التجربة الفرنسية: كيفية اختيار الرئيس
بما أنها أول مرة فى تاريخ مصر يختار الشعب رئيسه فعلينا أن نبحث فى «نماذج» الدول الديمقراطية التى سبقتنا، لنستفيد من تجربتها فى كيفية اختيار الرئيس، وكيف يحاسبونه هناك؟
وها هى «التجربة الفرنسية»:
- من له حق الترشح لرئاسة الجمهورية الفرنسية؟
1 - من يحمل الجنسية الفرنسية (حتى لو كان من أصول أجنبية). 2 - عمره لا يقل عن 23 سنة. 3 - أدى الخدمة العسكرية. 4 - لم يصدر ضده أى أحكام تحرمه من حقوقه السياسية. 5 - أن يحصل على «500» خمسمائة «توقيع» من أى عضو منتخب أو عضو مجلس محلى، أو نائب فى البرلمان الفرنسى، أو برلمان المستعمرات، أو البرلمان الأوروبى، أو من العُمد (وعددهم 36000).
- كيف يحصل المرشح على خمسمائة توقيع؟
الجنرال ديجول هو الذى وضع هذا النظام، وكان المطلوب هو «100» مائة «توقيع» فقط حتى عام 76 عندما ارتأى النظام أنه يجب أن تزداد إلى «500» خمسمائة «توقيع» لضمان «الجدية». وللحد من عدد المرشحين، واشترط القانون أن يحصل المرشح على الخمسمائة «توقيع» من 30 محافظة، وعدد المحافظات هو 95 محافظة داخل فرنسا + 4 مستعمرات وراء البحار - وألا يزيد عدد التوقيعات على 50 توقيعاً من محافظة واحدة.
- وما هو عدد المرشحين فى آخر انتخابات فرنسية؟
12 مرشحا منهم 4 سيدات وبوسطجى «ساعى بريد».
- كم تدفع الدولة للمرشح كمصروفات دعاية انتخابية؟
بمجرد حصول المرشح على الـ500 «توقيع» يحصل فى الحال على شيك بـ 153 ألف يورو، ما يعادل مليوناً ومائتى ألف جنيه مصرى، وإذا حصل المرشح على 5% من أصوات الناخبين يحصل على شيك ثان بمبلغ 740 ألف يورو (اضرب x 8 جنيهات)، ومن يصل للتصفية، وعددهم 2، كل منهما يحصل على شيك بمبلغ 10 ملايين يورو، حتى يتمكن من عمل دعاية على مستوى 99 محافظة.
- من يراقب حسابات كل مرشح؟
على كل مرشح من الـ 12 أن يعين له «محاسبا» معتمدا من المحافظة التابع لها يسجل لديه كل «سنت» يتبرع به مواطن أو شركة أو جمعية، كما يسجل كل «يورو» من المصروفات الدعائية، وأيضا أى مساعدات من الحزب إذا كان من مرشحى الأحزاب وليس مستقلا.
- ما هو دور الإعلام فى اختيار الرئيس هناك؟
هناك بعض الصحف والمجلات الشهيرة اعتادت أن يكون غلافها كل ثلاث سنوات عبارة عن «صور فوتوغرافية» للخمسين شخصية التى ستحكم فرنسا فى السنوات الخمس المقبلة ليتعرف الشعب مسبقا على «هيئة» وشكل من سيتولون «إدارة» شؤونهم، ولمنح الرأى العام فرصة لقراءة الـ«C.V» لكل واحد منهم،.
- ما هو دور استطلاعات الرأى؟
استطلاعات الرأى ترسم صورة للرئيس الجديد من خلال ما يتمناه الفرنسيون من صفات فيه، وجاءت الصورة قبل آخر انتخابات فرنسية كالتالى:
أ - 82% اتفقوا على أن أهم صفة يجب توافرها هى «الأمانة»، كرد فعل على بعض فضائح الفساد واستغلال النفوذ التى كشفتها الصحافة وقدمتها للنيابة، ومنها أن الرئيس شيراك سافر وأسرته بتذاكر مجانية على إيرفرانس لقضاء إجازة، خاصة أن رئيس وزرائه الأسبق قد خصص لابنه «شقة» حكومية بإيجار منخفض، وأن رئيس الوزراء قضى إجازة فى مصر على حساب الدولة المصرية.
ب- أن يتحدث عدة لغات، وأن يكون حاصلاً على تعليم عالى، ويكفى أن تكون له دراية بالسياسة الداخلية، ولديه القدرة على اتخاذ القرارات بذكاء وعزيمة.
وعلى صعيد الصفات الشخصية:
أولا: الغالبية تفضل أن يأتى الرئيس من أبناء الطبقة الوسطى، ولا يهمهم الوضع العائلى لأسرته.
ثانيا: 32% يفضلون «الرئيس» القادم من الذين مروا بتجربة البحث عن عمل، ليفهم معنى البطالة.
ثالثا: «الصراحة».. ومعروف أن الفرنسيين يتميزون عن كل شعوب الأرض بـ«الجهر بالحقائق» لدرجة تصل إلى حد «الوقاحة» أحيانا من وجهة نظر ثقافتنا.
رابعا: الغالبية ارتأت أن «الانتماء الدينى» للرئيس قضية شخصية لا تهمهم فى شىء.
[«وبمناسبة هذا الاستفتاء والحديث عن كرسى الحكم، والشفافية المطلوبة، لدىَّ اقتراح لصديقنا مجدى الجلاد: أن تصدر جريدة «المصرى اليوم» بغلاف عليه «صور فوتوغرافية» و«C.V» لخمسين شخصية مصرية يمكن - أو متوقع - أن تدير مصر].
وهكذا يختارون «الرئيس» هناك.. أما فى الحالة المصرية بعد الثورة الرائعة، والظروف الاستثنائية التى نعيشها الآن، فعلينا أن نتأنى فى اختيار «الرئيس الجديد» لنرى برنامجه الانتخابى واضحا ومحددا لنقارنه وبرامج باقى المرشحين لنختار أفضلهم، ولا ننبهر فقط بـ«الكاريزما» التى يتمتع بها بعضهم سواء كان عمرو موسى أو البرادعى أو زويل أو أحمد شفيق.. ولننتظر ما ستنتجه التفاعلات السياسية خلال الأشهر القادمة، لأننا سنرى على الأقل 20 أو ربما 30 مرشحا لا نحتاج منهم سوى واحد، على أن يكون رئيسا لفترة استثنائية عامين أو ثلاثة يتم فيها: 1- تغيير شامل للدستور. 2- الاتفاق على استراتيجية متكاملة «لنهضة شاملة» تُقلع بمصر خلال تسع سنوات إلى سماء العالمية وقيادة الإقليم بلا منازع!!
تنبيه وتحذير:
من فلول النظام السابق وذيوله ولصوصه من يخططون الآن للانقلاب على الثورة بثورة مضادة سوداء.. لأنهم مرعوبون من تقديمهم إلى العدالة، وتجريدهم مما نهبوه.. ولهذا أقترح أن تكون الجمعة القادمة بميدان التحرير هى «جمعة البناء والتعمير» .
الرئيسية 
البوابة* 
الإثنين 21 فبراير 2011 - 7:37