د. السعيد: الإخوان ليسوا أنبياء وانتقادتهم واجب دينى

منذ اليوم الأول لعرض مسلسل الجماعة للمؤلف وحيد حامد والمخرج محمد ياسين علي التليفزيون وتحولت المواقع الاليكتروينة خاصة موقع الفيس بوك الشهير الي ساحات حرب كلامية وجروبات تهاجم المسلسل وجروبات تنادي بحرية الابداع ورغم أن العمل الفني لايجوز باي حال من الأحوال تقييم جزء منة دون عرضه كاملا الا ان الأحكام صدرت من الاخوان بأشكال تبدو قطعية فالبعض يري أن العمل يكشف الأغراض الحقيقية للجماعة التي تسعي الي السلطة تحت ستار ديني وتستثمر الوازع الديني لدي المواطن المصري بينما يري البعض الآخر ان المسلسل ما هو الا محاولة من وحيد حامد لتشوية صورة الاخوان وفي الوقت الذي يعلو فيه صوت عزت العلايلي في بداية تتر كل حلقة قائلا " الحكومات يابنتي بتصنع الآم الناس والاخوان والاحزاب بيتاجروا بالآم الناس لكن مافيش حد مع الناس فعلا ودة رأيي " وهوما يبدو ملخص فكر وحيد حامد الكاتب وصناع العمل وتوجههم الذي يبدو بعيدا كل البعد عن الانحياز لأحد اومحاولة تشويه للإخوان وفي محاولة من الوطني اليوم لتقييم الحلقات التي مرت علي المسلسل والحرب الكلامية المصاحبة له حتي كتابة هذه السطور كان لنا هذا التحقيق
في البداية رفض الكاتب وحيد حامد التحدث عن مسلسل (الجماعة) حتي يتم عرضة كاملا علي الجمهور حتي تكون لكلماته وردود صداها في قضية يري انة يقدمها من اجل المواطن المصري لا من أجل حكومة اوجماعة وعلي نفس النهج سار المخرج وصناع العمل واتفق معه اغلب النقاد الذين حاولنا عبر الهاتف رصد رأيهم لصدي الحلقات وكانت ردود الكثيرين منهم وعلي رأسهم د حسن عطية ورفيق الصبان بأن تقييم جزء دون الآخر من العمل الفني هو خطيئة وجريمة كبري في حق العمل وصناعة وبالتالي علينا ان نشاهد الحلقات كاملة وبعدها يحق لنا تحليل العمل بل ويحق للآخرين تقديم عمل اخر من وجهة نظر اخري وقراءة اخري .
غير أن اللواء فؤاد علام الذي تولي جهاز أمن الدولة في مرحلة من أهم المراحل التي مرت علي مصر ولة تجربة شخصية وتجربتة مع التحقيق كانت لة وجهة نظر مغايرة للعمل الدرامي اومسلسل الجماعة حيث اكد معلقا علي الانتقادات التي وجهت للعمل من قبل المحظورة قائلا حتي قبل عرض المسلسل ومنذ ان كان مجرد فكرة في رأس المؤلف الجماعة أحست أن الكاتب وحيد حامد يرصد سلبيات الجماعة وحدها غير أني أري أن الحلقات التي تم بثها حتي الآن ترصد سلبيات الجميع حتي النظام والدولة وفي رأيي أن بدء الهجوم علي العمل قبل عرضه كاملا خطأ من الجميع فعلينا أن نرصد الحالة كاملة ويري " علام " انة مما لاشك فية كانت هناك أخطاء من الأمن في فترة من الفترات تخص أسلوب التعامل مع هذه الجماعة المحظورة وهذا ما حاول وحيد حامد الاقتراب منه لان الامن كان يتعامل في السابق بطريقة بوليسية فقط واعتقالات اما الآن فهناك ضبط وتحقيقات وتقديم للمحاكمة لكونها قضية رأي وحول اتخاذ الكاتب منهج النقد لجهاز أمن الدولة في السابق واخطائه اعترف اللواء فؤاد علام انة كانت بالفعل هناك اخطاء وانة اول من بدأ بمنهج الحوار ونادي بة منذ الستينات حتي اتي ثمارة في التسعينات قائلا " اري ان الكاتب كان حياديا في طرح الموضوع وانا علي يقين بأنه سيطرح هذه التطورات في الحلقات القادمة من المسلسل خاصة في الحوار الدائر علي لسان ضابط أمن الدولة وايضا من خلال الحوار الذي يدور بين مرشد الجماعة الذي يجسد دوره سامي مغاوري واحد قيادتها الذي يجسده عبدالعزيز مخيون والذي يكشف حقيقة الإخوان ومحاولات تبرير أعمالهم وفي نهاية حديثه أكد اللواء فؤاد علام علي موافقته التامة علي طرح وحيد حامد وحياديته في رصد أخطاء الدولة منذ ايام حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والتعامل علي انها قضية سياسية وليست رأيا كما هوالحال الان ومن جهة اخري كشفه للمحظورة في حيادية تامة.

علي الجانب الآخر يري الكاتب والمفكر ورئيس حزب التجمع د.رفعت السعيد والذي اتخذ الكاتب وحيد حامد مجموعة من مؤلفاته كمصدر من مصادره في كتابة مسلسل الجماعة: ان الدراما من الممكن ان تكون عبثية لمجرد العبث والتهريج ومن الممكن ان تكون آداة للتثقيف كما في حالة مسلسل الجماعة وشرف لي أن يستعين الكاتب وحيد حامد بكتاباتي وكتابات اخرين كمرجع كتابة لهذا العمل وهذا يدل علي أنة يكتب الحقائق ولايكتب من وحي خيالة اومايعبر عن وجهة نظرة هو وحده ولهذا أري أنه يتسم بالحيادية عكس كتاب كثيرين في الدراما لايقرأون التاريخ ولا يبحثون عن مصادر ما يكتبون عنه ومن الطبيعي ان تغضب المحظورة لمجرد أن يوجة اليها اي انتقاد ونقدها يصبح هجوما عليها من وجهة نظرها ومن يدعي منهم ان كتاب الحكومة هم بالضرورة مهاجمون للجماعة غير صحيح والهجوم عليها ليس شرطا من قبل الحكومة بدليل ان الكتاب المقربين من الحكومة لم يهاجم أحدهم المحظورة التي ارتكبت الاف الأخطاء لمجرد أنهم أفراد جماعة واذا كانوا ماضين في وضع النقد موضع الهجوم فذلك يلخص حالة الجمود التي يودون وضع مصر داخل إطارها وحرمان الوطن من مواكبة التقدم واللحاق بالعصرالحديث ومتطلباته والمشكلة عندهم أنهم يعتقدون بعدم الخطأ اوبالعصمة بمعني انهم معصومون عن الوقوع في الخطأ منذ المرشد الأول حتي المرشد الحالي وهم بشر وليسوا أنبياء فمن الواجب الديني والوطني ان يتم انتقادهم قبل ان تتحول مصر علي أيديهم الي دعوة بعيدة كل البعد عن التقدم فهم ضد المرأة وحقوقها ويعتقدون انه لا ولاية للمرأة في حين ان دولة مثل بنجلاديش وأندونيسيا وهي بلاد يمثل المسلمون فيها 85% من مسلمي العالم تولت رئاستها سيدات وهم يتربصون بفكرة المواطنة وليس ادل علي ذلك من تصويتهم ضد قانون المواطنة في مجلس الشعب وهذا هوالخطر الأكبر في تاريخ المحظورة وهم يؤمنون بان صوت المسلم للمسلم وصوت المسيحي للمسيحي وهم بذلك يدمرون وحدة المجتمع وانتقادهم والكشف عن أخطائهم للجميع واجب ديني ويواصل رفعت السعيد مؤكدا ان المحظورة اول من فرض فكرة الإرهاب المتأسلم الذي يتخذ من الدين ذريعة والمرشد الحالي تلميذ لسيد قطب الذي قام بتكفير الحاكم والمحكوم ولا يجرؤ احد من أعضاء الجماعة علي انتقاد المرشد أوسيد قطب لذلك اؤكد للمرة الثالثة والألف ان انتقاد الاخوان واجب ديني وشدد علي ذلك.