[size=25]أنا الذي قتلتهم - أيضاً - بِصَمْتيَ الجبانْ
قتلتُهم لأنني قبّلتُ كفَّ الطاغيةْ
كانت صلاتي ، نسكي ، محياي في الدنيا ، مماتي
كلها .. كانت بإذن الطاغيةْ !
كنت سجيناً
لا.. لم أكن في واقع الأمر سجيناً
لكنني السجانْ
ما أكذب الصلاة إن صليتها في قبضة الشيطانْ !
ليس اليهود وحدهم من قصفوا وقتّلوا وهدّموا و جرّفوا -
أرض النبوة و السلامْ
أنا الذي شاركت في تحويلها من جنةٍ
إلى خرابٍ ، وحطامٍ ، وركامْ
يجلدني جمالُها الذبيحْ
يلفُني غبارُها
تغرقني دموعُها
و عارُها .. أحسُّه بقلبِ قلبي خنجراً
تعبت ، إني متعب جداً
أريد أن أنام ..
لكنّ من يعاني خنجراً في قلبه .. كيف ينامْ ؟!
أنا لا أنامْ
تسكنني أشباح من كانوا هنا
أشلاؤهم ، دماؤهم ، أنّاتُهم ،
تسكنني حتى العظامْ..
أنا الذي شاركت في إعدامهم
بلا مبالاتي ، بآثامي، بأطنان الكلامْ
رأيت طوفاناً و لكن لم أطع نوحاً ..
و لم أركب مع القوم السفينةْ
رأيت نوراً
غير أني لم أكحل مقلتي بالنورِ
لم أحضنهُ ،
لم ألثم جبينهْ
يا ليتني كنت معهْ
يا ليتني كنت معهْ
يا ليت كل مسلم يخلع عنه خوفهُ
ويرتدي أكفانهُ
ويركب السفينةْ ..!
[/size]