وصف الدكتور محمد البرادعي- الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية - من قام بنشر صور نجلته علي الفيس بوك بأنه لا يتحلي بالأخلاق، مستنكراً ذلك الفعل، واعتبر البرادعي خلال حواره لقناة «الجزيرة» مع الإعلامي محمد كريشان تدخل المؤسسة الأمنية في اختيار مرشح الرئاسة، أو ضرورة حصول مرشحي الرئاسة علي تأييد أمريكي أو إسرائيلي، إهانة كبيرة للشعب المصري..
ورفض البرادعي التعليق علي نشر صور ابنته ليلي علي الفيس بوك بعد تغيير بعض بياناتها لاستخدام ذلك في الإساءة له، وقال «لا أستطيع أن أنحدر لهذا المستوي من التدهور الأخلاقي، لأن الناس اللي عملوا كده ماعندهمش أخلاق».
ونفي البرادعي أن تكون المؤسسة الأمنية هي التي تأتي برئيس مصر، ردا علي سؤال حول جدوي تحركه اعتماداً علي الشعب في الوقت الذي تحسم فيه المؤسسة الأمنية أمر الرئيس القادم لمصر، وقال إنه يراهن علي الشعب المصري خاصة علي شريحة الشباب، حيث إن هناك 300 ألف شاب ليست لديهم أي أجندة خارجية أيدوا مطالب التغيير، وبكسر حاجز الخوف يمكن أن يصل هذا الرقم إلي 3 أو 5 ملايين، علي طريقة كرة الجليد التي تتعاظم كلما تحركت.
وأكد أن الحديث عن أن المؤسسة الأمنية هي من يقرر مصير مصر إهانة لمصر التي ينبغي أن تكون دولة مدنية ديمقراطية يقرر فيها الشعب ما يريد، ويؤيد من يرغب في تأييده. وأضاف: «المؤسسة الأمنية جزء من الشعب المصري، وتعاني مما يعانيه المصريون، ولا أعتقد أنها ستقف ضد رغبة الشعب المصري». وتابع «هي لا تختار الرئيس؛ وإنما لابد لأي رئيس يأتي أن يحصل علي موافقتها».
وقال: «لا يعنيني إطلاقاً من سيكون الرئيس القادم، لكن ما يعنيني أن يأتي عبر انتخابات حرة ونزيهة، ولا أتكلم فقط عن انتخابات الرئاسة، لكنني أتطلع لبرلمان حر ومستقل، وسلطة قضائية مستقلة، وكل هذه أشياء غير موجودة في الوقت الحالي».
واعتبر البرادعي سؤال محمد كريشان له حول تفسير زيارة جمال مبارك الأخيرة لواشنطن بأنها محاولة للحصول علي اعتماد الولايات المتحدة له لرئاسة مصر بأنه أكبر إهانة توجه للشعب المصري، وقال إن الرئيس يجب أن يكون منتخباً من الشعب المصري، وإن الشعب هو من يحدد من يحكمه، وكيف يحكمه.
وأوضح: «لا أعرف إن كان مبارك سيترشح لفترة رئاسة جديدة أم لا»، وأضاف «لكن الرئيس - أطال الله عمره- يبلغ من العمر 84 عاماً، وأمضي في الحكم 30 عاماً، وأعتقد أن أي نظام في العالم يقوم علي الديمقراطية لابد له من ضخ دم جديد وأسلوب جديد».
وأكد «آمل أن نري قيادة جديدة وأسلوباً جديداً ونظاماً جديداً في الحكم، لأن مصر ستحدد مصير العالم العربي سلباً أو إيجاباً، وإذا سارت في طريق الحرية والعدالة والوسطية سيستجيب لها العالم العربي، وسنستعيد موقعنا الذي فقدناه».
وتحدث البرادعي عن مستقبل مصر، وطالب بأن تمر بفترة انتقالية تعاد فيها صياغه دستور جديد يقوم علي الحرية، ويضع الشعب الفقير علي رأس أولوياته، ليصبح كل مصري قادراً علي القراءة والكتابة، وقادراً علي أن يعيش في حرية. وقال «يجب أن نمر بفترة انتقالية مرة أخري نحقق فيها السلام الاجتماعي الذي فقدناه، ويجب أن يحصل كل مواطن علي حقوقه دون النظر إلي دينه أو عرقه أو عقيدته».
ورداً علي سؤال حول وصف البعض اقترابه من جماعة الإخوان المسلمين وانسجامه معها بـ«الانتهازية» أكد البرادعي أنه ينسجم مع كل مصري يري أن مصر في حاجة لإصلاح سياسي واقتصادي. وأضاف: «الإخوان المسلمون أيدوا مطالب التغيير، وأكدوا أنهم يؤيدون قيام دولة مدنية، وليس دولة دينية كما يشاع عنهم».
وقال البرادعي «أنا والإخوان كنا صرحاء جداً مع بعضنا، فأنا علي خلاف فكري تام معهم، لكننا نتفق علي أننا جزء من هذا الشعب، وأن هذا الشعب يجب أن يعيش في ديمقراطية حقيقية، فضلا عن أن الاتهامات التي وجهت لي لم تتوقف عند مجرد التحالف مع الإخوان فقط، بل إنني اتهمت أيضا بأنني علماني وعميل أمريكي؛ لأنني أجريت حواراً مع موقع قبطي، وأيدت أن تتولي امرأة قبطية رئاسة مصر».