نعيش هذه الأيام عصر القمم ، فقد شهدنا في بحر أسبوع واحد أربع قمم انعقدت على التوالي في الرياض والدوحة وشرم الشيخ والكويت ، وهي حركة سياسية واسعة نأمل ان نلمس نتائجها الايجابية.
أمس انطلقت قمة الكويت ، وهي القمة الوحيدة المقررة مسبقاً بموجب برنامج وأعمال تمهيدية استغرقت سـنة ، في حين كانت القمم الأخرى تعقد على عجل ، ولا يسبقها تحضير وإعداد كافيين.
أمام الجانب الاقتصادي من قمة الكويت مشاريع قرارات طموحة ، مثل ربط البلدان العربية بسكك حديدية ، وتأسيس اتحاد جمركي عربي ، ومحاربة البطالة بين الشباب العربي ، وغير ذلك من التنمية ومكافحة الفقر إلى آخره.
فكرة السكك الحديدية التي تمتد من الهلال الخصيب إلى أقصى المغرب العربي كانت قد وردت في قائمة مشاريع السلام التي أعدها البنك الدولي في منتصف التسعينات ، عندما كان - يظن أن السلام الشامل في المنطقة أصبح في متناول اليد.
مشاريع السلام تبخرت كما هو معروف مع تبخر السلام نفسه ، علماً بأن العرب ما كان يجب أن ينتظروا البنك الدولي ليذكرهم بأن السكك الحديدية هي التي وحدت الولايات الأميركية حيث ربطتها ببعضها اقتصادياً واجتماعياً ، فجاءت الوحدة السياسية تحصيل حاصل. وطالما أن القمة مهتمة ببناء الجسور بدل الأسوار بين الدول العربية ، فلا أقل من الأخذ بسياسـة الأجواء المفتوحة أمام الطيران العربي ، كخطوة أسهل وأقل كلفة في هذا المجال.
والاتحاد الجمركي العربي يحتاج لتحضير وعمل دؤوب فهناك دول عربية فقيرة تعتمد في إيراداتها على الجمارك ودول عربية غنية لا تفرض أكثر من رسوم رمزية لأغراض إحصائية، وهناك دول عربية ملتزمة مع منظمة التجارة العالمية ودول أخرى ليست كذلك ، كما أن هناك مشاريع عربية سابقة كالسوق العربية المشتركة ومنظمة التجارة الحرة العربية الكبرى ، وهي تستحق التفعيل حتى لا نظل نحفظ المشاريع في الأرشيف ، ثم نبدأ من نقطة الصفر مرة بعد مرة.
فيما يتعلق بمحاربة البطالة في الدول العربية الكثيفة السكان والشحيحة الموارد ، فإن ذلك ممكن إذا أعطت الدول ذات الموارد العالية أولوية مطلقة للعامل العربي قبل العمالة الوافدة من آسيا ، التي أصبح بعضها يهدد بتحويل بعض الشعوب العربية إلى أقليات في بلدانها.