نتيجة قلة المرتبات وتوزيعهم فى اماكن بدون امكانيات
لم
تعد مهنة الطب كما كانت فى الماضى ..حلم يرواد خريجيها بتحقيق الخمسة عين " عيادة وعروسة وعربية وعمارة وعزبة" ولكن الاطباء الجدد يعانوا الان من ضعف مرتباتهم لدرجة لا تكفى لاعانتهم على مصاريف الحياة وليس تحقيق حلم "الخمسة عين" .
ورغم أن وزارة الصحة تسعى لتحسين احوال الاطباء عن طريق زيادة مرتباتهم عن طريق رفع المرتبات خاصة من يعملوا فى اماكن ريفية ونائية .
غير أن شكاوى الاطباء الجدد لا تقتصر على المرتبات فقط بل تمتد لتوزيعهم على مستشفيات ووحدات ريفية محدودة الامكانيات الطبية تحرمهم من تلقى فرصة تدريب جيدة ترفع من مستواهم المهنى فى بداية عملهم . مما يدفع البعض منهم للهرب من العمل فى المستشفيات الطبية الحكومية والسعى لايجاد فرصة بديلة فى المستشفيات الخاصة او السفر للخارج لتوفر حياة أفضل .
وتقول مروة عصمت خريجة جامعة عين شمس 2005 ان مرتبها اثناء فترة المكليف كان 280 جنيه بالاضافة الى 200 جنيه حوافز وقد تم تكليفها بمركز طبي بكوبري القبة لمدة عام ثم انتقلت الى مركز اخر بمنشية البكري حتى استلمت النيابة.
وتضيف مروة لا توجد اي استفادة من التكليف لان المراكز الطبية التي يتم التكليف بها لا يوجد بها سوى ممارس عام لا يستطيع في اغلب الاحيان تقديم خبراته الى الطبيب حديث التخرج لانه شخصيا يكون ذا خبرات محدودة .
وتطالب مروة ان يقضي الطبيب عاما من التكليف في مركز طبي واخر في مستشفى ذو أمكانيات حتى يستفيد الطبيب من العمل في مختلف الاقسام مع اساتذة ذوي خبرة.
واضافت ان تحديد التخصصات للتسجيل بعدد محدد قبل انتهاء فترة التكليف وفي بعض الاحيان النيابة ايضا يضر بالطبيب ويمنعه حقه في اختيار التخصص الذي يريد ان يبرع به ويفرض عليه تخصصات بعينها.
وتقول مروة ان الواسطة تلعب دورا كبيرا في تحديد اماكن توزيع الاطباء سواء في التكليف او في النيابة ويأتي بعدها المجموع واضافت انه على الرغم من وجود التنسيق الالكتروني الا ان الواسطة لها اليد العليا في توزيع الاطباء سواء في فترة التكليف او النيابة وقد لمست ذلك بالفعل في مستشفى شبرا العام حيث تقضي فترة النيابة.
تظلمات بدون استجابة وقال الطبيب محمد عبد العال خريج جامعة المنوفية: تم تكليف للعمل بمستشفى بني سويف منذ عامين ومازال احاول ان يتم نقل لمحافظتى المنوفية البعيدة جدا عن محافظة بنى سويف . واضاف : قدمت تظلمات ولكنه تم رفضها..ارجو ان يقبلوا هذه المرة."
الطبيب احمد حديث التخرج يقول "فضلت الابتعاد عن وزارة الصحة اثناء فترة التكليف حيث التحقت بمستشفى الشرطة لانني تعلمت هناك افضل لكن عند الالتحاق بالنيابة ادعدت الى مستشفيات وزارة الصحة التي تساعدني في خبرات ما بعد التسجيل."
.
ويؤكد الطبيب احمد وجدت نفسي لن استفيد لو عملت في البحر الاحمر لقضاء التكليف وسعيت للالتحاق في مستشفى الشرطة."
وهشام طبيب شاب انهي تكليفه وانضم لفريق العمل بوزارة الصحة. يقول عن فترة التكليف انها وقت ضائع لا يستفيد الطبيب شيئا في الوحدات الصحية في الارياف فلا يوجد من يعلمه او حتى لا توجد ادوية يتعامل بها مع المرضى.
والان تم توزيعه الى احدى الوحدات الصحية بالقاهرة حيث لا يذهب سوى يوم واحد في الاسبوع ولمدة ساعتين. ويضيف: "عدد الاطباء هناك كبير فقسمنا الايام ومع ذلك لا نجد اماكن للجلوس.
حوافز الوزارةيقول الدكتور السيد عبد الحافظ مدير ادارة التكليف بالوزارة ان الصحة تدرك مشاكل اطباء الجدد ورفعنا مرتبات وحوافز الاطباء في فترة التكليف لتزيد تبعا لبعدهم عن مقر السكن لتصل الى 600% بالنسبة للاطباء من القاهرة ويتم تكليفهم للعمل باسوان كما انها تزيد بنسبة 300% بعد حصولهم على درجة طبيب مقيم.
ونفى دكتور السيد عبد الحافظ مدير ادارة التكليف بوزارة الصحة وجود وساطات فى توزيع الاطباء ، وان يتم بقواعد طبقا للاحتياجات والمجموع والرغبات والنطاق الجغرافي ويتم ابداء الرغبات والتنسيق عن طريق الكمبيوتر ، ويضيف: التكليف ليس فقط توفير لعمل لمدة سنتين لكنه يقدم للطبيب فرصة للعمل الدائم والتعيين على درجة مالية."
ويوضح مدير ادارة التكليف ان الوزارة تسعى التيسيير على الاطباء فسمحت لهم بالتسجيل للنيابات منذ اليوم الاول لاستلامهم التكليف. ان ذلك قاصرا على "تخصصات ملحة" وهي:علاج الاورام والتخدير والاشعة والاستقبال والطوارئ.
واضاف انه يمكن بعد تحديد النيابة ان يتم نقل الطبيب الى احد المستشفيات الجامعية او المتخصصة في الزمالة المصرية ليقضي فترة التدريب من 3 الى 5 سنوات ويحصل على الزمالة المصرية.
كما اوضح انه توجد تخصصات يمكن للطبيب التسجيل فيها بعد 6 اشهر من التكليف وهي العناية المركزة والمعامل وبنوك الدم وطب الاسرة وجراحة العظام والاطفال المبتسرين وجراحة المخ والاعصاب وجراجة الاوعية الدموية.
"اما باقي التخصصات"، يقول د.السيد " فلا يمكن للطبيب الالتحاق بها الا بعد مرور عام على بدء التكليف".