احمد شعلان
عدد الرسائل : 17047 الموقع : جريدة الامة تاريخ التسجيل : 24/09/2008
| موضوع: أحمد شعلان يكتب:أفيقوا.. قبل أن تضيع الثورة ويتمزق الوطن الجمعة 11 مارس 2011 - 17:11 | |
| [img]https://alomah.yoo7.com/[/img] عجبت لأمرك يا بلادي.. فما تكادين تتحررين من ويلات مستعمرٍ حتى يُسلمك لآخر.. وما توشكين على التحرر من وطأة حاكم فاسد.. حتى يتولاك من هو أكثر تجبرًا وفسادًا، ولنا في مبارك خير شاهد ودليل..؛ وحتى الثورة البيضاء ما كادت تبرح في ترسيخ أقدامها وتحقيق أهدافها، بداية من سقوط مبارك ورحيل عدد كبير من رموز نظامه، مرورًا بإسقاط حكومة شفيق وتعيين عصام شرف أحد ثوار التحرير، إلا وتكالب عليها الانتهازيون والمنتفعون، والمغالون وأعداء الثورة. تكالب الأكلة على الثورة في اللحظة التي هدأت لتلتقط أنفاسها بعد أن أنهكتها معركة الكفاح من أجل رحيل النظام، استعدادا لمعركة أكبر وأكثر سموًا هي معركة إعادة بناء الدولة المصرية، بداية من تحديد الموقف من التعديلات الدستورية المقترحة، ومدى اتفاق الثوار على قبولها، وحث باقي الشعب من الأغلبية الصامتة على تمريرها باعتبارها تمثل وسيط الانتقال من المرحلة الحالية، أم رفضها لعوارها وعدم تحقيقها لما كان يأمله ثوار 25 يناير وخاصة المادة 75 والتي تنص في شكلها المقترح على : " يشترط فيمن ينتخب رئيسا للجمهورية أن يكون مصريًا من أبوين مصريين، وأن يكون متمتعًا بحقوقه المدنية والسياسية، وألا يكون قد حمل أو أي من والديه جنسية دولة أخرى، وألا يكون متزوجًا من غير مصرية، والا يقل سنة عن أربعين سنة"، وهو ما يعني استبعاد شخصيات ذو ثقل منها مثلا الدكتور زويل. وليس هذا هو الاعتراض الوحيد على التعديلات الدستورية؛ حيث يوجد من ينادي من أمثال الدكتور البرادعي بمقاطعة الاستفتاء على التعديلات الدستورية، وتشكيل مجلس معين لوضع دستور جديد للبلاد، على أن تطول فترة بقاء المجلس العسكري لمدة أطول من الشهور الستة الانتقالية، أو تشكيل مجلس رئاسي يتولى حكم البلاد حتى وضع دستور جديد، يضمن إقامة دولة مدنية حقيقة، بعدها تجرى انتخابات برلمانية ورئاسية وفق الدستور الجديد، وهو ما يحمل بعدًا آخر؛ هو إعطاء الفرصة لقوى سياسية أخرى لتتشكل حتى لا تكون الانتخابات حكرًا على فصيلين بعينيهما هما الأكثر تنظيمًا وتمرسًا على العملية الانتخابية " الإخوان المسلمين"، " و"فلول الحزب الوطني". وفي خضم تلك الأمواج المتلاطمة بحثًا عن غد أفضل ومستقبل يغاير ما عاشته البلاد على مدار سنوات حكم النظام البائد وما قبله، طفت على السطح أحداث ومجموعات وفئات، بعضها يدعي انتمائه لثورة 25 يناير، والبعض غير معلوم الهوية والمقاصد، ولكن القاسم المشترك أنهم يبدوا وكأنهم لا يريدون للثورة أن تستمر، بل يريدوا أن تستمر حالة الفوضى وغياب الأمن، بل تعدى الأمر إلى محاولة إظهار أن البلاد تعاني من انتشار حالات الفتن الطائفية. لا تفسير لدي لكل تلك الأحداث المتصاعدة، والطافية فجأة على السطح؛ إلا أنه بالفعل توجد جماعات وفئات تدعم ثورة مضادة، للقضاء على مكتسبات ثورة التحرير والزج بالبلاد إلى منحنى شديد الخطورة، سيقضى على الأخضر واليابس، بإذكاء نار الفتنة الطائفية التي وللأسف أشعر أنها كامنة في قلوب كثير من بني وطني مسلميه ومسيحييه. فلا يزال كثيرون منا لم تصل إلى قناعتهم أن الدين لله والوطن للجميع، واعتقد أنه لا يزال أمامنا الكثير لكي نصل إلى الفهم الصحيح للتعايش وإرساء قواعد حرية الفكر والاعتقاد، فالأمر أعقد من أن نقول أن مظاهرة أو ثورة وأن نجحت ستغير ما رسخ في عقيدة شعب لسنوات طوال، وإن كان نجاح الثورة بادرة أمل وشعاع مضيء يؤكد أن الأمل قائم شريطة أن نعمل جاهدين على أن نرسى تلك المبادي متخلصين ومتحللين من الأفكار الخاطئة والهدامة التي ترسخت فينا على مدار سنوات مضت. فقبل أن تضيع الثورة ويتمزق الوطن.. يجب على ثوار الوطن الحقيقيين أن يحافظوا على ثورتهم ويحموها من الانتهازيين والفاسدين، ومشعلي الثورة المضادة.. فيا ثوار الوطن الحقيقيين لا تتركوا الشارع، شكّلوا لجانًا شعبية لحماية الكنائس والمساجد والممتلكات العامة، نظموا دوريات ترافق رجال الشرطة، افرضوا الأمن بمساعدة الشرطة على الشارع المصري، حتى يعاد تأهيل الشرطة وتكون قادرة على الاضطلاع بمهامها من جديد، نظموا مسيرات ومظاهرات مليونية مضادة لدعاة الفتن والانقسامات، طهروا الوطن من المتعصبين ودعاة الفتن، اجبروا البلطجية والفاسدين والمتاجرين بالثورة على أن يعودوا إلى كهوفهم، قاوموا بنور حب الوطن والوعي المستنير، ظلام الجهل ومدبرو المؤامرات، اعلموا أن الثورة في خطر ولن ينقذها إلا أصحابها الحقيقيين، فأفيقوا قبل أن تضيع الثورة ويتمزق الوطن
. | |
|