احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: قصة اليوم:ليلة الستات اعداد احمدشعلان الجمعة 1 أكتوبر 2010 - 15:18 | |
| [img] https://alomah.yoo7.com/[/img] كان اقتراح (حنان) الذي لاقي ترحيبا من أختيها (سمر) و(أمل) أن تكون دعوة الإفطار للنساء داخل البيت أما الرجال فيذهبون مع الحاج (لطفي) زوجها لافتتاح شركته الجديدة وحضور الإفطار الذي يعقبه والذي دعا له عددا من وجهاء المحافظة الساحلية ورجال الأعمال وبعض المشايخ المعروفين الذين تربطهم به علاقة مودة واحترام.
قالت (حنان) لأختيها وبناتهن إنها تفكر أن ترسي ذلك التقليد الذي يتيح لكل واحدة أن تكون علي راحتها خاصة أن كل نساء وفتيات العائلة محجبات ومنتقبات وتنوي أن تجعل (ليلة الستات) مرة كل شهر.
داخل فيلتها الأنيقة انطلقت الفتيات يضحكن ويتهامسن بينما مكثت الأخوات الثلاث داخل المطبخ لإعداد الطعام ، لم تكف ألسنتهن لحظة عن الكلام عن آخر الأخبار وأحوال كل واحدة مع زوجها وأولادها ، ثم زحف حبل الكلام في اتجاه الماضي حين قالت (أمل) هل تذكرن التساؤل القديم (لمن يبتسم القمر ؟)
قالت (سمر) : كانت ليلة قمرية جميلة عندما عدنا من فرح ابنة خالتنا واستلقينا نحن الثلاثة علي سطح بيت أبينا الريفي ، امتلأ قلبي بالشجن الذي سكبه سحر وجمال الريف وكان القمر ساطعا حتى شعرت أنه يبتسم لي ، وتمنيت وقتها أن أتزوج من يحبني حبا عنيفا حتى أمنحه ما ادخرته في قلبي.
ردت (أمل) : وظل (حسين) زوجك يفعل المستحيل حتى وافق عليه والدك وما زال حبه لك مضرب الأمثال ، وتحققت أمنيتك.
قالت سمر : نعم أكثر مما يجب ، في البداية كنت سعيدة ولكني اختنقت بحصاره لي وغيرته العمياء حتى من أولاده ، هذه الحقيقة المرة اتضحت تدريجيا وأنا أكتشف كهوف روحه وممراتها المعتمة ،وهكذا تمت عزلتنا الاختيارية ، آه ظلمت نفسي عندما تمنيت طوفان المشاعر الذي أغرقني ، وبالتأكيد لم يكن القمر يبتسم لي.
قالت (حنان) نظراتك تقول أنه يبتسم لي أنا ، كنت فخورة بجمالي الذي بهر زوجي ، ولكنه علي مدار السنين وجد من هن أجمل واكتشفت أن سباق الجمال خاسر ، كنت أحارب لإيقاف قطار العمر وألهث دائما خلف وسائل الزينة وكلما هدأت نفسي قليلا اكتشفت زيجة جديدة أو حبا وليدا في حياته ، لم أكن أتجسس أو أتنصت ولكني زوجته والأدلة تتساقط أمامي بغير جهد ، من تذكرة طيران في جيب جاكت سوف أرسله للتنظيف إلي مكالمة ساخنة أسمعها وهو يحسبني نائمة إلي هدية تعجل الجواهرجي لإرسالها لي باعتباري زوجة الحاج وهي ليست لي بدليل الاسم المنقوش بالذهب والكارت المصاحب لها ، وهكذا ألقيت تاج الجمال في الأرض ولم يعد يسعدني لقب الجميلة.
قالت(أمل): أما أنا فقد تمنيت إنجاب الذكور ، لإحساسي بحزن أبي لأنه لم ينجب سوانا ، وقد رزقني الله الذكور فعلا ، وفعلت من أجلهم المستحيل ولكني لم أستطع دفع المرض عن أحبهم لقلبي الذي أدمي قلبي ، ولم أهنأ بنجاح الكبير الذي أخذته الغربة وتمر السنوات على مكالمة تليفونية بيننا وكلما جاء في زيارات خاطفة أشعر أنني لم أعد أعرفه ، حتى الصغير الذي مازال معي له عالمه الخاص الذي كثيرا ما يخيفني وأفشل في حل شفراته ، نزفت روحي وراءهم حبا وخوفا ودعاء وقلقا.
فجأة وقبيل الإفطار دخلت إحدى البنات صارخة (الحقي يا ماما ، حريق ضخم في المبني المجاور لشركة أبي ، الخبر في التلفزيون).
ــ ـ ـ ـ ـ
ساعات عصيبة مرت ولم تستطع واحدة من الأخوات الاتصال والاطمئنان على زوجها أو أبنائها ، كل التليفونات لا ترد ، أفطر الجميع علي شربة ماء وترك الطعام كما هو في أوعيته في المطبخ ، كان الدعاء والصلاة والابتهال والتذلل لله والرجاء وتلاوة الآيات القرآنية والأذكار هي قطرات الرحمة والسكينة التي نزلت علي القلوب الرقيقة الملتاعة ، لم يخلُ تيار القلق واللهفة من ظلال الإحساس بالذنب وسمعت كل منهن أختها تدعو بحرارة لزوجها الذي لا تحتمل الحياة بدونه ولا يهمها في الدنيا سواه ، (سامحني يا رب أنا أحبه وأحتاجه) (يا رب اغفر لي زلات اللسان ولا تعاقبني بذنبي وأعده لي سالما) (يا رب لا حياة لي بغير زوجي وأبنائي).
جاء فرج الله عبر تليفون أحد الأبناء الذي قال : هذا الحريق في المنطقة الشرقية ونحن في المنطقة الغربية ثم إنه كان منذ يومين ، لا أحد يرد علي التليفون بسبب الدوشة والانشغال في الإفطار ثم صلاة القيام ، أبي وأزواج خالتي يفخرن بزوجاتهن ويشدن بهن ولذلك اتصلت بك يا أمي اخطبي لي ابنة خالتي.
| |
|
مشمشة
عدد الرسائل : 0 العمر : 44 تاريخ التسجيل : 09/07/2010
| موضوع: رد: قصة اليوم:ليلة الستات اعداد احمدشعلان الجمعة 1 أكتوبر 2010 - 21:54 | |
| | |
|