عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
موضوع: التسامح يبدأ من ميت دمسيس الخميس 6 يناير 2011 - 1:21
[img]https://alomah.yoo7.com/[/img] قرية تجسد حقيقة الحب والتعاون بين المسيحيين والمسلمين باعتبارها من أقدم القري التي جمعت بين دير وكنيسة الشهيد مارجرجس ومسجد محمد بن أبي بكر الصديق.
وهما من أقدم المباني الأثرية في مصر.. إنها قرية ميت دمسيس. بدأت رحلة الذهاب الي ميت دمسيس بمحافظة المنصورة التابعة للدقهلية التي تبعد عن القاهرة بنحو150 كيلو مترا أي نحو ساعة ونصف ساعة علي الطريق الزراعي. وعندما اقتربنا من القرية بدأنا في التساؤل عن كيفية الوصول إليها فوجدنا أهالي القري المجاوروة يصفونها بقرية الوحدة الوطنية بدلا من قرية ميت دمسيس إذ إنها اشتهرت بهذا الاسم منذ العديد من السنوات الماضية. وترجع قصة القرية ـ كما يرويها الحاج جمال محمد فرج الي ان قرية ميت دمسيس تعد من أشهر قري وجه بحري بمحافظة المنصورة وذلك لموقعها وأيضا أثارها التي تميزت بها منذ النشأة, كما أن نصف سكانها من الاخوة المسيحيين وهذه نسبة ليست بقليلة, ولكن الجميع يتعامل بالود والحب فهنا المياه مشتركة بين الجميع.. لا فرق بين مسلم ومسيحي.. كما توجد أعمال مشتركة بيننا مثل الأرض الزراعية وتبادل المحاصيل بجانب المشاركة في جميع المناسبات الدينية للمسلمين والمسيحيين دون الاحساس بالفرق بين الاثنين. ويضيف: علي سبيل المثال هناك مولد يقام في الأول من أغسطس وهو مولد سيدي محمد بن أبي بكر الصديق, وأيضا في نفس الشهر هناك احتفالية كل عام في22 أغسطس حتي29 أغسطس في دير وكنيسة الشهيد مار جرجس فهناك أيضا تشابه في الاحتفالات الدينية بين المسجد والكنيسة وهذا من المفارقات التي تؤكد الوحدة الوطنية. مناظر رائعة وأثناء الحديث شهدنا منظرا كأنه ينتمي لأحد الأفلام التصويرية وهو لمسلم ومسيحي يركبان حمارا ويتبادلان الحوار بحب وود لدرجة أنهما يتبادلان الركوب علي الحمار فاستوقفناهما للتحدث. فقال جرجس فريد إنهم يعيشون مع المسلمين منذ الآباء والأجداد ولانشعر بالفرق بين مسيحي ومسلم ولم تنشب بيننا مشاكل أو حتي اختلاف في الرأي لأننا هنا جميعا ريفيون, ونأسف علي مايحدث ويروح ضحيته أرواح بريئة سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين فلا فرق بين الموتي. ويلتقط أطراف الحديث الحاج محمد مصطفي الأقرع موضحا أن قرية ميت دمسيس فازت في الاستفتاء السنوي علي مر سنوات عدة علي جوائز من قبل المحافظة لانها لاتزال قرية متماسكة ولا يوجد بها أي تعصب أو تفرقة, وعندما تقع أي مشكلة أؤ حادثة يسارع أهالي القرية من مسلمين ومسيحيين لحلها وإنقاذ المرضي أو التبرع بالدم. وتضيف: نحن نتمني أن تصبح هذه الروح سائدة بين المسلمين والمسيحيين في جميع الأنحاء, ويكفي أننا نحمل جنسية واحدة وهي أننا مصريون. الدير.. والمسجد واستكملنا رحلة الوحدة الوطنية حتي وصلنا إلي المكان الذي يقع فيه دير وكنيسة الشهيد مار جرجس ومسجد محمد بن أبي بكر الصديق اللذان يقعان في موقع جغرافي رائع حيث أطراف القرية أمام شاطيء البحر وكلاهما يطل علي الآخر حيث لا تستطيع أن تفرق بينهما. ولأن التوقيت كان غير مناسب في ظل الظروف الحالية كان هناك تشديد أمني علي الدير والكنيسة ولكن القمص مكاري غبريال راعي الكنيسة كان في استقبالنا بالترحاب وتقديم المأكولات والمشروبات مؤكدا أن الذي حدث ليس له أي أهمية ولايفرق بين المسيحيين والمسلمين. بدأنا الحوار حول الدير والكنيسة ومنذ متي نشأ كل منهما فقال: يرجع تاريخ هذا الدير والكنيسة الي القرن الرابع الميلادي إثر مجيء ذراع القديس مارجرجس علي يد والدة القسطنطيني وفي عهده بني هذا الدير الذي يضم ثلاث كنائس أثنتين باسم القديس مارجرجس والثالثة باسم العذراء مريم130 عاما وأثناء ترميم الكنيسة الثانية للقديس مار جرجس نشأت كنيسة العذراء وهناك احتفالات تقام باسم مارجرجس الأول في الأول من مايو من كل عام, وهو احتفال ديني بحت أما الاحتفال الثاني الذي يسمي بالمولد فيقام من22 أغسطس لمدة اسبوع ويصادف الاحتفال بمولد سيدي محمد بن ابي بكر الصديق فجميعنا نحتفل معا وتقام الموائد معا ونتبادل التهاني بيننا. ولأن قرية ميت دمسيس ليست فقط من أشهر القري السياحية بل أيضا هي قرية تسودها المحبة والاخاء بين المسلمين والمسيحيين حتي أطلقوا عليها قرية الوحدة الوطنية, وعلي الرغم من صغر حجمها فإنها تتميز بروح التعاون ويتوافد إليها الآلاف من الزوار والسائحين. أما عن الاحتفال الذي يقام في كل عام من شهر أغسطس فهو احتفال ضخم يحضره العديد من الشخصيات حتي من خارج البلاد حتي وصل عدد الحاضرين الي نحو مليوني زائر ولكنك أثناء الاحتفال لا تستطيع تمييز الزوار من مسلمين ومسيحيين ولا يحدث أي مشاغبات تعكر صفو الاحتفال بل علي العكس تماما فزوار المولد من المسيحيين تستضيفهم الأسر المسلمة في منازلهم بكل الحب. التاريخ يتحدث ترجع أهمية دير وكنيسة الشهيد القديس مار جرجس إلي أن بها جزءا أثريا عندما اختارتها العائلة المقدسة في رحلتها لتقيم بها, كما أن بها أكبر كنز وهو رفات للشهيد مارجرجس الذي يحكي أنه كان في الجيش الروماني وقاموا بتعذيبه لمدة7 سنوات ليعبد الأبقار لكنه رفض لأنه مؤمن بالمسيح ونحن الآن نضع يدنا في يد بعضنا ونقوم بالجهود الذاتية بين المسلمين والمسيحيين لتطوير القرية السياحية ميت دمسيس حتي يتوافد إليها العديد من السائحين في جميع أنحاء العالم ومنها السفير الأمريكي السابق الذي أصر علي زيارة هذه القرية التي يسود بين أهلها الحب والوحدة الوطنية بكل معانيها. ومن الطقوس التي يحرص عليها المسلمون والمسيحيون في القرية أنه بعد أداء صلاتي الجمعة والأحد يجتمعون جميعا ونقوم بالتداول في شئون القرية والأحوال الاجتماعية بين الأسر والمشاركة في مناسبات الأفراح والعزاء. في نهاية رحلتي الي قرية ميت دمسيس تأكدت أن مصر مازالت بخير وأصبحت في شدة التفاؤل لأني أمضيت يوما كاملا مع أهالي قرية الوحدة الوطنية وشعرت من خلال زيارتي أنه بالفعل لافرق بين مسيحي ومسلم.