ريس لقطة اتصل بـ0172394692".. لافتة على حائط بمنطقة شبرا لفتت نظر الكثيرين، الذين وقفوا أمامها ما بين الاندهاش والتساؤل، ومن بينهم زميلنا على حسان.. رانيا فزاع الصحفية بالجريدة قررت التذرع بتحرير موضوع صحفى حول حقيقة هذا الإعلان، واتصلت بالرقم لعلها تقع على عريس لقطة بجد.
رانيا وعلى، الذى قام بدور شقيقها، خاضا تجربة عملية فى البحث عن العريس اللقطة، كشفا خلالها عن العديد من المفاجآت.. المغامرة بدأت برد شخص أربعينى على المكالمة، قال إن اسمه الشيخ محمد ودار الحوار التالى:
رانيا: أنا باتصل بخصوص الإعلان.
الشيخ محمد: أيوه عندك كام سنة
رانيا: 23 سنة هو العريس لقطة؟
الشيخ محمد: أيوه هو لقطة بعقل.. دا لقطة أوى
رانيا: طيب هو فين
الشيخ محمد: بس قوللى على المواصفات اللى أنتى عايزاها.
رانيا: مش فارقة.
الشيخ محمد بارتياح: أيوه كده يا بنتى أحسن حاجة إنك ما تتشرطيش ضل راجل ولا ضل حيطة، أنتى قولتلى عندك 23 سنة حتعقدى لحد أمتى من غير جواز؟".
رانيا: عاوز أتعاب
الشيخ محمد: أنا عايز تحويل رصيد خمسة جنيه ثمن المكالمات اللى حتكلمها أنا والعريس.
رانيا: لو على خمسه جنيه مش مشكلة.
الشيخ محمد: إدينى نص ساعة وحا جيب لك عريس.
بعد نصف ساعة أعادت رانيا الاتصال مرة أخرى، فرد الشيخ محمد قائلاً: لقيت لك عريس لقطة.
رانيا: بالسرعة دى.. مواصفاته إيه؟
الشيخ محمد: إحنا قلنا إيه؟.. ضل راجل ولا ضل حيطة.. الرجل ما يعبيوش غير جيبه ومش أنتى قولتلى أى حاجة دلوقتى بقى حتتشرطى.
أعطى الشيخ محمد التليفون لامرأة عشرينية، قال إنها أخت العريس، والتى ارتبكت أثناء الحوار وقطعت المكالمة، بعدها أعاد الشيخ محمد الاتصال وحدد مكان اللقاء أحد المساجد فى شبرا ونصح العروسة باصطحاب أحد أقاربها معها.
وصلت رانيا بصحبة زميلها على، الذى قام بدور شقيقها إلى المكان المحدد وقاما بتحويل 5 جنيهات رصيد لمحمول الشيخ محمد.. بعدها اتصل الشيخ محمد وغير مكان اللقاء من المسجد إلى مستشفى فى نفس المنطقة واعتذر عن الحضور بحجة المرض وبعد الإلحاح عليه للحضور، قال "كفاية إنى اتصل بالعريس ويقابل العروسة".
وأثناء انتظار رانيا وعلى داخل استقبال المستشفى، كما قال لهما الشيخ محمد، حضرت إليهما عاملة وأخبرتهما بأنه لا يوجد هنا شخص بهذا الاسم، وأنه ممنوع المقابلات فى المستشفى، وطلبت منهما الانتظار خارج المبنى.
وخارج المستشفى التقت بهما منتقبة عشرينية وأخبرتهما بأن اسمها سمر وتدرس فى السنة الثانية بمعهد الخدمة الاجتماعية وتعمل مع الشيخ محمد فى توفيق راغبى الزواج عن طريق مكالمات الموبايل دون أى مقابل سوى الرصيد، الذى يتم تحويله للاتصال بالعرسان، وأكدت أنها اتخطبت بواسطة الشيخ محمد "اللى سره باتع".
وعندما زادت أسئلة رانيا، سألتها المنتقبة "هو أنتى من المباحث؟".. وبعد أن اطمأنت لها بدأت تنصحها بالانتقاب والالتزام أمام الله واختيار العريس من المتدينين بصرف النظر عن ماله أو جماله.. وقالت لهما إنها من عائلة متوسطة ووالدها ووالدتها موظفان ويعملان جمعياً فى مجال إتاحة فرص الزواج للمسلمين.
وبعد دقائق تقابلت رانيا وعلى مع العريس، الذى قال "اسمى أحمد محمد مصطفى وأعمل أخصائى اجتماعى وعمرى 37 عاماً وأسرتى مكونة من 8 أفراد، وأنا أصغر إخواتى".. وقال إن لديه شقة مكونة من غرفتين فى منطقة شبرا الخيمة ومرتبه 600 جنيه فى الشهر، بالإضافة إلى أنه مترجم فى أحد المراكز الوهمية، وكشف الحوار معه أنه معتاد على مقابلة راغبات الزواج.
وعندما سأله على عن سبب تأخره فى الزواج حتى هذا العمر، قال سبب التأخر هو انشغالى فى الماجستير والدكتوراه مع مرتبة الشرف الأولى وحصولى على المركز الأول على مستوى الجامعة، والمركز الثانى على مستوى الجمهورية، وقال إن الواسطة لعبت دورها فى إبعاده عن العمل فى مجال التدريس فى الجامعة، ورفض إعطاءهما أى إثبات لكلامه أو شهادته، إلا أثناء الزيارة الرسمية فى منزل الزوجة، وانتهت المقابلات دون مقابلة الشيخ محمد.
لم تتوقف المقابلة على هذا، فبعد ذلك بيومين عاودت رانيا الاتصال بالرجل لتخبره عن موافقتها وعن استعدادها لارتداء النقاب إذا لزم الأمر، ولكن الشيخ محمد أكد لها أن النقاب ليس بشرط، وأنه كان يبحث لها عن عريس أفضل، لكن الحالة اليومين دول، وعلى حد قوله، "ناشفة"، وكل العرسان الموجودين إما مطلقين أو أرامل، ثم طلب منها أتعاب أخرى لإتمام الزواج لم يحدد قيمتها، وأكد لها أن هذه الأتعاب تذهب لبناء أحد المساجد فى شبرا، كما أصر على مقابلة رانيا مرة أخرى، ولكن بدون على وبالغ فى إصراره على حضورها منفردة، وانتهت المكالمة على ذلك بعد أن أكد لها الشيخ أنه فى حالة عدم حضورها من الممكن أن يتقابل معها العريس فى منزلها.
اللواء فؤاد حبشى المدير الأسبق لمباحث العاصمة، يرى أن الأحداث التى مر بها رانيا وعلى تؤكد أن هناك شبهات وراء المجموعة التى تقابلا معها، ويقول "امتداد هذا السيناريو قد ينتهى بجريمة سرقة أو آداب، وربما يكون أسلوباً من أساليب الاستقطاب السياسى لجماعات أصولية وإن كنت أستبعد هذا، ويدلل على كلامه بأن العادات الاجتماعية فى مصر لا تسمح بمثل هذه الأساليب، كما أن طرق الزواج لدى المصريين لها قواعد فرضها المجتمع والقانون، مثل الخاطبة ومكاتب التزويج وغيرها، ويضيف قائلاً "ما حدث فى هذه المغامرة هو بالتأكيد مخطط لجريمة ما".