طالبت وزارة الصحة المواطنين بالامتناع نهائيا عن تناول الفسيخ خلال أيام عيد الفطر المبارك لما يمثله من خطر داهم على الصحة العامة قد يصل إلى حد الإصابة بالشلل التام أو الوفاة مطالبة المواطنين بسرعة التوجه إلى أقرب مستشفى أو مركز علاج سموم عند ظهور أى أعراض مرضية خلال 24 ساعة من تناول الفسيخ.
أكدت الوزارة أن تكلفة مصل علاج مريض واحد تصل إلى 60 ألف جنيه ثمن جرعة ترياق السم الذى يعادل نسبته فى الدم و الذى قد يحتاج المريض لأكثر من جرعة حيث يتم إعطاء المصاب المصل المضاد للسم بالوريد ليتعادل مع جزئيات السم التى تؤثر على الجهاز الهضمى للإنسان وهو عبارة عن زجاجة "250 مل" وقد يحتاج المصاب لزجاجة أخرى، مشيراً أن عمر المصل المضاد فى الدورة الدموية يتراوح بين 5 و 8 أيام ولزيادة فاعليته ولمنع مضاعفات المرض وسرعة العلاج يؤخذ المصل فى الأيام الأولى للإصابة.
وقال الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة إن أساس مشكلة التسمم الناتج عن أكل الفسيخ يرجع إلى طريقة التحضير والتى غالبا ما تكون غير آمنة من الناحية الصحية، مشيراً إلى أن البعض قد يستخدم الأسماك الطافية على سطح الماء والتى ماتت وتعرضت لأشعة الشمس وبدأت تنتفخ وتتحلل وأصبحت لها رائحة كريهة ثم يضيفون عليها قليلا من الملح ويتم بيعها على أنها فسيخ بعد ثلاثة أو أربعة أيام، مؤكداً أن السموم الموجودة بالفسيخ لا يبطل مفعولها وتأثيرها على الإنسان إلا إذا تعرض الفسيخ لدرجة حرارة 100 درجة مئوية لمدة عشر دقائق مثل القلى فى الزيت.
وأضاف الدكتور نصر السيد مساعد الوزير للشئون الوقائية والرعايه الصحية الأساسية وتنظيم الأسرة، أن 2007 شهد إصابة 49 شخصا بالتسمم الناجم عن تناول الفسيخ توفى منهم 9 وفى 2008 أصيب 26 شخصا توفى منهم 4، وفى 2009 أصيبت 16 حالة توفى منهم حالتان ولم تحدث أى حالات إصابة خلال العام الحالى، مشيرا إلى أنه تم استهلاك مصل مضاد للتسمم الناتج عن أكل الفسيخ بمبلغ يصل إلى مليون جنيه فى العام الماضى.
وأشار مساعد الوزير إلى أن التسمم الممبارى حدث بصورة وبائية فى مصر عام 1991 ، حيث أصاب 90 حالة، توفى منها 18 حالة، وتم إنقاذ باقى المصابين بإعطائهم المصل المضاد.
وفى سياق متصل قال الدكتور عمرو قنديل رئيس الإدارة المركزية للشئون الوقائية، إن الأعراض الأولى للتسمم تظهر بعد وقت يتراوح بين 8 و 12 ساعة من تناول الفسيخ وتكون فى شكل زغللة فى العين وازدواجية فى الرؤية و جفاف بالحلق وصعوبة فى الكلام والبلع وضعف بالعضلات تبدأ بالأكتاف والأطراف العليا وتنتقل إلى باقى الجسم إضافة إلى ضيق بالتنفس وفشل فى وظائف التنفس التى من الممكن أن تؤدى إلى الوفاة.
وقال قنديل إنه يتم إعطاء المصاب المصل المضاد للسم وهو الترياق الوحيد له والمصرح به ويتم حقنه بالوريد ليتعادل مع جزئيات السم التى تؤثر على الجهاز العصبى للإنسان وقد يحتاج المصاب إلى ثلاث زجاجات، لافتاً أن تكلفة المصل لعلاج المريض الواحد تصل إلى 60 ألف جنيه