بقلم فوزي المصري
[size=18]في كل صباح ومساء مع كل نسمة هواء مع زقزقة العصافير بعد دعاء الكروان فجر كل يوم جديد أناشدها ألا تغلق النافذة . من بين ثقوب نافذتها أتنفس وأروي عيناي بجمالها وحلاوتها وأحلم بحريتها . منذ أن طالت عيناي شعاع قدها وأنا أغوص في جمالها ورقتها التي تلازمني في كل شئ في شهادة ميلادي وشهاداتي العلمية وأوراقي الرسمية وصورها تملأ قراءاتي حتى مماتي فهي عشيقتي التي أتغني بها في كل موقع في الداخل والخارج وأضع صورتها علي صدري وفي عقلي وأرتل أسمها مع كل محاور وزائر ولما لا هل يضاهيها أحد ؟ يحسدوني عليها بجمالها وخيراتها وأصولها . معها أقمت وبها ارتقيت الدرجات ألعلي وعاشت معي آلامي وأفراحي .
حبيبتي من فضلك لا تغلقي النافذة فأنا ارتضيت أن تواربي باب نافذتك لأري من بين ثناياه جمالك الحقيقي بدون ملابس التي تخفي أنوثتك وجمالك فبياضك الخمري يجعلني أذوب في إنائه وأصارع نفسي لأرتمي في حضنك لأشعر بدفئك وحنانك ولكن كيف وأنت تمارسين معي لعبة القط والفأر . برهة تكشفي ردائك لأمتع عيناي بجمالك وأغوص في أحلامي وأطماعي وفي لحظات تتواري بعيدا عني وتتركيني بين فكي من لا يرحم من حسادي لينالوا مني وكلما يقترب لساني من إعلان البعد عنك يجذبه عقلي ليغوص في حلقي وتعلن أسناني الحرب فتغلق حدود فمي حتى لا ينطق وأخشى أن تحدث المشاجرة بين القلب والعقل علي القرار وأيهما سيفوز ويحدد مستقبلنا سويا رغم علمي أن في كلا الحالتين فأنا الخاسر بموتي أو فراقك .
أتذكرين حينما كنا نلعب بين الجداول والوديان وننعم بالهواء ونسيم الربيع في الحقول والمشاتل ونحلم مع العندليب في روائعه العاطفية والوطنية بمستقبلنا وكلما حاول أحد أن يعكر صفونا هببت فورا لإنقاذك لنعيش سويا في أحضان الطبيعة الدافئة الآمنة التي حباك الله بها وكم من مرة رسمنا الطريق ووضعنا الراية والأمل لنحقق مستقبلنا ولكن حسادك دائما متربصون بنا طمعا في حبك وجمالك وحقدا علي في امتلاكك .
حبيبتي وقرة عيني هل آن الأوان أن نجلس سويا نتصالح حتى نبعد الدخلاء الذين يسعون للوقيعة بيننا ؟ هل تشكين في حبي ؟ أنا متأكد من حنانك وحبك وعطائك لكن الخوف من الذين وضعوا أنفسهم بيني وبينك بحجة أنهم أصحاب الرأي . في فترة أشعر أنهم يحبوننا ولحظات أخري أشعر أنهم يحبون أنفسهم ويفسدون العلاقة بيننا رغم أنهم جميعا يعلمون أنني لا أستطيع العيش يدونك فأنت ملاذي والماء والهواء ويهما تبقي الحياة فهل تساعديني علي ألا أحرم منك أم تساعديهم علي قتلنا فهم يتخذون من اسمك رداءا لارتكاب المعاصي ويتاجرون باسمك ليملئوا خزائنهم من عطائك وباسمك يبتزون حبنا ليخفوا حقدهم ومكرهم يتخيلون أنهم الأحق بحبك ومن هذا المنطلق يهدمون كل جميل ويضعون أسوارا فولاذية حولك ليحرموك مني فهل آن الأوان أن نكسر هذه القيد أم سنبقي بعيدا لا نري بعض إلا عبر ثقوب نافذتك التي من الممكن مع الزمن أن تغلقها أحقادهم أو مؤثرات الطقس
يا قرة العين وروح الفؤاد ويا هبة الله لي في الأرض من فضلك دمري القيود والأغلال وارفعي الأبواب فثقوب نافذتك لا تكفي لأتمتع بك ومن غيري في الوجود يستحق التمتع بك .