ان المنافقين كانو اخوان الشياطين يا عم تامر يا حسنى

لا يترك المطرب تامر حسني أية مناسبة دون أن يحاول جاهداً استغلالها وتوظيفها لصالحه إما بهدف ترسيخ شعبيته أو كسب قاعدة وأرضية جماهيرية أوسع.
لكن فيما يبدو أن تامر لم يستوعب بعد الدرس إذ لم يدرك بعد أن ثورة 25 يناير قد حولت الجمهور المصري من متلقي سلبي لكل رسائله الجوفاء إلى أكبر متفاعل معها سلباً أو ايجاباً.
فعلى الرغم من أن تامر كان منذ يومين فقط ضمن ركب الفنانين المثبطين لهمائم وعزائم المعتصمين في ميدان التحرير حين طالبهم بالعودة فوراً إلى منازلهم وعدم الانسياق وراء التدخلات الخارجية إلا أنه بمجرد حدوث تبدلات وتغيرات في موقف النظام تجاه المحتجين داخل ميدان التحرير والثورة عموماً وهو ما بدا جلياً في لغة الإعلام الرسمي على مدار اليومين الماضيين والتي أصبحت تركز بصفة خاصة على تحية الشهداء والاعتراف بتضحياتهم التي بذلوا فيها الدماء والروح من أجل الوطن ومواساة أهاليهم فقد قرر تامر أن يغير بوصلة اتجاهاته وآرائه ومواقفه هو الآخر 180 درجة وعلى نفس الموجة بعد أن طرح أغنية وطنية عبر موقعه تنعي شهداء الثورة.
المشكلة أن أغنية تامر جاءت متأخرة كثيراً إذ مضى أكثر من 13 يوماً على اندلاع الثورة على الفساد والقهر والفقر والظلم ولم يكلف تامر حسني نفسه أن يواسي أسر الشهداء والضحايا ولو بكلمة واحدة بل كان حريصاً في مكالماته مع التليفزيون المصري على أن يحاول التقليل من شأن أفعال هؤلاء المرابطين في ميدان التحرير على طريقة "اخدتم اللي انتم عاوزينه روحوا بقى" وذلك كي يركب موجة المزايدين على الشباب الشرفاء الذين خرجوا كي يدافعوا عن كرامة الوطن ومستقبله والتي انخرط وتورط فيها العديد من الفنانين الذين على ما يبدو مازالوا يعيشون في عصور القمع والاستبداد.
تامر منذ طرح أغنيته التي تحمل اسم شهداء 25 لم ينل أي قدر من التعاطف أو الإشادة بل على العكس كان الجمهور واعياً بما فيه الكفاية لأن المصريين لم يعودوا كما كانوا في السابق فهم يعرفون جيداً العدو من الصديق والمنافق من الصادق فلم تلفتهم الأغنية ولم تستحوذ على اهتمامهم أما من استمع إلى الأغنية فقد بادر بتوجيه رسالة إلى تامر بأن الأغنية هي رياء ونفاق وعملية مخادعة لن تنطلي على شباب عرفوا كيف يميزوا الغث من السمين؟!وعجبى احمد شعلان