انتشار ظاهرة حقن عجول التسمين بالهرمونات لزيادة الوزن

في ظل الأرتفاع المتواصل في أسعار اللحوم خاصة مع اقتراب عيد الاضحي المبارك والذي يزداد فيه الأقبال علي شراء اللحوم الحية والمذبوحة الطازجة يلجأ كثير من المربين واصحاب مزارع المواشي والعجول الي حيل غير مشروعة وضارة بصحة المستهلكين باستخدام حقن الهرمونات لعجول التسمين بهدف زيادة الوزن الي أوزان كبيرة بواقع 60 كيلو جرام فترة لاتتجاوز ثلاثة اسابيع.
لتحقيق مكاسب خيالية خلال فترة قصيرة قيمة الحقنة الواحدة تصل الي 450 جنيها ويتم حقن العجل بمعدل من حقنتين الي ثلاثة حقن هرمونات مما يعرض حياة المستهلكين للخطر والامراض.
في البداية يقول عزت عزيز صاحب مزارع مواشي وعجول تسمين انتشرت ظاهرة حقن عجول التسمين بالهرمونات بتشجيع من الاطباء البيطرين الذين يتولون الاشراف البيطري والصحي علي المزارع ويقومون بمتابعة صحة لهذه العجول لخدمة اصحاب المزارع بل ان العديد من هؤلاء الاطباء البيطرين هم الذين يقومون بالاتجار في هذه الحقن في ظل غياب الرقابة الحكومية سواء من جانب وزارة الصحة او هيئة الخدمات البيطرية.
اضاف ان حقن الهرمونات التي يتم اعطائها لعجول التسمين سواء كانت البقري او الجاموسي تؤدي الي زيادة كبيرة في اوزان العجول بواقع 60 كيلو جرام خلال فترة لاتتجاوز من اسبوعين الي ثلاثة اسابيع بهدف تحقيق مكاسب خيالية جدا لهم ضاربين عرض الحائط ودون ادني اهتمام بما تسببه حقن الهرمونات من امراض خطيرة للمستهلكين مثل امراض الفشل الكلوي.
واوضح ان استخدام هذه الحقن تحقق هدفين لاصحاب المزارع والمربين التي يستخدمون في حقن عجول لهم هما اولا الاستغناء عن استخدام الاعلاف التي ارتفعت اسعارها بشكل جنوني بنسبة 100% والهدف الثاني الحصول علي مكاسب سريعة في توقيت خيالي ودون اي مشقة او تعب في تربية هذه العجول.
وطالب بضرورة تشديد الرقابة الحكومية علي المزارع والقيام بحملات وأخذ عينات من دماء كافة العجول المعروضه بالاسواق او المزارع وتحليلها واتخاذ اجراءات رادعة لحماية المستهلكين.
يقول عبدالمعبود حموده صاحب مزرعة عجول اعمل في تجارة وتربية العجول والمواشي منذ اكثر من 20 عاما ولم استخدم حقن الهرمونات التي بدأت في الانتشار في الفترة الاخيرة مع الارتفاع السريع والكبير في اسعار اللحوم جري وراء تحقيق مكاسب كبيرة في ظل اشتعال اسعار الاعلاف التي زادت بنسبة 150% خلال الخمس سنوات الاخيرة ولاتزال تواصل ارتفاء الامر الذي ساعد علي اتجاه المربين الي استخدام حقن الهرمونات لعدم قدرتهم علي شراء الاعلاف وتحقيق مكاسب بذبحة غير مشروعة.
وقال انه يمكن التعرف علي العجول التي تم حقنها بالهرمونات بسهولة من خلال زيادة وزن العجول الي جانب تكدس الدهون والشحوح في منطقة الرقبة والصدر والاكتاف.
وقال احمد مرزوق تاجر مواشي ان انتشار ظاهرة حقن العجول بالهرمونات منتشرة جدا في المزارع الكبيرة والمربين التي لديها حظائر مواشي بينما المربي الصغير والفلاح فمن الصعب حقن العجول التي يقومون بتربيتها وتسمينتها لان الكميات محدودة.
وقال ان غالبية التجار والجزارين والمستهلكين يقبولون علي الشراء من الفلاح والمربي الصعير لضمان الثقة فيه وانهم يستخدمون اعلاف جيدة في تغذية العجول كما ان اسعار حقن الهرمونات مرتفعة جدا ولايقدرون علي شرائها وتباع الواحدة ب450 جنيه.
ويقول فراج صدقي تاجر مواشي ان انتشار ظاهرة حقن العجول بحقن الهرمونات ادت الي زيادة كبيرة في اوزان عجول التسمين بنسبة كبيرة خاصة المزارع الكبيرة والتي ينظمون دورات التربية بانتظام لتربط بمواسم خاصة في الاعياد والمناسبات الدينية وبالتالي يقومون بتعطيش الاسواق فترة قبل عمليات الطرح مما يجعلهم يقومون بتسويق العجول بسهولة ويحققون مكاسب خيالية علي حساب صحة المستهلك
ويقول محمد وهبه رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية بالقاهرة ان الجزارين ضحية المربين ولانستطيع تحديد العجول التي تم حقنها بالهرمونات من عدمه خاصة وان هناك بعض الجزارين يتعاملون في اجزاء من العجول المذبوحة وليس عجول كاملة.
واضاف ان مسئولية الكشف عن حقن الهرمونات في العجول التي يتم ذبحها داخل السلخانة وهي تخص هيئة الطب البيطري.
واوضح ان الجزارين لديهم كل الحرص في الحصول علي اجود انواع اللحوم والبعد عن اللحوم المشكوك فيها.. ويحذر الدكتور حامد سماحة رئيس هيئة الخدمات البيطرية السابق من استخدام حقن الهرمونات في حقن عجول التسمين والتي يتم تداولها في صورة لحوم حيث انها تتسبب في امراض خطيرة مثل السرطان والفشل الكلوي وغيرها من الامراض التي تضر بالمستهلكين الذين يقومون بتناولها.
وقال ان حقن الهرمونات لها تأثير سلبي جدا علي المدي القريب والبعيد علي الذكورة والانوثة خاصة الذين علي وشك البلوغ حيث كان تأثيرها تراكمي.
وقال ان استخدام حقن الهرمونات في حقن عجول التسمين والمواشي محظوره وممنوع تاما لمخاطرها علي صحة المستهلك.
كما ان استخدامها يعتبر من العش والتدليس يعاقب عليها القانون بعقوبات مشددة وقال ان هناك حملات تقوم بها مديريات الطب البيطري علي الاسواق والمجازر ولكن انتشار هذه الظاهرة يتطلب اخذ عينات عشوائية من دم العجول في الاسواق وتحليلها واضاف انه يجب ان يتم تحذير المستهلكين من الاقبال علي شراء اللحوم التي يتم حقنها بالهرمونات من خلال التعامل مع مزارع معروفة ومربين لديهم امانة وثقة في تربية العجول
.