احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: اوباما واللغم اليهودي الإثنين 18 أكتوبر 2010 - 15:39 | |
| بنبرة من الشماتة التي لا تخفى على أحد علم الاسبوع الماضي بأنه في اللقاء مع أعضاء كونغرس يهود اعترف الرئيس باراك اوباما بأنه "داس على بضعة ألغام في خطواته الاولى في الشرق الاوسط". وخرج الوفد مطمئنا من البيت الابيض. من السليم أن يحذر رئيس أصيب بالألغام من القصف. يبدو أن ادارة اوباما فهمت بأنها لن تنجح في المكان الذي فشلت فيه سابقتها. واذا كان السلام مع العرب على أي حال لن يخرج من مبادرتها فلماذا تدخل في نزاع مع اليهود؟ عندما يهدد الجمهوريون بأن يحتلوا بعد ستة أشهر مجلس النواب فلا بأس اذا ما استمر الاحتلال الاسرائيلي لـ 43 سنة أخرى.
مساعي المغازلة من جانب أوباما للنشطاء السياسيين اليهود تذكر بحجيج النشطاء العلمانيين عندنا الى الحاخام عوفاديا يوسف. اللقاء مع أعضاء الكونغرس سبقته دعوة ايلي فيزل لتناول الطعام على طاولة الرئيس، بعد أن دعا الحائز على جائزة نوبل للسلام الادارة الى اخراج القدس من المفاوضات؛ اثنان من كبار رجالات مجلس الامن القومي في البيت الابيض ارسلا لتهدئة روع زعماء العصبة ضد التشهير؛ رئيس طاقم البيت الابيض رام عمانويل، أجرى محادثة ودية مع مجموعات من الحاخامين القلقين. كلهم يعودون الى الديار وهم راضون؛ فقد وعدوا بأن اوباما لن يضغط على حكومة نتنياهو لاعادة المناطق. وبكلمات بسيطة اذا كنتم لا تريدون السلام فلا حاجة.
يمكن لتراجع أوباما عن رؤياه للسلام ("القدس محمية وتشكل وطنا خالدا لليهود، المسيحيين والمسلمين... حان الوقت لأن تتوقف أعمال الاستيطان... الأزمة في غزة لا تخدم أمن اسرائيل"، القاهرة 5/6/2009) ان يفتح جيوب حفنة من المتبرعين اليهود لحزبه. ولكن ليس مؤكدا على الاطلاق بأن سياسة "الاعمال كالمعتاد" حيال حكومة اليمين في اسرائيل سترفع نجم اوباما في اوساط جمهور المقترعين اليهود. فالاغلبية العظمى غير معنيين بأصل نوابهم الى الكونغرس. قلة يعرفون أسماء أعضاء مجموعة اليهود الذين شغلتهم هي معتقدهم، ممن يغازلهم اوباما ورجاله. في ظل هروبه من حقل الالغام الشرق اوسطي، داس الرئيس الامريكي على لغم من انتاج محلي. فهو لم يعط رأيه بالوهن المتزايد للعلاقة بين الطائفة اليهودية في الولايات المتحدة وبين الطائفة اليهودية في اسرائيل. الاغلبية الساحقة (78 في المئة) من اليهود أعطوا أصواتهم الى أوباما والمرشحين الديمقراطيين الى الكونغرس. بيتر باينرت، ابن عائلة يهودية ارثوذوكسية يصف في مقالة نشرها في العدد الاخير من "نيويورك رفيو اوف بوكس" الاغتراب المتزايد لاولئك اليهود عن الفكرة الصهيونية. وبالاساس الشباب بينهم. المحاضر النيويوركي للعلوم السياسية كتب يقول انه "اقل فأقل بين الليبراليين اليهود هم صهاينة، وأقل فأقل من الصهاينة اليهود هم ليبراليون". ويروي باينرت، أنه في العام 2008، رفض مجلس الطلاب اليهود في جامعة برنديز (نحو نصف طلابها ومعظم متبرعيها يهود) بأغلبية الاصوات اقتراحا لاحياء يوم الاستقلال الـ 60 لدولة اسرائيل.
المعسكر اليهودي لاوباما لا يشتري رسالة شمشون المسكين التي يبيعها اليمين الاسرائيلي بنجاح في السوق المحلية. الطالب اليهودي في برنستون يشعر بتقارب أكبر مع جاره المسلم في مقعد الدراسة مما مع ايفي ايتام، مبعوث الاعلام من جانب نتنياهو الى الحرم الجامعي في الولايات المتحدة، والذي يدعو الى طرد النواب العرب من الكنيست. المحامية اليهودية من لوس انجلوس لا تفهم بأي عدل يلقى في اسرائيل بعائلة فلسطينية، من لاجئي القطمون، من منزلها في الشيخ جراح، ويدخلون الى هناك مستوطنون من اليمين المتطرف. المحاضر اليهودي من بوسطن يجد صعوبة في أن يشرح لابنائه لماذا منع الاسرائيليون زميله، البروفسور نوعام تشومسكي، من اطلاق كلمته في جامعة بيرزيت.
لسوء الحظ، فان لغم اوباما هو قنبلتنا؛ يهود امريكا اصبحوا على مدى السنين إحدى الذخائر الاستراتيجية الاهم للحركة الصهيونية. صلة الطائفة القوية هذه بالوطن التاريخي وتأثيرها على مراكز القوى في الولايات المتحدة هي من الحجارة الاساسية لقوة الردع الاسرائيلي. المس الذي تقوم به حكومة نتنياهو بنواة التأييد اليهودية في امريكا سيىء بقدر لا يقل عن التهديد النووي الايراني.
| |
|