كشف الباحث المصرى عبد الله السمطى لليوم السابع عن أكبر سرقة أدبية لهذا العام 2010– على حد وصفه - بطلها الناقد الجزائرى د.حفناوى بعلى، والذى قامت مؤسسة جائزة الشيخ زايد بسحب جائزتها منه، والذى نالها عن كتابه "مدخل فى نظرية النقد الثقافى المقارن".
وأكد السمطى لليوم السابع بالمستندات أن الجزائرى "بعلى" قام بسرقة أجزاء من كتاب "النقد الثقافى" للغذامى، وضمنها فى كتابه، كما قام بالاقتباس -دون إشارة- من كتب لباحثين عرب، وهم د. سعد البازعى ود. ميجان الرويلى من "السعودية"،ود.نبيل على ود.شاكر عبد الحميد ود.رمضان بسطاويسى من "مصر"، ومن الناقد فخرى صالح "الأردن".
وأوضح السمطى أن كتاب د.بعلى يحتوى على ثمانية فصول، يتناول فيها مجموعة من الموضوعات التى تتصل بالنقد الثقافى، وجاءت فصول الكتاب جميعًا بطريقة واحدة وهى تتابع الفقرات المقتبسة دون تدخل من المؤلف، ودون تعليق منه عليها، أو إبداء رأى فى إشكالية من الإشكاليات أو قضية من القضايا وهى كثيرة ووافرة.
وتابع: "والطريقة المثيرة التى ابتدعها المؤلف تتضح فى الإشارة أحيانًا لمراجع ومصادر فى هوامش الصفحة، والإحالة إليها، ثم الاقتباس من هذه المصادر والمراجع نفسها –سواء كانت من الكتب العربية أم الكتب المترجمة– واقتباسات عديدة قد تصل إلى أكثر من ثلاثين اقتباسًا كما يتضح فى اقتباساته من كتاب د. عبد الله الغذامى "النقد الثقافى" وتصل هذه الاقتباسات إلى (20) اقتباسا دون إشارة.
ويوضح السمطى من أمثلة الاقتباسات التى تضمنها كتاب حفناوى بعلى من كتاب عبد الله الغذامى، ولم يشر إليها على الإطلاق ما جاء فى كتاب الغذامى صفحة (23 و24) "وللدراسات الثقافية فضل فى توجيه الاهتمام لما هو جماهيرى وإمتاعى، وجرى الوقوف على ثقافة الجماهير ووسائلها وتفاعلاتها، وهذا شىء جوهرى وهام" وهو ما جاء بالنص فى كتاب بعلى صفحة (35).
وأيضًا ما ذكره الغذامى بصفحة (31و32)، وجاء بالنص فى كتاب بعلى صفحة (43)، وما أورده الغذامى بصفة (33و43) ونقله بعلى بصفحة (43و44).
ويضيف السمطى: لم يكتف د. بعلى باقتباساته من د.الغذامى، ولكنه قام بالسطو على (20) فقرة مطولة منها صفحات كاملة من كتاب "دليل الناقد الأدبى" ونسبها لنفسه، حيث وردت هذه الفقرات المطولة التى تتراوح بين عشرة إلى عشرين سطرًا دون إشارة لكتاب البازعى والرويلى، حيث تناولت هذه الفقرات الحديث عن المفاهيم النقدية والثقافية، منها مفاهيم عن النقد الثقافى والنقد النسوى والثقافة والدراسات الثقافية والنقد الأسطورى والأنثروبولجى.
وقد وردت هذه الصفحات المقتبسة دون أية إشارات فى الهوامش فى الصفحات (35-36-27- 56-57-58-59-62-74-260-261).
وأضاف السمطى، وكذلك فإن الصفحات (76-79) بكتاب "بعلى" هى اقتباسات مطولة - دون إشارة بالطبع - من كتاب الناقد الأردنى فخرى صالح "دفاعًا عن إدوارد سعيد".
وفى صفحة (275-276) يشير حفناوى بعلى إلى فقرة اقتبسها من كتاب بروكر بيتر "الحداثة وما بعد الحداثة"، من ترجمة عبد الوهاب علوب، ومراجعة د.جابر عصفور، والصادر عن المجمع الثقافى بأبو ظبى فى طبعته الأولى 1995، وأن الفقرة اقتبسها من صفحة (30) عند بروكر بيتر، حيث يسميه خطأ ببروكر آلان- وعند الرجوع إلى صفحة (30) بكتاب بروكر بيتر وجدنا أنه لا يوجد بها شىء عن الحداثة وما بعد الحداثة نقله بروكر عن إيهاب حسن وعلق عليه، وهو الأمر الذى يشير بجلاء إلى أن حفناوى بعلى يعطى إشارات لمصادر ومراجع وهمية، حيث يكرر ذلك فى معظم صفحات كتابه.
وفى كتابه (ص288) مثلاً توجد فقرة أخرى ينقلها عن د.رمضان بسطاويسى تبدأ بـ "ظهرت السينما الجديدة أو سينما الفن، التى تقوم على أساس تداخل الأزمنة والنهايات المفتوحة"، وتنتهى بـ"التى تطلبت أيضًا ضرورة تكوين جماليات جديدة خاصة بالتلقى والتفضيل الجمالى"، ويشير فى الهامش كالتالى "رمضان بسطاويسى، جماليات الفنون وفلسفة تاريخ الفن، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، بيروت 1989 ص. ص 13-14"، وعند الرجوع إلى المشار إليه لا نعثر على شىء، بل إن هذه الفقرة غير موجودة فى كتاب بسطاويسى على الإطلاق.
ويتابع السمطي، وتوجد فقرات مطولة من كتاب نبيل على "الثقافة العربية وعصر المعلومات" من سلسلة عالم المعرفة الكويتية، الطبعة الأولى 2001 دون إشارة.
ويوضح السمطى، إن بعلى فى حديثه عن فن السينما فى الصفحات (286- 288) ينقل كلام "نبيل على" عن فن السينما فى الصفحات (526-529) وينقل ذلك دون إشارة، لكنه يقوم بعمل طريف يتمثل فى الإشارة إلى مرجعين اعتمد عليهما نبيل على وهما (أندرو دادلى: نظريات الفيلم الكبرى، ترجمة جرجس فؤاد الرشيدى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة الأولى 1987، ويحيى عزمى (أضواء على السينما التجريبية، منشورات صندوق التنمية الثقافية، القاهرة، الطبعة الأولى 1993) ولكن مع تغيير أرقام الصفحات، على الرغم من أنهما من الطبعة نفسها، والتاريخ نفسه.
ويضيف السمطى، ولأن العشوائية والارتجالية البحثية تسود الكتاب من أوله إلى آخره، فإن "بعلى" ينقل فقرات دون أن يمحصها زمنيًا وتاريخيًا، فكتابه الصادر فى العام 2007 يتضمن هذه الفقرة التى أوردها (ص331) وفيها "والآن ونحن على أعتاب القرن الحادى والعشرين وفى ظل القوى الجبارة لعولمة الإنترنت... إلخ" وكان الأسلم ألا يقتبس هذه الفقرة لمخالفتها توقيت صدور الكتاب.
كما أن صفحات كتاب نبيل على (380-383) هى نفسها الصفحات عند بعلى (305-308) دون إشارات طبعا لكتاب نبيل على.