الجزيرة وفشل ما بعد الحرب على غزة
الخميس، 22 يناير 2009 - 19:28
وضاح خنفر رئيس قناة الجزيرة
اكتسبت قناة الجزيرة منذ افتتاحها قدرا كبيرا من المشاهدة والمتابعة من قبل ملايين العرب، خاصة فى أوقات الأزمات، حيث تميزت القناة المذكورة بالنقل السريع للحدث وساعدها فى ذلك ما تمتلكه من تمويل قوى وشبكة مراسلين فى مختلف أنحاء العالم.
اختلفت هذه الصورة الوردية فى عيون المشاهدين للقناة بعد بدء الحرب على غزة، حيث فشلت القناة فى إخفاء انحيازها الكامل للقائمين على تمويلها، حيث انجرفت القناة بدون وعى لأول مرة وراء إملاءاتهم واتجاهاتهم السياسية، ففقدت مصداقيتها المعهودة واكتسبت عداء كثير من رموز الفكر والسياسة والإعلام فى مصر والعالم العربى.
وفى هذا المضمار يرى الكاتب المصرى فهمى هويدى أحد أهم المحللين السياسيين الذين استضافتهم قناة الجزيرة فى تحليلها للأحداث، أن القناة كانت ومازالت من أهم المقاتلين بجانب المقاومة الفلسطينية فى مقاومتها للعدوان الإسرائيلى، مؤكدا أن القناة لم تتحامل على الدور المصرى، وأن حديثها عن الدور المصرى أقل بكثير من حديث الكتاب المصريين أنفسهم، وأضاف أن التغطية الإعلامية المصرية كانت الأسوأ على الإطلاق منذ بدء الحرب على غزة، لأن الإعلام المصرى نابع عن السياسة المصرية التى لم تكن على المستوى المطلوب.
وردا على آراء ممتاز القط وأسامة سرايا فى قناة الجزيرة ودورها فى الحرب، أشار هويدى أنه لا يعرف صحفيين بهذا الاسم، واصفا إياهم بالموظفين الحكوميين، وأنهى هويدى حديثه واصفا مصر بأنها أكبر من السياسة والحكومة.
معتز صلاح الدين، المستشار الإعلامى لقناتى المحور والحياة، يرى أنه لا توجد قناة محايدة بنسبة مائة فى المائة، فالحياد نسبى، كما أن القناة لا تستطيع انتقاد الدولة التى تمولها وهذا ينطبق على الجزيرة، أما فيما يخص قناة الجزيرة من الناحية المهنية فقد استطاعت أن تتابع الأحداث بشكل جيد مع الاحتفاظ برؤيتها الخاصة فى العرض، "ومن خلال رؤيتى كمشاهد أستطيع أن ألاحظ أن قناة الجزيرة كانت محايدة من حيث الظاهر ولكن ما وراء الشاشة حجبت حقائق وأظهرت أخرى، بجانب اختيارها للضيوف المحللين للأحداث، والذى اتسم أغلبهم بعدم المصداقية حيث ركزت على من لهم ميول متحاملة على الدور المصرى، ولم تفكر فى استضافة شخصيات لها وزنها فى الدبلوماسية المصرية للتحدث مثل د.مصطفى الفقى".
إذن فطريقة المعالجة للقضايا التى يتم متابعتها لم تعرض بشفافية كاملة، والدليل أثناء اجتماع وزراء الخارجية فى قمة الكويت لم تهتم الجزيرة بالمتابعة، وركزت على بعض المظاهرات التى اندلعت بالشوارع، كما أنها لم تعرض غير لقطات بسيطة للمؤتمر الصحفى لعمرو موسى الذى عقده عقب القمة، وفى المقابل اهتمت قناة العربية صاحبة التمويل السعودى بالقمة ذاتها وأذاعتها على الهواء مباشرة وكاملة، مما يوضح أن كل قناة تتبع ممولها.
ويضيف معتز أن القناة المصرية الوحيدة فشلت فى العرض الإعلامى الذى واكب الحرب على غزة، ففى الوقت الذى كانت فيه الحكومة المصرية مشغولة بإيجاد حل للأزمة ووقف إطلاق النار، كانت قناة مصر الإخبارية تعرض أفلاما تسجيلية عن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى منذ حرب 48، ولم تهتم بمتابعة الخبر مثل الجزيرة والعربية، وقد يكون هذا بسبب امتلاك القناتين شبكة مراسلين قوية حول العالم تفتقدها القناة المصرية.
ومن جهته رفض حسين عبد الغنى، مدير مكتب الجزيرة فى القاهرة، التعليق بأى حديث على دور الجزيرة فى تغطيتها الإعلامية للحرب، قائلا إن هناك أوامر من المركز الرئيسى للقناة بقطر بعدم التصريح بأى حديث صحفى عن القناة إلا من المركز الرئيسى ذاته.
aj_server = 'http://rotator.adjuggler.com/servlet/ajrotator/'; aj_tagver = '1.0';
aj_zone = 'sarcom'; aj_adspot = '458170'; aj_page = '0'; aj_dim ='436842'; aj_ch = ''; aj_ct = ''; aj_kw = '';
aj_pv = true; aj_click = '';