الشيطان يعظ

اللي يحب الدح ما يقولش أح.. واللي يلعب مع قطة مايسلمش من خرابيشها.. واللي يربي تعبان لابد له من قرصة.. لهذا كان ينبغي علي «شطا» أو «نور الشريف» أن يتحمل في صمت تبعات رغبته في إقتحام عالم الفتوات الكبار «الديناري» أو «فريد شوقي» و«الشبلي» أو «عادل أدهم» كما ينبغي علي أي أرنب عاقل أن يتحمل في صمت تبعات إلتهامه حياً إذا ما هو ذهب إلي أحد الأسود طالباً منه فرصة عمل شريفة.. وعندها لن تكون الغلطة غلطة الأسد بقدر ما ستكون غلطة الأرنب.. فكما تحتاج كل غابة إلي أسودها ليحكمونها تحتاج أيضاً إلي أرانبها لتتغذي وتعيش عليها هذه الأسود.. وكما يحتاج كل فيلم إلي طيبينه ليؤكدوا علي مكارم الأخلاق والقيم يحتاج أيضاً إلي أشراره ليحاربوا هؤلاء الطيبين.. وكما يحتاج كل وطن إلي حاكم يحكمه ويطبق قوانينه فإنه يحتاج أيضاً إلي شعب يملأ شوارعه ويتم تطبيق تلك الأحكام عليه.. كل أسد بحاجة إلي أرنب وكل قط بحاجة إلي فأر وكل حاكم بحاجة إلي شعب.. ذلك هو ناموس الحياه والطبيعه الأزلي الذي لا يمكن لأحد تغييره بسهوله.. لهذا كان منطقياً أن تعيد أحداث الفيلم نفسها في النهايه مره أخري ليذهب «سعيد صالح» إلي المعلم «طباع» أو «توفيق الدقن» طالباً منه أن يصبح فتوة ليتعجب المعلم «طباع» وهو يتساءل في جملة الختام الأخرانية في الفيلم..«هو جري إيه للدنيا..الناس كلها بقت فتوات.. أمال مين اللي حينضرب» ؟!