جاءت الارتفاعات الجنونية لأسعار الذهب التى شهدتها الأسواق خلال الأيام القليلة الماضية والتى تتحكم فيها بصورة أساسية البورصات العالمية لتهدد العديد من التجار بالتوقف التام عن التصنيع واستخدام مخزونهم للتخلص منه، بل تهدد بإغلاق ما يقرب من 8 آلاف ورشة تصنيع بسبب الخسائر التى تتعرض لها.
إيهاب واصف عضو شعبة الذهب والمجوهرات بالغرفة التجارية أكد أن الأيام القادمة ستشهد مزيدا من ارتفاع الأسعار، لافتا أنه للمرة الأولى فى تاريخ الأسعار العالمية والمحلية أن يتخطى سعر الأونصة الحاجز الطبيعى وتصل إلى 1300 دولار خلال اليومين الماضيين، وأوضح واصف أن هناك ركودا كبيرا فى السوق لم يحدث من قبل.
وأرجع واصف أسباب الزيادة إلى ضعف قيمة الدولار مقابل أسعار الين اليابانى، بالإضافة إلى زيادة الطلب على الاستثمار فى المعادن الثمينة وخاصة الذهب والفضة، باعتباره ملاذا آمناً للاستثمار، لافتا إلى أنه من أهم الأسباب التى أدت إلى هذه الزيادة إعلان ألمانيا منذ يومين عن مرورها ببداية تقشف اقتصادى، وهى إحدى الدول الصناعية الكبرى، وأهم الدول المدعمة لليورو، الأمر الذى أدى إلى ضعف قيمته أمام العملات الأخرى.
وأضاف واصف أن تواصل ارتفاع أسعار الذهب محليا أفرز ظواهر عديدة فى مقدمتها زيادة حدة كساد تجارة وصناعة الذهب وانتشار ظاهرة بيع الذهب القديم، وتابع قائلا: إن أعباء صناعة الذهب محليا زادت بنحو 80% وإن حظر التصدير والإصرار على فرض ضريبة المبيعات سيضاعف من عمليات الغش والتهريب، وأشار إلى أن الشهر المقبل سيشهد مواجهة جديدة بين تجار وصناع الذهب ومصلحة الضرائب على المبيعات نتيجة هذه الارتفاعات الكبيرة.
صفوت يعقوب، صاحب أحد ورش صناعة الذهب فى مصر، أكد أن معظم الورش العاملة فى مجال تصنيع المشغولات الذهبية والبالغ عددها نحو 8 آلاف ورشة تعانى حاليا أوضاعاً مالية بالغة الصعوبة اضطرت أكثر من نصفها إلى الإغلاق النهائى نتيجة كساد السوق والمنافسة الحادة من المشغولات المستوردة المصنعة