احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: قصة العدد: ثلاثة وجوه للحب تأليف/ احمد شعلان الأحد 3 أكتوبر 2010 - 15:52 | |
| [img] https://alomah.yoo7.com/[/img] [size=24] سمعت نقطة ميه جوه المحيط بتقول لنقطة ما تنزليش في الغويط أخاف عليك م الغرق .. قلت أنا ده اللي يخاف م الوعد يبقي عبيط عجبي الوجه الأول انتبهت من نومي بسبب حلم مزعج ، استعذت بالله وما زالت أضغاث الحلم بين جفوني ، أتلفت حولي لطرد بقاياه وبث الطمأنينة في قلبي ، هاهو زوجي مستغرقا بجواري في نومه وهذه حجرة نومي التي أحفظ كل شبر فيها ،الستائر ولون الجدران والفراش كلها تتراوح بين الأخضر والذهبي ألواني المفضلة ، أنا لست من هواة التغيير ولا أفرط بسهولة فيما تعودت ، لذلك لم أغير حجرتي ولم أبدل حتى أماكن قطع الأثاث والصور ، استمتع بمشاعر الألفة وعيناي تمسح جدران وستائر الغرفة البسيطة التي تنتمي لي وأنتمي لها ، أنهض من فراشي لأشرب بعض الماء وأحرك قدماي ، أتحرك بحذر شديد حتى لا أزعج زوجي ، وأفكر في أحلامنا معا ، تصغر الأحلام بتقدم العمر ، ونحن في بداية الطريق كانت أحلامنا عظيمة هائلة وخيالية ، كنا نريد تغيير العالم ، محاربة الفقر والظلم ونشر السلام والوئام بين البشر ، كنا نعتقد أن من سبقونا كانت تنقصهم مثاليتنا وإخلاصنا ، تصغر الأحلام وتنكمش تحت مطرقة الواقع وتقل الحركة مع قيد المسئولية والأعباء ، علي بوابة الحياة ترتدي لك الدنيا ملابسها المزركشة وتضع مساحيق التجميل علي وجهها شيئا فشيئا ترى حقيقتها المجردة والمختلفة ، اليوم تنحصر أحلامي بين جدران بيتي ، أن يوفق الله زوجي في عمله ويرزق أبناءنا النجاح والتوفيق في حياتهم الخاصة والعامة و ...، عدت للفراش ولدهشتي وجدت امرأة لا أعرفها تنام مكاني ، أضأت النور لأتأكد فاستيقظ زوجي ونظر لي ببرود متعمد وهو يقول بحروف يؤكدها بحرارة من يريد فرض الأمر الواقع (هذه زوجتي ..... الثانية) عقدت المفاجأة لساني فاستكمل هو حديثة (في الفراش مكان لك أيضا ، أقول لك نامي تحت الرجلين وأرجوك لا داعي للشوشرة والإزعاج نريد أن نكمل نومنا تصبحي علي خير) وأدار لي ظهره !!! الوجه الثاني أنا لم أقصر في حقها يوما ولا في حق بيتي وأولادي ، كما أنني استخدمت حقي الشرعي في الزواج بامرأة أخرى قبلت أن تأخذ مساحة أقل من حقها حتى لا تؤثر علي استقرار أسرتي ، فلماذا تريد أم أولادي أن تثير ضجة مفتعلة وتسيء لي بالحق والباطل ولماذا لا ترضى بما رضيت به من كن خيرا منها أمهات المؤمنين وزوجات الصحابة ، من حقها المطالبة بالعدل والنفقة وتشهد هي قبل غيرها أنني حريص على ذلك ، لماذا تنهار وتهول الأمور وكأنني خائن ولص وعدو مبين ، لا يعني زواجي بأخرى أنني لا أحبها فهي أساس حياتي وأم أولادي وشريكة الكفاح وهي من أقرب الناس لقلبي وأتألم وأعاني وأشعر بالذنب حين أراها حزينة منهارة ملتاعة بهذا الشكل. أما الأخرى فهي إنسانة فاضلة جمعتني بها ظروف قربت المسافات بيننا كانت تحتاج رفيق حياة بعد زيجة فاشلة تعذبت بها وكنت أيضا أحتاجها ، لماذا أحتاجها ؟ سؤال بلا إجابة عذبت زوجتي نفسها وعذبتني به ، الدنيا لا تتغير كما تعتقد زوجتي بل نحن من يصيبه التغيير ، التغيير ليس سيئا بل هو سنة الحياة ، حبي لزوجتي الأولي لا يضاهيه حب أما الثانية فهي جزء من قدري ونصيبي ، امرأة التقيتها وحدث بيننا تجاذب لا يقاوم وكأنني عثرت علي ضالتي ، منذ اللحظة الأولي و أنا أعلم أنها وعدي ونصيبي ، زوجتي أم أولادي لا تفهم نفسية الرجل ورغبته المعقدة العارمة في التعدد ، ربما ليشعر بالشباب بالمغامرة بالقدرة على العطاء باكتشاف عالم جديد وربما لأسباب أخري المهم أن ضميري مرتاح فلم أخالف شرعا ولا دينا. الوجه الثالث من يحب أن يعرفني أو يسمع صوتي ؟ لا أحد. كنت مدانة وأنا مطلقة رغم ما تحملته من معاناة لا تطاق حتى لا أحمل شهادة الفشل الاجتماعي وأيضا حرصا علي مصلحة طفلي الوحيد ، ولكن ما شاء الله كان ، بعد الطلاق طالت سنوات العذاب والوحدة والتربص و ... والطمع في باعتباري فريسة سهلة ، حتى قابلت زوجي الحالي ومعه شعرت بأنني أخرج للحياة من قبر وحدتي وأتنفس عبير الحرية والكرامة وإعادة الاعتبار ، لم يكن وسيما أو غنيا أو مبهرا ولكن نفسي سكنت إليه وكأنني أعرفه منذ ولدت ومنذ وعيت الحياة ، صوته يبث الطمأنينة داخلي ووجوده معناه أنني أتنفس وأحيا ، اتفقنا علي مساحة محدودة نتشارك فيها الحياة ، فلكل منا حياته الخاصة ومشاغلة ، كنت حريصة جدا على زوجته الأولي وأسرته فربما وجودهم في حياته هو سبب نجاح زواجي به ، فلا يمكنني المعايشة الكاملة معه بسبب عنايتي بابني ووالدتي المسنة وعملي الذي أحبه وأتمسك به ، ولكنها منذ عرفت تثير المشاكل وبدأت أخاف أن تنهار حياتي للمرة الثانية رغم ما قدمت فيها من تنازلات وأصبح مدانة بالعديد من الجرائم التي لم أتعمدها ولم تخطر لي ببال ، يتهمونني بأنني خاطفة للرجال وخاربة للبيوت العامرة ومعتدية علي امرأة أخرى دخلت حياة زوجها لأدمر المعبد على رأس الجميع ، والله أنا لست كذلك ليت هناك من يحاول فهم وضعي والتماس العذر لي ، أنا إنسانة أبحث عن موضع قدم لي في الحياة واتبع الطريق الشرعي ولا أقبل بغيره ، لا أريد أن يتأذى أحد بسببي وتعبت من وضعي في موقف الاتهام مع تحيات :احمد شعلان | |
|