احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: بعد تنحي مبارك.. عاشت الثورة حرة مستمرة! الجمعة 11 فبراير 2011 - 23:33 | |
| بقلم – احمد شعلان مبارك لم يكن وحده السبب في كل المصائب التي حلت بمصر خلال العقود الثلاثة الماضية .. نحن أيضا كنا شركاء في الفساد والإفساد، ولولا وعى شباب ثورة 25 يناير وتخلصهم من الأمراض القديمة التي نشرها الاستبداد بيننا وأصابتنا بالعجز عن الفعل والركون إلى السلبية والرغبة الدائمة في المشي بجوار الحوائط لاستمر حالنا هكذا إلى أبد الدهر، ولظللنا نعيش على ذكريات حضارة غائبة ومجد زائل. لقد سقط مبارك أخيرا ، وما يجب أن نفكر فيه الآن هو السؤال.. وماذا بعد ؟..ليس فقط على صعيد من سيترشح في الانتخابات ومن سيفوز بها ويحكم مصر، ولكن السؤال الأهم هو.. كيف نحافظ على مكتسبات الثورة حتى لا تضيع بحكم التراخي والاستسهال ، وحتى لاتعود ''ريمة'' إلى عادتها القديمة في إلقاء الأعباء على الآخرين والاكتفاء بالمشاهدة من بعيد.. التخلص من السلبية ياسادة هو أول درس علمنا إياه الثوار الشباب، والتخلص من الإحساس بالدونية وعدم القدرة على التأثير في مجريات الأحداث ومقدرات الوطن.. كنت أقول لنفسي منذ أيام.. ما حاجتي للذهاب إلى ميدان التحرير وكل هؤلاء موجودون هناك، وماذا سأضيف لهم، حتى أيقنت أن وجودي معهم ليس فقط من باب المشاركة في حدث تاريخي لن يتكرر مرة أخرى في المستقبل القريب أو البعيد، ولن أرى مثله في حياتي.. ولكن أيضا لأن العدد مهم، والدعم مطلوب والإيجابية تقتضي أن تظل واعياً ومشاركاً ليس فقط بالفكر أو التفكير أو المتابعة من خلال شاشات التليفزيون.. لكن يجب أن تكون حاضرا بشحمك ولحمك في الحدث وأن تكون جاهزا للمواجهة المحتملة، ومستعدا لكل محاولات الالتفاف على الثورة ومكتسباتها وإجهاض حلمنا بالتغيير وبمستقبل أفضل لنا ولأولادنا، وهو مالا يمكن أن يتحقق بالعودة إلى سلوكياتنا القديمة، فنحن أيضا يجب أن نتغير بجد ومن أعماقنا ، ولا نسمح لأحد أو لأنفسنا مرة أخرى بأن نتعايش مع الفساد ونسكت عليه ونرتب حياتنا على التعامل معه. والذين كانوا يحاولون الضحك على ذقوننا بأن يقولوا لنا ''روحوا بيوتكم'' وعودوا مرة أخرى إذا لم تتحقق مطالبكم فميدان التحرير لن يتم نقله، يجب أن يعلموا أننا كنا قادرين بالفعل على ذلك ومستعدين له ، فقد كسرنا حاجز الخوف والصمت الطويل.. ويجب ألا نعود إلى الخرس مرة أخرى، وألا نسكت عن الحق، وألا نسمح بأن يحكمنا ديكتاتور آخر مستمتعا بإذلالناً وراكناً إلى سلبيتنا وتخاذلنا.. عاشت الثورة حرة مستمرة.
| |
|