احمد شعلان يكتب:مصر دولة قوية والعالم يستجيب لعقل رئيسها الراجح
كاتب الموضوع
رسالة
احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
موضوع: احمد شعلان يكتب:مصر دولة قوية والعالم يستجيب لعقل رئيسها الراجح السبت 25 ديسمبر 2010 - 0:38
كتب احمد شعلان رئيس تحرير صحيفة الامة مقالا حول المظاهر التي تثبت قوة الدولة المصرية خاصة في السنوات القليلة الاخيرة. واشار احمد في مقاله الاسبوعي الى عدد من مظاهر قوة الدولة المصرية في مجالات الاقتصاد والسياسة والضمان الاجتماعي لمواطنيها مستشهدا بالحياة النيابية التي افرزتها انتخابات مجلس الشعب الاخيرة. كما تناول احمد قدرة الاقتصاد المصري على تجاوز الازمة المالية العالمية ورعاية الحكومة لمحدودي الدخل مما قلل من تأثرهم بهذه الازمة. وأكد كشف الدولة للفساد وعدم تسترها عليه نافيا تزايد نسبة الفساد في مصر الآن وان الصحيح هو أن الدولة اصبحت تكشفه بصورة أكبر وعبر عدة أجهزة. واختتم احمد مقاله بالتأكيد على ان مصر لا تفرط في أمنها القومي أو أمان مواطنيها.. ولا تستدرج الى ما اسماه فخاخ ينصبها أصدقاء أو خصوم. واختتم احمد مقاله بالتأكيد على ان مصر قوية بديمقراطيتها التي تشرع لمصلحة المواطنين مستقبلا وليس لصالح فئة انحسرت عنها الأضواء فطفقت تهذي هنا وهناك في اشارة على ما يبدو لجماعة الاخوان المسلمين! وفيما يلي نص المقال: الدولة القوية أهم تعريف للدولة القوية هو أن تصمد في وجه الأزمات.. لا تجور علي مواطنيها البسطاء.. ولا تضع سيادتها أو قرارها تحت أي مشروطيات.. كما أنها لا تقبل إملاءات من أحد. الدولة القوية يحاسبها القانون الدولي وليست الصحافة ومنظمات المجتمع المدني.. يحترمها العالم ويقدر رئيسها ويستجيب لعقله الراجح ورؤيته الثاقبة.. وأعتقد أن مصر في الأعوام الأخيرة كانت نموذجاً لهذه الدولة القوية التي استطاعت بتخطيطها وبعد نظر زعيمها أن تتجنب أزمات عالمية قصمت ظهور الأقوياء وأفلست أصحاب الخزائن العامرة. الدولة القوية تمر بالسنوات السمان دون تبذير وإسراف فإذا ما داهمتها العجاف وجدت ما يحميها من ذل السؤال والاقتراض والوقوع تحت ملاءة الاشتراطات والإملاءات. لقد كان خطاب الرئيس أمام الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشوري في افتتاح الدورة البرلمانية يوم الأحد الماضي تلخيصاً وافياً وشاملاً وعميقاً لمفهوم الدولة القوية. الدولة القوية ليست دولة شعارات رنانة وإنما هي دولة تعمل وفقاً لمخطط اقتصادي وسياسي سليم.. لا تتنازل عن مبادئها.. لا تعدو وراء مغامرات يطالب بها منفلتون وباحثون عن الشهرة والأضواء.. تحترم تعهداتها الدولية فتجبر العالم علي احترامها.. يُخْطَب ودها في القضايا الهامة.. لا تتدخل في شئون أحد ولا تقبل بتدخل أحد في شئونها. إن أهم ملامح الدولة القوية في نظري هي السيادة علي الأرض.. مصر لها علم واحد ولا تقبل بأعلام أخري لطوائف أو أحزاب مثل دول مجاورة فيها من الأعلام أكثر مما فيها من الطوائف الدينية والسياسية. الحياة النيابية في الدولة القوية لا تتحدد بعدد مقاعد المعارضة التي تحتلها في البرلمان. ولكن بكم القوانين التي يستفيد منها الناس.. هناك 15 حزباً في البرلمان اللبناني و13 في البرلمان اليوناني و5 أحزاب في البرلمان البرتغالي ومع ذلك أفلست اليونان والبرتغال. وتمزقت أواصر لبنان إلي حد بعيد. بل تكاد تدخل حرباً أهلية. مصر الدولة القوية غيرت كثيراً من المفاهيم الاقتصادية وأهمها أن الدين الخارجي لا يزيد.. لا نقترض إلا لضرورة.. ليس هناك دول دائنة ودولة مدينة.. ولكن هناك شراكة مثل التي بين الاتحاد الأوروبي ومصر. الشراكة تحمل قدراً كبيراً من الندية وليس التبعية.. تؤكد علي الثقة في السياسات والاقتصاد.. أكبر دليل علي قوة الاقتصاد التي لا تعجب أحداً أن الدين الداخلي مازال عند نفس مستوياته قبل الأزمة المالية العالمية الأخيرة.. مازال الاحتياطي الأجنبي عند معدلاته الأولي حوالي 34 مليار جنيه ويضمن استمرار معدلات شراء السلع الاستراتيجية. الدولة القوية لا تتعلل بأزمة أو أزمات لتتهرب من مسئولياتها الاجتماعية تجاه المواطنين كما حدث في انجلترا والبرتغال واليونان وأيرلندا.. الدولة القوية يلعب الاستقرار فيها دوراً أكثر أهمية.. ومن ثم تتوافد أموال الاستثمارات إليها من جهات كثيرة.. مصر دولة لا تعيش مناخاً ملتهباً ولكنها تعرف كيف تستغل الثقة في نظامها واستقرارها لتحسين وتطوير إصلاحاتها الاقتصادية. الذين يعيبون علي الحكومة شحها وبُخلها. عليهم أن يتذكروا أن هذه الحكومة استطاعت رفع معاش الضمان الاجتماعي إلي 160 جنيهاً.. صحيح أنه لا يمثل شيئاً لكن لا يجب أن ننسي أن الدولة تقدم 40 جنيهاً لكل تلميذ في التعليم ومن ثم فإذا كان للأسرة أربعة أبناء فإن المعاش يرتفع إلي 320 جنيها.. بالإضافة إلي بطاقة التموين. الدولة القوية لم تسرح موظفيها. ولم تعلن بنوكها الإفلاس واستمرت في القيام بواجباتها والتزاماتها نحو فقراء الوطن. الدولة القوية تكشف عن الفساد ولا تتستر عليه.. ليس صحيحاً أن الفساد قد زاد الآن.. لكن الصحيح أن الدولة تكشفه بصورة أكبر وعبر عدة أجهزة كالرقابة الإدارية والنيابة العامة والجهاز المركزي للمحاسبات وأشياء أخري كثيرة.. الدولة هي التي تكشف عن الفساد.. وحتي ما أثير في قضية نواب العلاج الأخيرة فأول من كشفها وأماط اللثام عنها كان وزير الصحة د.حاتم الجبلي وليس مصطفي بكري الذي أظهرت تحقيقات النيابة أنه كان من ضمن النواب الذين استخرجوا قرارات العلاج. إن مصر وهي تدخل عصر الطاقة النووية من خلال برنامج سلمي وتصنف كأول دولة عربية وإفريقية في هذا المجال تعطي دليلا آخر علي قوتها واستقلال قرارها وسيادتها.. فليست دولة ترضخ لضغط أو تجاهر باعلان برنامجها السلمي للمفاخرة وإرهاب الآخرين. مصر القوية تقول ماتريد في الغرف المغلقة وأمام الكاميرات.. لنا وجه واحد.. وهدف وحيد هو مصلحة المواطن.. مصر نجحت في أن تخطط لاربع محطات نووية وقد كان لنا في "الامة " شرف الانفراد بهذا الخبر في سبتمبر الماضي.. وسارعت السلطات بوضع القانون المنظم لهذه الطاقة. مصر لاتفرط في أمنها القومي وأمان مواطنيها.. لاتستدرج الي فخاخ ينصبها أصدقاء أو خصوم.. ولاترضخ لمطالب قوي عظمي تريد وضع نظام جديد للأمن الإقليمي.. مصر قوية باستقرارها وقوانينها وسيادتها وأمنها القومي وأمان مواطنيها. بل أنها قوية بديمقراطيتها التي تشرع لمصلحة المواطنين مستقبلا وليس لصالح فئة انحسرت عنها الأضواء فطفقت تهذي هنا وهناك
احمد شعلان يكتب:مصر دولة قوية والعالم يستجيب لعقل رئيسها الراجح