عمر طنطاوي من مدير كباريه إلي شريك في ميناء السخنة ومن سيارة «سيات»إلي طائرة خاصة
عمرو طنطاوى
بيزنس الصديق الشخصي لجمال مبارك
عمر طنطاوي من مدير كباريه إلي شريك في ميناء السخنة ومن سيارة «سيات»إلي طائرة خاصة
- يوم عزاء والدته تحول إلي عزاء قومي لمصر كلها.. الوزراء.. رجال الدولة.. الشخصيات العامة.. رجال الأعمال.. وطوال ثلاثة أيام انفردت صفحات التعزية في الأهرام بإعلانات المعزين دون أن يعرف أحد من هو عمر طنطاوي
من ابرز مؤهلات عمر طنطاوي انه خفيف الظل.. مستجيب للخدمات الشخصية.. ارتبط بجمال مبارك منذ أيام الدراسة في الجامعة الأمريكية.. وفي ظل نظام يمتلك فيه ابن الرئيس عصا سحرية لتحقيق الأحلام كان سهلا أن يقفز عمر طنطاوي في سنوات قليلة من موظف صغير في " رسيبشن " فندق سميراميس إلي واحد من مليونيرات مصر.
كان اقصي طموح عمر طنطاوي أن ينتقل من لوبي الفندق إلي إدارة الملهي الليلي " سلطانة ".. حيث البقشيش مغريا.. يضاف إلي ذلك حبه للسهر مع الفنانين.. خاصة الذين يقدمون عروضهم في المكان.. مثل عمرو دياب ونجوي فؤاد ودينا.. ونجح في خلق علاقات قوية مع أبرز نزلاء الفندق بسبب قدرته علي خدمتهم.. وتقديم ما لا يقدر عليه غيره إليهم.
لكنه.. لم يكشف عن نفوذه إلا عندم اصطدم بمدير الفندق ريمون خليفة.. ساعتها فوجئ الرجل الأول في الفندق بكل أجهزة الدولة (الضرائب والتأمينات والصحة والشرطة) تحاصره وتهدده.
في ذلك الوقت كان يركب سيارة سيات 127 وكان صديقه القريب منه شرين يسري الذي كان منظما للحفلات واستأجر "سلطانة " وتزوج من مطربة المانية كانت تغني في الملهي وهرب فيما بعد بثمانية ملايين جنيه إلي الخارج دون أن يسعي وراءه أحد.
ورغم أن عائلة عمر طنطاوي عائلة مستورة وضعت كل همها في تعليمه هو وشقيقه شريف فإنها لم توفر له الكثير من وسائل الترف.. فكان يقضي الصيف عند أصدقائه في العجمي.. ولم تكن له مائدة خاصة به في السهرات.. وظل حتي نهاية الثمانينيات علي ما هو عليه.
في بداية التسعينيات ظهر عمر طنطاوي بصحبة جمال مبارك.. شوهدا يتناولان الطعام في بيتزا بومودورو التي كانت من مشروعات نجيب ساويرس المبكرة قبل أن يصبح مليارديرا.. وشوهد بجانب عمرو دياب وعلاء مبارك وخالد سالم علي مائدة واحدة في حفل سنوي لفندق موفنبيك شرم الشيخ الذي يمتلكه صديق العائلة حسين سالم.
وحسب شهود عيان فإن جمال مبارك بدا في ذلك الوقت شابا لطيفا مهذبا متواضعا.. لم تكن قد ظهرت عليه بعد أعراض الشعور بالقوة والسلطة التي جعلته يتصرف وكأنه رئيس قبل أن يصبح رئيسا.
ويكشف مقربون من عمر طنطاوي أنه لعب دورا خلال وجود جمال مبارك في لندن خلال الفترة التي عمل فيها هناك ونسب إليه التدخل في عمليات شراء ديون مصر وإعادة بيعها للدولة وتحقيق مكاسب في الوساطة قدرت بالملايين.
ودون سابق إنذار خرج عمر طنطاوي علي عالم البيزنس الغريب عنه ليصبح مالكا لمصنع من مصانع النسيج يتحكم في غيره من المصانع بما ينتجه.. بجانب شركة تدير أعمالا غير محددة.
وفجأة ودون سابق إنذار أيضا انخرط عمر طنطاوي في العمل السياسي وأصبح أمينا لشباب الحزب الوطني في السويس دون أن يعرف شيئا عن الحزب والسياسية والسويس.. لكن.. ذلك كان تمهيدا لأكبر هدية بيزنس قدمت إليه.. فقد عين نائبا لرئيس مجلس إدارة شركة ميناء العين السخنة القبطان أسامة الشريف رغم أنه لم يعمل بالبحر ولم يسبق له الخدمة في الموانئ.. بيعت فيما بعد بعدة ملايين كانت بمثابة الهبة أو المنحة من السموات السياسية العليا.
ويوم تزوج عمر طنطاوي من "منة" كانت الهدية الرئاسية إليه مفاجأة سحرية لم يتخيلها أحد.. فقد فتح هو وزوجته باب شقتهما التي كانت في مرحلة الدهان ليجد كل شيء فيها جاهزا علي السكن.. الفرش والأجهزة الكهربائية والنجف والتابلوهات والسجاجيد وأواني الزهور الطبيعية والصناعية.
ويوم عزاء والدته تحول إلي عزاء قومي لمصر كلها.. الوزراء.. رجال الدولة.. الشخصيات العامة.. رجال الأعمال.. وطوال ثلاثة أيام انفردت صفحات التعزية في الأهرام بإعلانات المعزين دون أن يعرف أحد من هو عمر طنطاوي ولا ماذا يعمل ولا ما قدمه للبلاد.. لكن.. كان يكفي أن يكون الصديق المقرب من جمال مبارك.
وعين شقيقه شريف في بنك سويسري ولا يزال يقيم هناك منذ سنوات طويلة فهل كان دوره لعب الوساطة في الأموال المحولة بين القاهرة وزيورخ؟.. ومؤخرا بدأ يدخل هو الآخر في البيزنس داخل مصر.. وبالقطع وجد إقبالا من كثر مستعدين للمشاركة بشروط مغرية له.
وبقوة عمر طنطاوي نجح في أن يحصل علي حقوقه المتأخرة وربما الضائعة عند الآخرين فهو الوحيد الذي نال ما لديه عند رجل الإعلانات عمرو عفيفي وهو ما لم يقدر عليه شريكه في الوكالة اشرف هريدي وهو زوج ابنة جمال عبد العزيز مدير مكتب الرئيس.
وأسبوعا بعد آخر يسافر عمر طنطاوي بطائرته الخاصة إلي بيروت ليقضي عطلة الويك إند هناك في أفخر اجنحة فندق فنيسيا.. خاصة الجناح المفضل لإيهاب طلعت.. وفي كثير من الأحيان يكون معه علي الطائرة ياسر الملواني.
ولاحظ عمر طنطاوي بعد أن انحسرت الأضواء عن جمال مبارك أن الناس لم تعد تعامله بنفس الرهبة التي كانوا يعاملونه بها من قبل.. وفشلت محاولته الأخيرة لإنقاذ نجل الرئيس في مظاهرات موقعة الجمل التي أساءت للنظام أكثر من غيره.