احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: انتبه.. «مبادئ الحزب» ممكن تعورك الأربعاء 8 سبتمبر 2010 - 2:46 | |
| لا أدري ماذا سيكون رأي حضرتك في كاتب هذه السطور عندما تقرأ حالا اعترافي بأنني أنتظر علي أحر من الجمر الانتخابات التشريعية المزورة التي يجريها نظام الرئيس حسني مبارك بانتظام ممل مرة واحدة كل خمس سنوات، وأتمني من كل قلبي أن يتكرر مهرجان التزوير والبلطجة هذا شهرياً إن لم يتيسر إقامته يومياً.
لقد صارحت نفسي من زمن بعيد بحقيقة أن المهرجان المذكور يوفر لعبد الله الفقير متعة نادرة يكاد يكون مستحيلا الحصول علي مثلها من أي مسخرة أخري مهما كانت موهبة المهرجين الذين يصنعونها، وقطعا فإن مساحة هذه الزاوية لاتتسع لكل عناوين وأسماء النمر والفقرات التي يشغي بها هذا المهرجان الصاخب، غير أنه صار علي الأبواب خلاص وبشائره بدأت بالفعل تظهر وتبهجنا، وفي مقبل الأيام ـ إن شاء الله ـ سوف يكون المجال رحباً جداً أمامنا لنتسلي كثيراً ونكركر براحتنا ونموت من الضحك الذي هو أمَّر وأوسخ من البكاء شخصياً.. بس مش مهم!!
ولعل من أقوي البشاير التي سببت حبوري وفجرت ينابيع السرور في نفسي وجعلت ثغري ينفرج وضبي ينفشخ إلي أقصي اتساع ممكن، تلك الأخبار التي راحت تتري وتتوالي وتزين صفحات الصحف منذ مطلع هذا الأسبوع حاملة تفاصيل حوادث «التمهيد النيراني» الافتتاحي للصراع الدموي المعتاد والتنافس الديمقراطي المسلح بين قطعان المرشحين التابعين لحزب الحكومة علي نشل مقاعد البرلمان ونيل الحصانة المانعة من المثول أمام محاكم الجنايات.
لكن الملاحظة التي لفتتني واستقطبت اهتمامي في كل أخبار العمليات الحربية الانتخابية التي اندلعت علي جبهة التزوير حتي الساعة، لم تكن استمرار ظاهرة تصاعد وتيرة العنف وارتفاع مستواه وتطور الأسلحة المستخدمة فيه (من السنج ومطاوي قرن الغزال إلي القنابل الحارقة والمدافع الرشاشة وخلافه) من دورة تزوير لأخري، كما لم يفاجئني أبداً أن الإخوة الصيع المتقاتلين علي الجبهة البرلمانية الموقرة بدأوا الحرب مبكراً ولم ينتظروا إعلان عصابة «القط الأسود» قائمة أسماء السادة سعداء الحظ واسعي الذمة الراكعين من ثقل الأوزار، الذين سيفوزون بفرصة ركوب سيارة الترحيل الحزبي الرسمية المخصصة لنقل الهاربين من النيابة العامة إلي مقاعد النيابة عن الأمة، وإنما الملاحظة التي استوقفتني وفطستني من الضحك حقاً هو أن هؤلاء الصيع تحسبوا لاحتمال أستندال العصابة معاهم (رغم كل ماصرفوه علي المقاطيع أعضاء المجمعات الاستهلاكية الانتخابية الحزبية) وحرمانهم من القعدة الحلوة في «القائمة»، ومن ثم اخترعوا لأنفسهم لقب «مرشح نازل علي مبادئ الحزب الوطني»!!
أخشي أنك فهمت أن ما يضحكني هو نفسه الذي يضحكك الآن، أي حكاية «مبادئ» حزب يشبه «تخشيبة» الترحيل في قسم شرطة الخليفة وإذا بحثت خارجه عن أي نشال كبير شارد فسوف تبدو كالأبله الذي ينقب في عالم الواقع عن الغول والعنقاء والخل الوفي بينما هم مستقرون في عوالم الخيال والأساطير.
إن مايضحكني ياعزيزي ليس نكتة «المبادئ» وإنما فعل «النزول» عليها، وأسأل عن التهور والحماقة اللتين تدفعان رجلا ـ ولو كان صايعا عتيدا وبلطجيا عريقا ـ أن ينزل هكذا، بكل عنفوانه وثقل جسمه فوق مبادئ حزب الحكومة ولا يخشي أن يدخل من هذه «المبادئ» في رجله..أو في أي مكان آخر ؟ | |
|