بكامل صحته ومن ثم فلا مجال للحديث عن مرشح آخر فى وجوده..
وكان ذلك مضمون ما جاء على لسان الدكتور على الدين هلال، ثم الدكتور مفيد شهاب، وأخيرا الدكتور صفى الدين خربوش، مع ملاحظة أن هناك رابطا آخر يجمع بين أطروحات دكاترة أبى قير وهو قطع الطريق على أى مطالبات بتعديل مواد الدستور الخاصة بقواعد الترشح، فى إشارة إلى الدكتور البرادعى.
وإمعانا فى الاحتفاظ بهذه الحالة الضبابية جاءت تصريحات جمال مبارك فى معسكر إعداد القادة بحلوان حين سئل عن ترشحه لانتخابات الرئاسة والعهدة على موقع «اليوم السابع» فقال نصا «أنا لم أرشح نفسى وحاليا اهتمام الحزب هو انتخابات مجلس الشعب» ولاحظ استخدامه كلمة «لم» والمعنى أنه حتى الآن لم يترشح بما يفتح الباب للترشح مستقبلا، ولو أن جمال استخدم كلمة «لن» لكان أراح الجميع واستراح هو شخصيا من كل هذا الضجيج الأجوف، غير أنه آثر الإبقاء على حالة الريبة والظن والتكهنات التى تخيم على كل شىء فى مصر.
والأرجح أن هذه الحالة ستظل مسيطرة على المناخ السياسى فى البلاد حتى يقرر أحد أن يحترم عقول الجماهير وحقها فى الاطمئنان على مستقبل بلد هم سكانه الأصليون وليسوا مجموعات من النازحين من كوارث الطبيعة ومصائب الحروب فى بلاد أخرى.
| |
|