احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: حبيب للامة : لو قاطع الإخوان الانتخابات لزادت شعبيتهم..و 10 سنوات ونصل للحكم الثلاثاء 2 نوفمبر 2010 - 0:31 | |
| الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين السابق محمد مهدي عاكف، ليس مجرد قيادة رفيعة المستوى في الجماعة الأكثر إثارة للجدل في الشارع السياسي، لكنه ظاهرة تستحق الدراسة فالرجل الذي حظى بثقة القطاع الأوسع في التشكيلات الإخوانية وكوادرها ورأى فيه شباب الإخوان أملا في إصلاح أحوال الجماعة.. جاء إقصاؤه بعنف من المشهد الاخواني، ليسلط الضوء على الجوانب الخفية أو الخلافات والانشقاقات المسكوت عنها في صفوف الإخوان وبالأخص بين قياداتها. ذهبنا إلى د.محمد حبيب، سألناه عن خلافاته مع قيادات الجماعة، وموقفه من دخول الجماعة للانتخابات، وحقيقة الانقسامات الداخلية، وحملت إجاباته مفاجآت عدة، وإليكم نص الحوار.. ما حقيقة الانقسام الموجود بين جماعة الاخوان المسلمين، خاصة ما بين القيادات والشباب؟ دعنا نقول أنه ليس انقسام بقدر ما هو اختلاف وتنوع في الافكار، ولاشك أن ثورة الاتصالات والسماوات المفتوحة فتحت آفاق ضخمة أمام شباب الجماعة، لكونهم يتعاملون مع ثورة المعلومات بشكل أكثر انفتاحاً واستيعاباً من الأجيال القديمة، وهذا الاختلاف أدى إلى تغيير طريقة تفكيرهم ونظرتهم إلى الأمور، من هنا نشأ الاختلاف وتنوع الأفكار، لكن في نهاية الأمر لابد أن يكون هناك شورى وحوار. ** لكن ألا تعتقد أن هذا الاختلاف كما تصفه، يمكن أن يكون شرارة لانقلاب داخل الجماعة؟ إذا كانت قيادة الجماعة على وعي وفهم لتحتوى هذا الانقسام، لا أتصور أن يحدث أي انقلاب أو أي تصدع، لكن قد تكون هناك قيادات، سواء عليا أو وسطى ليس عندها قدرة الاستيعاب والإقناع، فنحن أمام مثال حي وهو الحاج عباس السيسي في الإسكندرية، والذي لعب دوراً في استيعاب شباب الجماعة الإسلامية، ولو تولى شخص غيره دفة التعامل مع الأمور لسارت في اتجاه آخر. ** قلت ''لو كانت قيادة الجماعة على وعي''، هل تعتقد أن القيادة الجديدة ليست على وعي كافٍ لاحتواء هذه المشاكل؟ هذه قضية تحتاج إلى تقييم على كافة المستويات، على مستوى المرشد، مكتب الإرشاد، مع الأخذ في الاعتبار السياق الذي تعمل فيه الجماعة والمناخ السياسي الرديء والضاغط، فالمسألة أعمق وأكثر تشابكاً، لأنه من الممكن أن يكون هناك قرار موفق، وآخر غير موفق، لكن الأهم من ذلك أنه ليس كل ما هو ظاهر على السطح نأخذ به، وبالنسبة لمشاكل الاختلاف فلابد من معرفة أن الشباب مُطلع، يتعامل مع الإنترنت والأفكار، وعلي قيادة الجماعة أن تسبق هؤلاء الشباب، وأن يكون لديها رؤية شاملة وقدرة كبيرة في احتواء المشاكل. ** كيف تقيم تطبيق الجماعة لمبادئ الديمقراطية؟ مسألة ممارسة الديمقراطية داخل الجماعة، لابد أن تُقيم في حدود المُناخ السياسي، فبالتأكيد حال الجماعة اليوم ليس كحالها منذ 10 سنين، خاصة وأن آخر اجتماع لمجلس شورى الجماعة كان في 13 يناير سنة 1995، وحتى الآن لم يجتمع المجلس، لأنه لو حدث اجتماع سيقبض على الناس، فاجتماع مجلس الشورى سنة 95 ترتب عليه الحملة الأولى للاعتقالات في 22 يناير، ثم حملة الاعتقالات الثانية أيام 19،18،17 يوليو، ثم حملة الاعتقالات الثالثة في 9 أكتوبر من نفس العام، وهذه الاعتقالات شكلت بعد ذلك قضية أحيلت إلى المحكمة العسكرية. ** لكن الديمقراطية أو ''الشورى'' من الثوابت التي قامت عليها الجماعة، فهل الجماعة حاليا تعمل بدون أحد ثوابتها الأساسية؟ أنا أوافقك أن الشورى من الثوابت، لكن تطبيقها في الجماعة يتم بشكل متفاوت، لكنها بالطبع من أركان الجماعة، لكن عندما نتفق على اجتماع شورى مكون من 10 أعضاء، ويتم إلقاء القبض عليهم في ظرف ساعة، كيف نمارس الشورى ! في ظل الاعتقالات المتتالية، هل تعتقد أن هناك أفراد تابعين للآمن داخل الجماعة؟ هذا ليس صحيحاً، ولماذا لا تقول أن لدينا جهاز أمن قوي، يملك إماكنيات جيدة للرصد والتتبع وما إلى ذلك، كما أن التصنت يتم بصورة عالية المستوى، فضلاً عن أن بعض الإخوان يتصرفون بغير حيطة وحذر، وقديماً كان الأمن يحدد مكان الشخص في محيط 25 متر، أما الآن ومع المراقبة الدقيقة يمكنه أن يعرف المكان بالضبط. ** ما هو تعليقك على الاتهامات التى وجهت إليك من بعض فصائل الإخوان بأنك استخدمت الإعلام للنيل من الجماعة؟ هناك بعض الأشخاص يقيمون الأمور على هواهم، ولكن الجميع يعرف ان الجماعة حياتي وقلبي، ولولا الجماعة ما كان محمد حبيب. وانا مقتنع ان هناك تفاوت في الفكرة والتقدير، حول العام والخاص، بمعنى أن الجماعة لديها معلومات عامة يعرفها الرأي العام، ولديها معلومات خاصة لا يمكن إطلاع الرأي العام عليها، وفكرة الخاص والعام، لا يوجد اتفاق حولها، وما يمكن أن يطلق عليه عام غدا يصبح خاص، ويتحدد العام والخاص حسب الظروف والمناخ الإقليمي والدولي. ** إذن هل أفشيت أسرارًا خاصة بالجماعة؟ بالعكس، أرى أن كل ما صرحت يبني جسور الثقة بين الجماعة وبين الرأي العام، لأنه يساندنا ويزيد من رصيدنا، فلا يصح أن تقول له ''إنت مالك''، لابد أن تطمئنه وتعطيه جزء من الرؤية ليفهم وسائلك وغاياتك، وكنت أستهدف جذب الرأي العام إلى صفي، لأن فى الناحية الاخرى السلطة تريد جذبه إلى صفها. ** بعد الفترة الطويلة التي قضيتها مع الجماعة، هل تشعر بأنك نلت ما تستحق من التقدير؟ الشخص لا يدخل الجماعة من أجل تحقيق ذاته، فعملنا نريد به خدمة العقيدة والمجتمع والوطن والأمة ، أنت تستهدف من وراء ذلك كله أن يكون لمصر دور حقيقي على المستوى الإقليمي والدولي، وأن يعيش مجتمعك في آمن وحرية، يجب أن يكون لك دور.. لأنك ستساءل كفرد بين يدي ربه، ومهما بذلت داخل الجماعة فلن تكون راضياً أو حققت حتى ما تريد أن تصبو إليه نفسك، لكني أشعر أنني أديت جزءًا مما كان مطلوبا، والأهم من ذلك كله أن يتقبل الله، هذا هو المقابل الذى نامله. ** هل هذا يعنى أن قيادات الجماعة تعمل بدون مقابل؟ أنا لا أعمل لدى الجماعة، لكني أعمل لله، لو أن المسألة مجرد عمل فلماذا أتورط في محاكمات عسكرية، وحمل ثقيل، أنا أطمع فقط في ثواب الله، أما فيما يتعلق برضا فلان وعلان فذلك لا يساوي عندنا شيء، وإذا كنت أنتظر مقابل من أحد اكون ''راجل مش ولابد''، إحنا لا بنينا عمارات ولا اشترينا أراضى ولا عندنا عربيات''.. أنا عندي شقة إيجار يسكن بها اولادي بالإضافة إلى شقة أعضاء هيئة التدريس، إذا كنت أنا أتقاضى أموال من الجماعة، كما يدعى بعض الناس، كنت سأغضب وأحزن لتركي للجماعة. ** هل كان انسحابك لأسباب شخصية، أم لخلافات مع المرشد السابق مهدي عاكف، أم الحالي محمد بديع؟ كما قلت لك أن هناك خاص وهناك عام، وهذا الخاص يراعي أن أشخاص طيبون، كما ان هناك أشخاص أشرار، هناك من يحب الخير لهذه الجماعة، وهناك من يريد شراً لها، وليس كل ما يعرف يُقال، وليس كل ما يُقال جاء أوانه. وأنا لم أكن أريد منصب المرشد أو منصب النائب الأول، والتخفف من الأعباء نعمة كبرى، وأي منصب داخل الجماعة مسئولية، وأنا عن نفسي سعيد لرفع هذا الحمل عني، فأنا على سبيل المثال، تركت بيتي وأولادي من أجل الجماعة، أما الآن فقد حان الوقت لأتفرغ لهم.وكان هناك اتفاق بيني وبين المرشد السابق مهدي عاكف أن نخرج من الجماعة، لعدم رغبتي في المنصب، الذى أراه لا يساوي شيء.. أهم شيء عندي هو رضا الله. ** في ظل الإدارة الجديدة للمرشد محمد بديع، هل ترى ان الجماعة أصبحت اكثر توحداً؟ لا تعليق، لأن الأمر يحتاج إلى تقويم، وأنا لا أدري ما يحدث داخل الجماعة منذ تركتها، حتى إذا كان ثمة مشكلة، فأنا لا أحب أن أقول كلام هوائي بغرض ''الفرقعة''، وكل له توقيته وسياقه. ** ماذا عن وصول الإخوان إلي حكم مصر.. هل هو هدف تصبون إليه؟ الإخوان لا يستهدفون السلطة، لكن إذا جاءتهم السلطة عبر انتخابات حرة وشفافة، ومن خلال مناخ ديمقراطي قوي، فنحن لا نرفض، وأنا أعتبر أن الرأي العام القوى هو أهم ضمان للديمقراطية، ولا يوجد شيء ينقصنا لكن يفتقد المجتمع المصري للعديد من الأشياء، مثل أن تتحول السلبية إلى إيجابية، وتسود المصلحة العامة على الخاصة، وقتها يمكن للإخوان الوصول للسلطة. ** ومتى تتوقع حدوث ذلك؟ أمامنا وقت طويل، أعتقد ربما 10 سنوات. ** قررت الجماعة خوض الانتخابات المقبلة على 30%من المقاعد فما رأيك؟ ''انتخابات إيه؟ إحنا هنضحك على بعض''، الانتخابات محسومة سلفاً 75 % من المقاعد لحزب السلطة والـ 25 % يتم توزيعهم ''للحبايب''، الانتخابات فى مصر ''يُفط'' ومسيرات، الانتخابات عبارة عن مولد يرفع شعار ''فتح عينك تاكل ملبن، والمليم بأربعة ''، باختصار الانتخابات كلها مفبركة ولو كانت الجماعة قررت مقاطعتها لزاد ذلك من رصيدها في الشارع. ** الكثير من القوى السياسية المعارضة أصبحت تراهن علي الشباب. ما رأيك في شباب مصر حالياً؟ الشباب رغم الأدوات والوسائل الإعلامية المتاحة له، أصبح أقل ثقافة وخلُقا وإلتزاماً، وهذا يرجع لعدة أسباب، منها أن المخططات والمؤامرات التي تستهدف عقيدته وهويته وثقافته وحضارته تعمل بشكل شرس وضاغط، أنظر إلى الفضائيات والمسلسلات و''التوك شو''، كلها عبارة عن عبث بعقول الشباب، هناك تردي أخلاقي، الشباب الآن يتعامل ''بالشطارة والفهلوة والذكاوة'' بدلاً من المروءة والشجاعة.. والحل نردده دائما ''الإسلام هو الحل''. ** آلا تعتقد أن الجماعة تستخدم هذه العبارة دائماً في غير موضعها؟ هذه العبارة انُتقدت بدون فهم ووعي، فمعنى الإسلام هو الحل، أن تكون هناك قيم حاكمة للنظام، والمادة الثانية من الدستور تقول أن دين الدولة هو الإسلام، وهذا الشعار ليس شعار الإخوان بل شعار الشعب كله. والإسلام هو الحل، هو شعار الأقباط أيضاً، لأنه لا يمكن للأقباط أن يعيشوا في حرية وسعادة حرية وطمأنينة وسلام إلا من خلال الشريعة الإسلامية التى تكفل لهم ذلك. ** كيف ترى المعارضة سواء كحركات أو أحزاب؟ للأسف السلطة ''هرست''المعارضة، و''دهستها بحذائها''، لا يوجد شيء أسمه معارضة الان فى مصر، لأن أي معارضة حقيقية ستظهر على السطح سيتم دهسها، باختصار المعارضة في ''جيب الصديري الصغير بتاع السلطة''. ** وما موقفك من الانتخابات الرئاسية؟ الانتخابات الرئاسية خط أحمر. ** كيف تفيد الجماعة وأنت في منزلك؟ فكرت عقب استقالتي من منصب النائب الأول، بإنشاء مركز دراسات سياسية وإستراتيجية للتخديم على الجماعة، ولكن هذا تطلب مالاً وفيراً لا أملكه، وأرفض تمويله من أي جهة، فقررت تأجيله لما بعد الإنتهاء من مشروعي الأول وهو كتاب سيصدر قريباً جداً، كسيرة ذاتية وكعمل داخل الإخوان. هل سيحوى أسباب انسحابك من الجماعة؟ ربما !!
| |
|