غم شكوك العديد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من نوايا الكاتب وحيد حامد فى مسلسله التليفزيونى "الجماعة"، الذى عرض فى شهر رمضان على العديد من القنوات الفضائية والأرضية، وتفرغهم للهجوم المسبق على المسلسل والمطالبة بعدم عرضه إلا بعد قراءة السيناريو بالكامل، وأيضا تفرغ مجموعة من شباب جماعة الإخوان لعمل صفحة خاصة على موقع الفيس بوك بعنوان "ضد مسلسل الجماعة" بهدف الهجوم على المسلسل، ورغم كل ذلك إلا أن أغلب المتفائلين لم يتوقعوا أن تحقق الجماعة مكاسب شتى من وراء عرض المسلسل، خصوصا مع النجاح الجماهيرى والنقدى الكبير الذى ناله العمل، وتحقيقه لنسبة مشاهدة كبيرة.
وتأتى فى مقدمة المكاسب التى نالتها جماعة الإخوان المسلمين بعد عرض المسلسل هو معرفة شريحة كبيرة من الجمهور بتفاصيل أكثر عن نشأة جماعة الإخوان المسلمين وأهدافها ومراحل تكوينها، خصوصا تلك الشريحة البسيطة محدودة الثقافة والتى لا تهتم بقراءة الكتب، ولم يتوقف الأمر عن حد المعرفة فقط بل تعاطف الجمهور مع جماعة الإخوان المسلمين والمرشد العام للإخوان المسلمين ومؤسس الجماعة، حسن البنا، ساعد على ذلك الأداء المتقن من الفنان الأردنى إياد نصار فى تجسيد الشخصية والإلمام بجميع تفاصيلها، خصوصا فى إيماءات الوجه وحركات اليد وطريقة نطقه للجمل الحوارية مما يجعل المشاهد يشعر بالفعل أنه أمام شيخ جليل يهتم بأمور الإسلام والمسلمين.
كما أنه مع نجاح المسلسل زاد مؤخرا اهتمام نسبة كبيرة من الشباب بمحاولة البحث أكثر عن كل ما يتعلق بشخصية حسن البنا والبحث على شبكة الإنترنت عن مذكرات البنا والكتب التى تتناول سيرته الذاتية، بل أنه مع اعتراض الإخوان على المسلسل واتهامه لصناعه بتشويه الحقائق، دأب بعض الشباب على محاولة الوصول إلى الحقيقة بأنفسهم من خلال البحث على شبكة الإنترنت وزاد معدل تحميل الكتب التى تتناول تاريخ الإخوان المسلمين.
ونستطيع القول إن جماعة الإخوان المسلمين المحظورة استطاعت الوصول إلى داخل كل بيت مصرى طوال شهر رمضان، بصرف النظر عما يردده قياداتها من محاولات تشويه صورتهم من قبل المسلسل، وتلفيق والكذب فى أحداث تاريخية هامة تتعلق بمقتل النقراشى وقصة السيارة الجيب التى عثرت عليها الشرطة والمحتويات التى كانت بها، واتجاه الجماعة إلى العنف وانفلات زمام الأمور من مؤسسها حسن البنا فى أواخر أيامه وندمه على تأسيس الجماعة، بل إن تلك الحالة الجدلية قد تدفع- حسبما يتوقع البعض- القنوات الفضائية لمناقشة المسلسل فى برامجها المختلفة وهو ما يحتم ظهور قيادات الإخوان للرد على ما يرونه افتراءات من الكاتب وحيد حامد وصناع المسلسل.
ويأتى ضمن قائمة مكاسب الإخوان المسلمين من المسلسل هو تفكيرهم فى إنتاج فيلم سينمائى عن حياة حسن البنا للرد على المسلسل، حيث أعلن أحمد سيف الإسلام نجل مؤسس الجماعة أنه بصدد إنتاج فيلم عن مؤسس التنظيم بدعم فنى من الجماعة للرد على المسلسل، وهو أمر لم يكن يدور فى خلدهم ولم يفكروا يوما على مدار أكثر من 60 عاما فى إنتاج فيلم سينمائى عن البنا، لكن مسلسل "الجماعة" شجعهم على ذلك.
تعاطف الجمهور مع حسن البنا وحالة الاهتمام والجدل التى أثارها المسلسل جاءت كلها فى صالح الإخوان المسلمين، رغم أنهم فى البداية كانوا يطالبون بوقف عرضه بحجه أنه يشوه صورتهم أمام الناس.