فليرحل محافظ الشرقية
بقلم / عمرو حسنين
فى السطور التالية رصد لأهم ملامح الخمس سنوات العجاف التى عاشتها محافظة الشرقية منذ قدوم السيد المحافظ المستشار يحيى عبد المجيد .. رصد لا يتعامل بالتواريخ الصماء التى تقول إن هذا الحدث وقع يوم كذا أو إنه شهد مولد هذا أو موت ذاك .. حاولت – قدر المستطاع – أن أرصد ملامح رئيسية فرضت نفسها على المجتمع الشرقاوى .. رصدًا لا يهدف إلى رص المعلومات أو الأحداث بقدر ما يهدف إلى كشف وقائع يشيب لهولها الولدان .. كشف وقائع إذا مر دون عقاب فهذا إعلان صريح لبقية المسئولين بأن يهملوا وينهبوا ويسرقوا ما تحت أيديهم , وهذا إعلان رسمى بأن الفوضى واستغلال النفوذ وإهدار المال العام هو شعار المرحلة .. وقائع لا تحتاج إلى تحقيق النائب العام فهى وقائع مادية بالغة الوضوح ترى بالعين المجردة وتحتاج إلى قرار سياسى عاجل حتى لا يكون التحقيق القضائى الطويل فرصة لمد عمر السيد المحافظ على كرسيه .
فى حديث صحفى للزميل محمد أمين مؤلف رواية " كابتشينو المحافظ " كشف عن حصوله على مستندات تثبت تورط السيد المحافظ فى الاستيلاء على 23 مليون جنيه من إيرادات المحاجر بالمحافظة , واستغلال مساكن الشباب وعقد صفقات مشبوهة مع الشركة القائمة على المشروع بحيث تُسلم هذه الوحدات نصف تشطيب بحجة ارتفاع أسعار الحديد والأسمنت رغم توصيات السيد الرئيس مبارك بتسليمها لمحدودى الدخل كاملة التشطيب , ومستندات تثبت قيام السيد المحافظ ببيع جزء من أرض المشروع لمستثمر كبير .
إن السيد المحافظ لم ينطق بحرف واحد ينفى فيه هذه الجرائم .. ونحن نسأله أمام الملأ : هل لديك تفسير لتضخم ثروتك أثناء تولى منصب المحافظ ؟! ومن أين لك هذا ؟ هل تنفى أنك أجريت صفقات مشبوهة مع الشركات الخاصة مثل شركة النظافة والنقل الداخلي والشركة اللبنانية لمجمع مخابز الصيادين ؟ وما المكاسب المادية التى حققتها من هذه المخالفة للقانون ؟ هل قمت بالاستيلاء على منصب رئيس مجلس إدارة مجلة " صوت الشرقية " الصادرة عن المجلس الشعبي المحلى للمحافظة رغم أنك تمثل رأس السلطة التنفيذية بالمحافظة ؟ وما المكاسب التى حققتها من هذه المخالفة ؟ وماذا عن خدماتك المتميزة للغرفة التجارية وكذلك جمعيات المستثمرين بالعاشر والصالحية ؟ ألم يعد هذا عليك بالمنفعة ؟! وماذا عن تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات الذي كشف عن تبديدك لأموال صندوق الخدمات بالمحافظة وذلك للإنفاق على عمليات تجديد مكتبك واستراحاتك ومجاملة أصدقائك ؟
نسأل السيد المحافظ هل لديك رد على إخلالك بواجبات الوظيفة ؟ حيث حولت محافظة الشرقية إلى مقبرة بحجم محافظة باستثناء اهتمامك فقط بالدوائر الانتخابية الخاصة بالسادة الوزراء مثل دائرة أبو كبير التى بها الوزير على المصيلحى وزير التضامن , ودائرة التلين التى بها أيضًا الوزير أمين أباظة وزير الزراعة وبها النائب يحيى عزمى الذى صرحت بأنك تكن له شيئًا خاصًا وأنه عندك أهم من أى وزير أو مسئول بالدولة إشارة منك بأن آل عزمى هم أصحاب الفضل فى كونك محافظًا !
نسأل السيد المحافظ عما قدمه لمحافظة الشرقية من الخدمات الأساسية والبنية التحتية ؟ نسأله عن مياه الشرب التى هى إما منقطعة بسبب الضغط العالى على محطات المياه التى انتهى صلاحية العمل بها بسبب عوامل التعرية وإما مخلوطة بالصرف الصحى الذى يُلقى فى ترعة بحر مويس وهذا ما أكده د. صلاح بيومى رئيس هيئة مياه الشرب والصرف الصحى بالشرقية موضحًا أن 96 % من قرى الشرقية بدون صرف صحى ومنازلها مهددة بالانهيار والتصدع بسبب مياه الصرف حتى أصبح البديل جرارات الكسح التى تفرغ محتوياتها فى ترعة بحر مويس ليصاب أهالى الشرقية بفيروس الكبدى الوبائى الذى لا طاقة للبسطاء بتحمل تكلفة علاجه .
نسأل سيادته عن الانقطاع المستمر والمتكرر للكهرباء بسبب ضعف المحولات والمحطات وعدم تجديدها وتجاهل صيانتها .
نسأله عن ضياع الفلاح والأرض واستمرار السحابة السوداء , الفلاح الذى ظل يعانى من رحلة البحث على التقاوى والمخصبات إلى أن زهد فى الزراعة وانصب همه حول كيفية التعدى على الأرض الزراعية , والسحابة السوداء التى استمرت بعد قرار سيادته بعدم زراعة الأرز وزراعة الذرة بدلاً منها , فكان حرق مخلفات الذرة مثل حرق قش الأرز!
نسأل السيد المحافظ عن رحلة العذاب اليومية في الطوابير الطويلة والانتظار بالساعات والتعرض للبلطجة بل ودفع الإتاوات وذلك للفوز برغيف خبز تأبى الحيوانات أن تأكله!
نسأل سيادته عن المستشفيات التى أقيمت على أعلى درجة من المواصفات القياسية فى الشكل الخارجى من البناء والتشييد أما فى الداخل فهى تعانى من القصور من الناحية الصحية ودرجة الوقاية من الأمراض والفيروسات ودرجة الاستعداد فى استقبال الحالات والأجهزة التقنية وتوفر الخدمة فى قطاع الأطباء والممرضات . أما عن المعاملة الآدمية للمريض فليسأل سيادته الحالات المرضية التى تسكن ممرات وحدائق المستشفيات.
نسأله عن ضحايا حوادث طرق الشرقية بسبب سوء الطرق وضيقها الشديد, فالذى لا يموت من الشراقوة عبر شربة ماء مخلوطة بالصرف الصحى يمكن أن يموت على الأسفلت عبر الحوادث .
ماذا تبقى مما أمكننا حصره كي نسأل عنه السيد المحافظ ؟ هل نسأله عن مراكز الشباب والاستادات التى لا يمكن استقبال أى حدث رياضى بها ؟ أم نسأله عن المحافظة نفسها التى تغيرت كل ملامحها لوجود تلال القمامة التى أصبحت موطنًا للأوبئة والأمراض؟!
هل لدى السيد المحافظ رد على هذه الوقائع أم أن شغله الشاغل هو خدمة الحزب الوطنى ورجاله فقط فيجلب معه أمين عام الحزب الوطنى فى جميع اجتماعاته سواء مع المجلس الشعبى أو غيرها بالإضافة إلى أنه قصر جميع لقاءاته على أعضاء الحزب الوطنى فقط !
على السيد محافظ الشرقية أن يحمل عصاه ويرحل إذا عجز عن الرد وتبرئة نفسه من هذه الوقائع التى تدينه .
أما نحن ومن جانبنا فإذا عرفنا بهذه الوقائع فإننا نرتكب إثمًا كبيرًا إذا صمتنا لأن الذى يفعل هذه الجرائم يفعل أكثر منها .
يبقى فى النهاية أن الأمر لا يجب أن يعامل معاملة قانونية بقدر ما يجب أن يعامل معاملة سياسية – فلو كان حكم القانون قائمًا لما انتشر الفساد على النحو الذى نراه الآن – وهذا هو القرار الذى تنتظره محافظة الشرقية من السيد الرئيس مبارك وهو قادم لا محالة بإذن الله والله غالب على أمره .
الرئيسية 
البوابة* 
الإثنين 7 فبراير 2011 - 4:18