بدلة الجيش.. موضة أطفال مصر 2011

أنا عايز اشتري بدلة جيش علشان ألبسها واقف بيها في الشارع).. بدأت هذه الأمنية تراود الكثير من الأطفال مؤخرا، وتحديدا مع نزول قوات الجيش لضبط الأمور في الشارع المصري بعد اندلاع ثورة 25 يناير وغياب رجال الشرطة.

وكما حرص الأطفال مثل غيرهم على التقاط الصور بجوار رجال القوات المسلحة ومُعداتها، أصبحوا يلحون على أولياء أمورهم أن تكون هديتهم لهم هي "بدلة ضباط وعساكر الجيش".

ولأنه لا توجد محلات ملابس تقوم ببيع الزي العسكري بمقاسات تناسب الأطفال، فقد كان الحل الوحيد أمام أولياء الأمور هو اللجوء لـ"الترزيه" ومحلات تفصيل الملابس.

وهذا ما أوضحه "فوزي" – ترزي ملابس بمنطقة العباسية- قائلا أنه - ومنذ ما- يقرب من أسبوع- استقبل أكثر من 300 زبون يطلبون تفصيل بدل "تشبه الزي العسكري" لأطفالهم، ولذلك فقد اضطر إلى شراء كميات كبيرة من الأقمشة ذات اللون الزيتي و"الكاكي" وأخرى تشبه بدل قوات الصاعقة ،علاوة على تصميم شعارات الرتب العسكرية (وكلها برتبه لواء) لتثبيتها على بدل الأطفال.

وأضاف "فوزي" أن سعر البدلة يتراوح بين 50 و80 جنيها حسب المقاس وجودة القماش المستخدم في التفصيل، وأن أعمار الأطفال التي تحضر إليه بين 5 و13 سنة، وقال متعجبا: "يبدو أن بدلة الجيش ستكون موضة الأطفال عام 2011".

أما "محسن عاصم" - مهندس - فقد أكد انه بخلاف الأعلام المصرية التي اشتراها لأطفاله، واصطحابهم إلى ميدان التحرير أكثر من مرة، والتقاط الصور لهم مع ضباط الجيش وأمام الدبابات والمدرعات، إلا انه لم يسلم من إلحاحهم بضرورة شراء بدل الجيش لأولاده الثلاثة ولابنته التي لا يتعدى عمرها الـ4 سنوات.

وأشار إلى أن تفصيل البدل الأربعة كلفه أكثر من 200 جنيها، ولكن هذا المبلغ ليس له قيمة - حسب قوله - أمام فرحة أبنائه بهديته، لدرجة أنهم لا يقومون بخلع هذه الملابس حتى عند النوم.

ومن بين الأطفال الذين التقيت بهم داخل أحد محلات تفصيل الملابس تحدثت مع "معتز" - 10 سنوات - الذي قال بكل براءة "أنا بحب عساكر الجيش ونفسي ألبس زيهم، واشتري دبابة واقف أحرس الشارع".

ولفت إلى أنه طلب من والده أن يشتري له بدلتين، واحدة يرتديها الآن ويلهو بها مع جيرانه وأصدقائه وزملائه بالمدرسة، والأخرى ادخرها ليرتديها في الأعياد.