أجزاء من تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى القضية رقم 650 لسنة 2010، أمن دولة عليا والمعروفة إعلاميا بقضية جاسوس الفخ الهندى، والمتهم فيها طارق عبد الرازق عيسى وإسرائيليين، بالتخابر لصالح الموساد الإسرائيلى.
ملف التحقيقات فى قضية الجاسوس، جاء فى 511 ورقة منهم ورقتين فى بداية الملف عبارة عن محضر التحريات المحرر بمعرفة هيئة الأمن القومى، إضافة إلى 350 ورقة تتضمن اعترافات وأقوال المتهم طارق عبد الررازق الإجمالية والتفصيلية و20 ورقة فى نهاية التحقيقات لشاهد وحيد هو نجل ضابط بأحد الجهات السيادية تحتفظ "اليوم السابع" باسمه نظرا لحساسية منصبه، إضافة إلى قائمة بالأحراز الموجودة فى القضية من الجهاز المشفر والفلاش ميمورى والشنطة ذات الجيوب السرية والتى تم ضبطها مع المتهم بمطار القاهرة الدولى فى الأول من أغسطس الماضى.
كشفت أوراق التحقيقات التى حصل "اليوم السابع" على نسخة منها، أن الموساد الإسرائيلى طلب من طارق 4 طلبات مباشرة لتوسيع نشاطه التخابرى فى المنطقة العربية، تتمثل فى أن يقوم بتجنيد أكبر عدد من العملاء فى قطاع الاتصالات سواء من العاملين فى شركات المحمول الثلاثة المصرية أو من العملاء فى دول مصر وسوريا ولبنان.
وحسبما جاء فى اعترافات طارق، أن الضابط إيدى موشيه، قال له بالنص، "مستعدين لدفع ملايين الدولارات لتجنيد عملاء فى قطاع الاتصالات".
الطلب الثانى، والذى يعد مفاجأة من العيار الثقيل، هو أن الموساد طلب من طارق أن يخترق قلب الجماعات الإسلامية، وألح فى ذلك لدرجة أنهم طلبوا منه إطلاق لحيته، غير أن طارق رفض لسببين على حد قوله فى التحقيقات، الأول أن أجهزة الأمن المصرية تسيطر على الجماعات الإسلامية فى مصر فى وقتنا الحالى عكس الماضى، إضافة إلى أنه لا يريد أن يعود إلى مصر من الأساس.
جانب آخر من التفاصيل الهامة تكشف عنه أوراق القضية وتحديدا فيما يتعلق بالعميل الجديد للموساد فى القاهرة والملقب بـ "الأستاذ"، حيث أكد طارق فى اعترافاته، أن معلوماته الوحيدة عن الأستاذ هى أنه رجل فى منتصف الأربعينيات يطلق لحيته ويعد أهم عميل فى الشرق الأوسط محل ثقة بالنسبة للموساد خاصة أنه يتعاون معه منذ 20 عاما.
وأوضح طارق فى الاعترافات، أن الموساد ضغط عليه للعودة إلى مصر أكثر من مرة والتعاون مع الأستاذ فى القاهرة، غير أن طارق رفض، فاستدعى الموساد الأستاذ إلى بكين لمقابلة طارق، وهو اللقاء الذى تم فى أحد الشقق المفروشة هناك وكان الهدف الأساسى منه أن يقنع الأستاذ طارق بالعودة إلى مصر، غير أن طارق رفض.
مصدر أمنى رفيع المستوى أكد لـ"اليوم السابع"، أن أجهزة الأمن القومى حصلت من طارق على ميعاد المقابلة التى جرت بينه و"الاستاذ ومكانها" ثم راجعت كل المسافرين إلى بكين قبل أسبوع من اللقاء وتم فعليا تحديد عدد من الأسماء المشكوك فى هويتهم، غير أن المصدر أضاف أنه من المتحمل أن يكون الأستاذ، يحمل جنسيتين فى وقت واحد ويسافر بجواز سفر الجنسية الأخرى.
المفاجأة الأهم التى كشفت عنها أوراق القضية، هى أن الموساد كان يعد طارق لمقابلة خبير كيميائى مصرى يعمل فى أحد الهيئات الحساسة _ تحتفظ اليوم السابع باسمها _ خلال زيارته إلى بكين لكى تعرف طارق عليه ومن ثم تجنيده لصالح الموساد، وحسبما يقول طارق فى اعترافاته، فإن الموساد كان يضع نظره على الخبير الكيميائى منذ عدة سنوات ولا يجد أى مدخل لتجنيده.
طارق عبد الرازق فى اعترافاته كشف عن مفاجأة، وهو أنه كان يعمل لصالح الموساد منذ عودته فى المرة الأولى من الصين فى بداية الألفية الجديدة أى منذ حوالى 8 سنوات وليس منذ 3 سنوات فقط كما كان متعارف عليه منذ الإعلان عن القضية، والدلائل التى جاءت فى أوراق القضية على ذلك، هى أن طارق حصل على معلومات هامة من أحد أبناء الضباط السابقين بجهة سيادية – كان طارق يدربه على الكونغو فو بأحد النوادى المصرية - عن طبيعة عمله وتنقلاته وكان طارق ينقل تلك المعلومات أولا بأول إلى الموساد.
وكشف طارق فى اعترافاته عن تفاصيل هامة جدا فى شبكات تجسس أخرى لصالح الموساد تعمل لدى مصر وتتولى تسجيل مكالمات فى غاية الأهمية لكبار الشخصيات العامة وذوى المناصب فى الدولة.
وحسبما يقول طارق، فإن عملاء الموساد فى القاهرة كانوا يسجلون البرامج التليفزيونية للمسئولين الكبار ثم يحصلون منها على بصمة أصواتهم، ومن ثم تتاح لهم عمليات تسجيل المكالمات من خلال شبكات الاتصالات.