الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية

صحيفة- يومية-سياسية -ثقافية-رياضية-جامعة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابة*البوابة*  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

  محمد محفوظ ابن الاسماعيلية http://www.alnoor.se/article.asp?id=55616

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عمرو حسانين




ذكر
عدد الرسائل : 8
تاريخ التسجيل : 18/08/2010

    محمد محفوظ ابن الاسماعيلية  http://www.alnoor.se/article.asp?id=55616 Empty
مُساهمةموضوع: محمد محفوظ ابن الاسماعيلية http://www.alnoor.se/article.asp?id=55616       محمد محفوظ ابن الاسماعيلية  http://www.alnoor.se/article.asp?id=55616 Icon_minitimeالثلاثاء 2 نوفمبر 2010 - 13:35



http://www.alnoor.se/article.asp?id=55616


كثيرا ما نقرأ نصا ونتوغل في مساراته فنجد ثراء شعريا يغرينا ويورطنا في إعادة قراءته وأسئلته المستفزة لمخيلاتنا ، ومن هذه النصوص نص محمد محفوظ الذي هو قيد المقاربة.
إن أغلب النقاد يتفقون على أن الانزياح والصورة الشعرية والإيقاع الداخلي للنص بعلائقهم الترابطية هي التي تؤجج الشعرية ، وتمنح النص حق الدخول في هذه الدائرة. وقد تجلى ثراء هذا النص بصوره الشعرية ، بوصفها المهيمن الأسلوبي ، الذي جعلنا نتجه في عنوان مقاربتنا بهذا الاتجاه أكثر من غيره .
فالتشكيل الصوري بأنواعه ووظائفه أضفى طابعا شعريا يستحق الدراسة والتأمل . إلا أن ما يهمنا حاليا هو: ما مدى فاعلية الصورة الشعرية في هذا النص ؟
سنجيب على هذا التساؤل بشكل غير مباشر ليس من خلال ولوجنا إلى عالم الصورة الشعرية وتتبع مسارها النقدي وتقسيماتها وتحديداتها والتطابقات أو التعارضات التي ما زالت تعنى باهتمام النقاد حتى يومنا هذا ؛ وإنما من خلال فاعليتها في كشف قيمتها الدلالية والشعورية ، بما يخدم مقاربتنا المتواضعة في هذا النص .
لا شك أن الصورة الشعرية تعد مكونا من مكونات التشكيل الشعري ، وهي تنتج
من التوافق بين انفعالات الناص وأحاسيسه ومشاعره التي تتراكم في عوالمه الداخلية وتختفي لحين تجليها ، وبين عوالمه الخارجية التي تشكل المثير القادر على هذا التجلي لذا لم يعدها النقاد صورا تزيينية بامكانها التجرد عن باقي وظائفها وإنما صياغة عقلية تخيلية تمظهرت في المحفزات التي تثير كوامن الخيال ولا سيما الصور التي تعتمد التراسل والتشخيص (الأنسنة) والتجسيد ، لخلخلة النمطي والتقليدي من التراكيب الشعرية الجاهزة ومنح الطاقة الشعرية فاعلية أكثر في كشف الحالة النفسية للشاعر .وقد كثرت وتنوعت الصور الشعرية في هذا النص فكثفته وعملت على توحيد مجمل الأفعال الصورية في خلق صورة كلية أفصحت عن الوجهة الشعرية فيه.
يستهل الشاعر نصه بهذا السطر :
أوشكت أناملي على رسم جديلة من خجل الفجر وتقاسيم الضياء
يشخص الشاعر محمد محفوظ الفجر بوساطة الخجل بوصفه حالة إنسانية معروفة تبدو على الإنسان كرد فعل على فعل مقابل أو قول يحاول دغدغة مشاعره باتجاه سلبي غالبا، والأنسنة أو التشخيص هو (منح الماديات صفة المعنويات)، وهنا استطاع أن ينقلنا من فضاء السلب إلى فضاء الإيجاب بفعل رسم الجديلة من خجل الفجر فكان الأمر طواعية وليس استجابة لمثير آخر عدا المثير الذي صوره على طول القصيدة بصورها المكثفة لمنحنا رؤيته الشعرية في قالب كلي حافظ على الوحدة الموضوعية للنص. فضلا عن التجسيد (منح المعنويات صفة الماديات) الذي استطاع من خلاله أن يرسم جديلة من خجل الفجر . وإذا كان اغلب الشعراء يعتمدون الصورة الواحدة في السطر أو البيت الشعري ، فان شاعرنا اعتمد في اغلب اسطره الشعرية ازدواجية التشخيص والتجسيد . ليوسع من دائرة التوظيف الصوري في الدلالات والقيمة الشعورية ، وتأثيث اندهاشنا بتلقي مغاير للخلق المادي لوعي الشاعر. ولا يكتفي الشاعر بذلك وإنما يوقعنا تحت تأثير السطر التالي بحراك شعري مماثل :

مدن خيوطها مليئة بالدفء ومليئة بأناقة النور

في هذا السطر الشعري تكاد تكون الصورة الشعرية مألوفة لولا الترابط الخفي بين النور والظلام والتجلي الواضح مع السطر الأول في لفظة (الفجر) بوصفه الحد الفاصل بين الليل والنهار.

كانت بسمتها تغيظ وشاح الليل ليحرق الشمس بشفتيها فيذوب

في هذه الصورة يبدو لي أن الشاعر تراجع عن مساره في إكمال صورة النهار ، نعم الإشراق ما زال موجودا في الابتسامة ولكن وشاح الليل احرق الشمس بشفتيها فاضطربت الصورة نتيجة التكثيف الشديد على الرغم من الدلالات المعنوية والنفسية التي حملها السياق ، والترابط العلائقي الوثيق مع منطق الشعور .
قطعة سكر تتوارى بأفق ملامحها كالشلال وقطرات الندى

في هذه الاستعارة التنافرية التي خلقها بين الحركة( الشلال ) والسكون (قطرة الندى) استطاع الشاعر أن يمنحنا الفعل الصوري المتجسد في دينامية تجاوزت الثبات المتجسد في الشكل الهندسي لقطعة السكر التي ( تتوارى) أي تذوب في ملامحها وبذلك حقق لنا ترابطا آخر في التصوير الذهني / الحسي لتوجيه المدرك الطبيعي إلى حالته النفسية ، وبث ما في داخلها من انفعالات وخلجات .

متخذاً من قطرات البحر سفناً تستأصل من دمعي الجوف

لا يمكننا في هذا السطر تصور البحر إلا انفعالا نفسيا، استطاع أن يجعل له الشاعر قطرات، وهي على صغر حجمها قادرة على منحنا قيمة انفعالية عالية من خلال هذا التركيب (تستأصل من دمعي الجوف ) .

كنت أحيكُ من الوقت هدوءً ينهمر على ملامحي ليغسلني

ويجسم الشاعر هنا الوقت والهدوء في آن واحد من خلال الفعل ( أحيك ) فالمادة الأولية للحياكة هنا هي ( الوقت ) والصياغة الإنتاجية التي حصل عليها من الحياكة هي ( الهدوء) ، ولم يكتف بذلك بل جسم هذا الهدوء مرة ثانية لـ(ينهمر ) على ملامحه ويغسله في تجسيم ثالث وبهذا استطعنا أن نحصل على تكثيف صوري متناسق سيقربنا أكثر من دواخله وهيجانها.

كنت أخاطب قهوتي وهي تشرب شوقي لتخفي إحتياجي

وإذا كانت الصورة هي التجربة الشعورية التي يحاول الناص اجتراحها بوساطة الخيال لابتكاري فإننا نرى في هذه الصورة تحديدا واقعا مألوفا إلا انه عمل على مغايرة هذا الواقع من خلال أنسنة القهوة بجعلها المخاطب (بفتح الطاء) . وقد تمت هذه الأنسنة بلفظتين هما (أخاطب) و ( تشرب ) وهما صفتان إنسانيتان اجترحهما بغموض شفيف عمل على وضوح الدلالة بالتأمل الدقيق .ولا أريد الإطالة وسأكتفي بإيراد الأسطر التي أنسن فيها الجمادات أو جسد المعنويات بشكل مادي :
رغم الجنون لا تزال قهوتي تحتفظ بصورتي في أحشاءها

ولا تزال أميرتي تتوسد كفي كل مساء متى احتضنها النعاس ...

أقتربُ من سريرها والخطوة ارتديها والشوق يرتديني

وأخذ يمشط في أهدابها سواحل العذرية وموانئ الحنين

كل مساء عند حافة نافذتها أراقبها وهي ترتديني لأحتضنها ...

أمسكُ بالمطر المتساقط على خصلاتهالأصبغ الليل من عفتها ...

واليوم أحاول إقناع منضدتي أن شرياني قطعه الشوق ...

وبأن الحرفالذي يمضغني لا يزال يرضع من ثدي أناملي

غنتهاشفاه الطفولة قبل ولادة الرحم من الطهر

وتسرح في مرايا أحداقي خصلات الدمع

فموجي الثائر على جموع الصمت تخشاه حروف البعد

والمسافة التي تتدلى قواميسها بالأفق أطفأت هناك نيرانها

ماأجملها من طفلة حينما ترتديها أزياء الثلج

كيف أشعل آلافالنجمات في حفلٍ يملأه أمراء الثلج ...

يا حروفاً تتعثر على أحداقي لتحفر خطواتها بالوجنة

أنا من يرسم الجنون في فلكك ولا يشعر بسياط البعد القهر ...

ضميني لحنانكِ وأريقي في صدري من حسنكِ لأجتمع بين يديكْ

ضميني قبل بزوغالنور على جاريات الليل


قبل أن تعود الطيور إلى أوكارها وتختبئ خلف أوكار ذاك الشوق

أحبكِ لأني علمت أن طهركِ لا يسكن سوى قصور النبل .


كلما يغرق الشاعر في الرمزية نراه يبتكر صورا فيها من التعقيد ما يجعلها عصية على التصور في بعض الأحيان ولهذا (( صار الشعر في الرمزية يسعى إلى خلق حالة نفسية خاصة ، والإيحاء بتلك الحالة في غموض وإيهام ، بحيث لا نستطيع أن نحلل عقليا تفاصيل المعاني التي عبر عنها وان كنا نحس بالحالة النفسية التي صدر عنها )) في الرؤية الشعرية المعاصرة / احمد نصيف الجنابي
إن الشاعر استطاع أن يعيش زمنه الذاتي ( النسبي ) في تجسيم أغلب الأحداث واسترجاعاتها في انتقالاته من أمنياته المؤجلة في الماضي إلى الاستغراق في البهجة والسرور في الحاضر ، لذا نجد أن بنيتي الحضور والغياب قد تداخلتا في بنية واحدة فصار الغائب هو الحاضر و الحاضر هو الغائب .
وفي ختام مقاربتي أستطيع أن أقول : إن الشاعر محمد محفوظ
قدم لنا صورة شعرية كلية حافظ من خلالها على الوحدة الموضوعية للنص ، فجاء الترميز الحسي في تواتر ، وتعدد دلالي جعلنا نفتش عن صيغة أكثر قوة وإيحاء لفعل التأويل ، واعترف أنني كنت بحاجة إلى نصوص أخر للشاعر، ليتسنى لي الحصول على تلك القوة . ونود ان نحقق ذلك في مقاربات متواصلة لنستطيع الوصول إلى ((ذروة لعب الإنزيحات ، الاستعارات ، والصور والطروحات والمشاعر والأفكار، وجميعها تؤلف معركة كل شاعر يحاول أن ينجز انقلابا )) حسب تعبير هارولد بلوم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محمد محفوظ ابن الاسماعيلية http://www.alnoor.se/article.asp?id=55616
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الموقع الرسمى لجريدة الامة الالكترونية :: جريدة الأمة :: عيون الامة أشراف /محاسن بيومى-
انتقل الى: